أفتشُ في المرايا عن سواكــا

لقمان إسكندر

أفتشُ في المرايا عن سواكــا

وأهمسُ: ما أتى بك؟ من تَراكـا

أما كنّـا تَعْـاهـدنـا زمانـا

بأنّك لـن تعودَ إلـى صِباكـا

فمـا بالـي أراك بكـل دربٍ

حففّـتَ مداه جـورا وانتهاكا

غريـبٌ حـلّ في وجه غريبٍ

فقل لي يا غريب: "فمن دَعاكا!"

وخوفي منك – يا خوفي علينا –

بأن تمضـي خطاي إلى خُطاكا

أخـافُ، إذا ولجـتُ إليك يوما،

يُضَيْعني ولوجـي في ثَراكـا

عهـدتَ خطيئتي طفلا صغيرا

فأرْسِلْنـي بربــك قد كَفاكا

صَحِبْـتَ ملامحـي، حتى كبرنا

معا، ضـدّ أنازعـه انفكاكـا

فـلا ينفـك، حتـى أنّ ظنـي

يُغَالِبُنـي بأنّــي من رُؤاكا

على رعبٍ أدقّق في المرايـا

كأنّي كنـتُ من هذا وذاكـا

أفتّـش فيك عني بعد عجزي

بأن أمضي بعيدا عن مَداكـا

فهـل آتٍ علينـا ذات يـوم

أفتّـشُ لا أرانـي أو أراكـا

ألستَ تَراك ترحل مثل صحبٍ

تبضّع بعضهم شيئا وحَاكا

ومن ثم انقضى ظهر المنايا

إلى قبر السؤال وهل حَباكا!

فما لك تمتطي ظهر الجياف

وتصهلُ في هلاكك منذ ذاكا

كأنك يا ابن ظلي قد نسيت

أتنسى ساعة ماذا وراكا!

يعيش المرء دهرا ثم ماذا؟

على خشب معرّى قد حَواكا

يريد أحبةٌ لك أن توارى

وهل واروا فعالك مُذْ بَراكا

وتلك سقاية أسقيتُنيها

وَوِزْر لا أرى منه انفكاكا

سوى أني إلى ربي وَفِدْتُ

ومن يَفد الإله فلن يُشَاكا

وأَنَّ الله ربي دون شرك

وأن السلم ديني لا أُحاكا

وأن محمدا.. يا روح روحي

ومن مثلي أنا.. روحي فداكا

أيا بدرا أنا في الخيــــــــــل

غُرٌّ لا أبدّل كي أراكا

بلا دَهِم، محجلةٌ ظنوني

أصبّرها لموعدها لقاكا

على وعدٍ فَقٌل للنهر: يا عذب

هل تدري لمن ربي حباكا

حباك محمدا سُقيا العِطاش

وتُرْوَى أنت من طه فهاكا

وإنك ترتوي يا نهر عشقا

فَطِبْ نهرا، وذُبْ وجدا بذاكا

شَرُفتَ بصاحبٍ، والوِردُ طه

فَنَلْ حُسْنًا على حسنٍ أواكا

رسول الله مُلْتَحِفٌ بنورٍ

يراقبني: تعال..هَلُمّ..هاكا

يشير إلي: أدنُ تعالَ واْشربْ

فأركضُ مثل طفلٍ لا يُحاكى

وأدنو يا رسول الله شوقا

وأدنو ثم أدنو من خطاكا

يقرّبني ملاك من ملاك

فأدخلُ رحمةً حتى حِماكا

فهل تدري بأيهما رُويتَ؟

رُويتَ محمدا لــمّــا سقاكا

هي الأولى لذي شوقٍ دواءٌ

وفي الأخرى شربتَ، وقد أواكا

وسوم: العدد 944