ليالي تلمسان

محمد فريد الرياحي

لحن الرباب شدا أم لحن قيثــــــــار

يوم التوهج بين النور والنـــــــــــار

أغنة طلعت يجري لها وتــــــــــــر

أم رنة سطعت تجري لأوتــــــــــار

إني سمعت من الألحان رائعــــــها

صيغت بدائعها من حلم عشتـــــــار

عشتارهل صغت من لحن ومن نغم

أنبـــــاء قـــــافيــة تعلو بآثــــــــــار

يا ليلة النغم الموزون هل علــمـــت

لوريط ما كان من ليلي وأسمـــاري

هي المباهج في لوريط مترفــــــــة

تجري على غرر الأسحار أسحاري

قد رمت فيها من الأنباء رائــيـــــــة

ورمت فيها من الأقدار أقـــــــداري

لوريط هل كنت إلا جنة عجلـــــت

إلي في ظــــلــــل شتى وأقمـــــــار

أنت الشهية في حسي وفي خــلـدي

أنت البهية في وردي وأذكـــــاري

إني إذا رمت من لقياك قـــافـــيـــــة

أقول يا روعة من وحي أفــكـــاري

ما في الجوانح إلا العشق مشتعـــلا

وليس في العشق إلا ليل إبـــحاري

يا دار مدين ما في الدار من أحــــد

أقوت وطال عليها ليــــل أكــــــدار

أمست خلاء فما ترجى ملاحــمهــا

يوم الكريهة في رفد مــــن الــثـــار

يا دار مدين أين الحسن مـن عـُرُب

ضاءت مــواسمها ليلا وأبـــــكـــار

وأين ما شئت من فـــن ومن عجب

وأين ما شئت من سُمر وأسمــــــار

لم يبق فيك سوى ليل أكــــابــــــده

كأنه الدهر في هــــــمّ وتذكـــــــار

إني ذكرتك يا لوريط في ألــــــــق

من التبلج في صحوي وإصــراري

ورمت ما كان من شعـــرومن أدب

لما رأيت من الألحـــــان بَنْ صاري

يا أيها الشيخ هذا اللحن منتـــشــيــا

فاغنم موازينه في ليلك الــــســاري

تغن بالشعر في لحــــن تجــــــــوّده

فليس بعدك من لـــــــحـن ومضمار

هذي تلمسان في الجنات حــــورية

تعطــــيك مــــن يــدها سرا بأسرار

لوريط جنة من الجنان في زمن كان

بن صاري شيخ الطرب الغرناطي في تلمسان

وسوم: العدد 943