نوستالجيا

د. محمد الخليلي

(1)

عمري لستينٍ قريبْ،،، وأنَا المُرَزَّأُ في الدُّرُوبْ

في كلِّ يومٍ ليلةٌ من عُمــــــــــرِ أشجَاني تذُوبْ

؛ وأنَا رهينُ تذكُّـــــــــري أحيى على حُلُمٍ كئيبْ

؛؛أجترُّ طولَ اللَّيْلِ حُلْمَا: ليسَ يُشرقُ، أو يغيبْ

غُصَّتْ بحلقي مُنيَةٌ، وأكادُ أشرَقُ بالنَّحيبْ!!!!!

مَيَالجيَا

طنينُ الذُّبَابَةِ في مسمعِي

تأجَّجَ كالنَّارِ في أضلعي

نقيقُ الضَّفادِعِ أرَّقَنِي

؛"مَيالْجيا" تعيشُ، وتغفُو معي

أكادُ أقولُ لهمْ "لامِسَاسْ"

؛؛ كمَا السَّامريُ،،و لا أدَّعي

: أقولُ اضربُوني... فأغفوَ يوماً

؛؛؛ "فنمرودُ" مثليَ : لم يجرعِ

يانفسُ: هلاَّ ترعوينْ؟!

fhgggj9551.jpg

fhgggj9552.jpg

(2)

أهفو إلى يومِ الصِّبَا،،،،،، وظلالِ وردٍ في حلبْ

،،،، والمسجدِ الأمويِّ يجثُو والهَاً، وعلى رُكَبْ

،،،،،ولقلعةٍ تسمو على بأسِ الزَّمَـــانِ بلا رَهَبْ

،،،،،،وحديقةٍ مزدانةٍ،،،، (وأبو فراسٍ) منتصبْ1

لم أسلُ يوماً عنهُمَا؛ والعينُ تهطلُ في عَتَبْ....

أهفو إلى أهل بِهَا،،،،،،وإلى المحاشي، والكببْ

يانفسُ هلاَّ ترقدينْ؟!

1تمثال أبو فراس الحمداني الذي يستقبل الزوار في الحديقة العامة بحلب

(3)

أتُرى التَّذكُّرُ غايتِي ؟ أَحيَا على ذكرِ الأَثَرْ ؟......

أجتَرُّ مَا غَبَرَ الغَدَاةَ ، وكلُّ أمرٍ مستقرْ...........؟

الأمسُ مسرحُ خَاطري، وتلهُّفي فيمَا اندثرْ !!!!!

فلعلَّنِي أسلُو جَوَىً فيمَا يكونُ ،،،،،،،،،و مَا قُدِرْ

،، ولعلَّنِي أَحيَا المُنَى ؛ تخطُو بِدَلِّ المنتصرْ......

(4)

خمسون عاماً من طيوفِ الوجدِ تهصر مهجتي....

؛ وأنا أسيرُ تذكُّري : أجترُّ سيرة صبوتي.........

أرنو إلى ماضٍ ونى ،،،،،،،، وألوكَ فيضَ كآبَتِي

لا الحاضرُ الميمونُ يُبهجني ولا مستقبلٌ في الجعبةِ

......وأنا رهينُ توحُّدِي، ولقد نُعيتُ بعزلتِي........

وسوم: العدد 955