همسات القمر (16)

خديجة وليد قاسم

خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )

* أهي إشراقات الصباح من توقد شعلة الأمل في نفوسنا و تجددها مع ميلاد اليوم و ارتدائه ثوب الضياء المجدول من أشعة شمس حانية  .. أم أن نفوسنا تبقى مستيقظة وقت نومنا لتصنع هذا الأمل و تقدمه لنا هدية اليوم الجديد ؟

أيا كان .. يبقى الأمل هو الوقود الذي  يشعل فتيل الحياة و يدفعنا للبذل والعطاء والعمل .. فما أجمل أن نستشعره  بكل معانيه و تجلياته الرائعة.

*على بوابات انتظار كتب عليها ( الفرج قريب ) لا زلنا مرابطين .. نخشى أن ننام ، أن نسهو ، أن نغفل .. نخشى أن تفتح تلك البوابات التي طال انتظارها دون أن تلامس أعيننا أولى دفقات النور المنبعثة منها

أتراه اقترب موعد انبلاج النور منها .. أم أننا سنقضي عمرنا انتظارا لنُدفن في مقابر المرابطين ؟؟

*حينما نفتقد أحبتنا .. نبضات قلوبهم  في نفوسنا تجعل  عيوننا تراهم و هي تبحث عنهم تلف وتدور ..تراهم من خلف المباني والدور .. حول الأكواخ والقصور  بين الحروف والسطور .. في انعطافات بحر يموج ويمور .. خالدون هم في نفوسنا حتى و إن وقف بيننا وبينهم باب و حاجز و سور .

*من بين أوتار الصفاء المتراقصة على مداعبة نسمات تنساب رقة و عذوبة .. تتبارى الحروف لتظهر في أجمل حلتها و أكمل زينتها لعلها تضاهي تلك الأوتار في صنيعها .. و تنسجم معها في حُداء ربيعها .. لتكتمل لوحة الجمال ببهاء يفوق الخيال .. وما أروعه من حال !!

* علمتني الحياة .. من يعزف اللحن الجميل ، يكون أول المستمتعين به و بعذوبته .

و من يعزف اللحن القبيح .. يكون أول النافرين منه المتأذّين بقبحه.

وما بين الجميل و القبيح تدور حكاياتنا في هذه الحياة .. وما علينا إلا أن نختار .

*أيها النهر تدفق

بين روض و زهر
و اغسل القلب بدفء

و أزل عنه الكدر

*أيهذا النجم خبّر

عن حكايات السهر
بين ذكرى من خيال

بين شمس و قمر
في فضاء الحلم عشنا .. فرحة كم ذا تسر
أتراها من مُحال .. أم سناء من درر

*يا هلالا من جمال

يسعد القلب الحزين
فلتجُد هيا بنور

أيها السامي الأمين
و لتزل عنا ستارا

 من قتام مستكين
علّنا نبصر نورا

ينجلي عنا الأنين