العيدُ في وطني وإنّي فيهِ عيدْ

رزاق عزيز مسلم الحسيني

رزاق عزيز مسلم الحسيني - السويد

[email protected]

ردّاً على تهنئتي بالعيد من بعض المواقع والمنتديات العزيزة الموقرة وكذلك من بعض الاخوة الاصدقاءالاعزاء اليهم جميعا أُهديها

قالوا ابتسمْ وانشدْ لنا حلوَ القصيدْ

فُهْ لا تكنْ مُتجهّماً فاليوم عيدْ

واسقِ المسامعَ من عُقاركَ إنّها

نعمَ القرى للسامعينَ بهِا تجودْ

كنْ بلسماً يُضمدْ جراحاتِ الورى

واكتُمْ جراحَكَ وابتسمْ بينَ الشهودْ

كُنْ تارةً ناياً حزيناً باكيا

أو نغمةً صدحتْ بها أوتارُعودْ

كنْ كيفما شاء الزمانُ مُغرّدا

يهتفْ لكَ الخُلانُ شاعرنا المُجيدْ

وارسمْ لنا صورَالحياةِ جميعها

مُتبرّماً إنْ كنتَ منها أو سعيدْ

واعزفْ لنا لحنَ البطولةِ والإباء

تجدْ صداهُ يرنُّ في الدّنيا نشيدْ

ما الشعرُ إلا ثورةٌ وصبابةٌ

و لظاهما شبّتْ بقلبكِ كالوقودْ

وتوهّجُ الافكارِ في حلكِ الدُّجى

وتوقّدُ الاحساس في بردِ الخمود

وملاحمُ الأبطالِ في سوحِ الحياةِ

وصرخةُ الاحرارِ في سوقِ العبيدْ

فانثرْ علينا من لآلئكَ التي

نُظِمَتْ بجيدِ زماننا عِقداً فريدْ

وانشدْ لنا شعراً يهزُّ نفوسنا

لافاتراً يُعدي الطبائعَ بالركودْ

أو طلسماً قدْ نمَّ عن عيٍّ قبيحٍ

بلْ فصيح في المسامعِ كالرعودْ

قد يوقظُ النيامَ مِنْ غفواتهمْ

فقدِ استطابوا النومَ والتحفوا الجمودْ

وكأنّهمْ ألفوا التقهقرَ للورا

واستعذبوا الإذلالَ واستحلوا القعودْ

لم يسأموا غضَّ الجفونِ على القذى

غطّوا كأهلِ الكهفِ في طولِ الرقودْ

***

فإلامَ تبقى مُطرقاً مُتفكّرا

والهمُّ يأكلُ فيك في نهمٍ شديدْ؟

تشكو لياليكَ الثقالَ وطولها

والدّهرُ مشلولُ الخطى يمشي وئيدْ

ألقى جرانهَ كالطليحِ وقد أبى

من أنْ يسيرَ بنا حروناً كالعنيدْ

مالي أراكَ بعزلةٍ متقوقعاً

مُتأففّاً وتقلّبُ الطرفَ الشريدْ؟

وعلامَ تصمتُ واجماً متململاً

وتكادُ تُشعلُ من تحرّقكَ الجليدْ؟

وكانَّ آلالامَ الحياةِ وبطشَها

عبثتْ بهاتيكَ المحاجرِ والخدودْ

والدمعُ يهطلُ فوقها مُتلهّباً

فيحيلها بعدَ التصبّبِ محضَ بيدْ

وطنٌ أضاعوهُ أتبقى إثرَهُ

تبكي عليهِ بغُصّةٍ مثلَ الفقيدْ؟

فامرحْ معَ اللاهينَ في خضرِ الربى

واطرحْ وراءكَ عبءَ همٍّ لا يفيدْ

واغنمْ حياتكَ هانئاً متنعّماً

وسطَ المباهجِ بينَ جنّاتِ وغيدْ

تستنشقُ الأشذاءَ في أزهارها

كفراشةٍ متنقلاً بينَ الورودْ

وتكادُ تُذهلكَ المناظرُ روعةً

فيها تبدّى ناطقا سحر الوجودْ

والنّاسُ إذْ تلقاكَ تبسمُ كالضّحى

ورياضُها الغنّاءُ تبسمُ بالورودْ

فالبِشرُ بادٍ في الوجوهِ محبّةً

كلٌّ يهشُّ بوجهكَ الباكي ودودْ

كاللؤلؤ المكنونِ حسنُ ظبائها

تُصبي بسحر جمالها العّفَ الرشيدْ

والماءُ جارِ في الجداولِ سلسلاً

يروي الخمائلَ في السهولِ وفي النجودْ

فالماءُ والخضراءُ جلُّ ربوعها

والحورُ فيها مثلُ جنّاتِ الخلودْ

فبها يُردّدُ زاهدٌ متحسّراً

ليتَ الشبابَ بها لنا يوماً يعودْ

الحسنُ فيها صادحٌ مترنّمٌ

أوَكلُّ هذا لا يثيرُكَ ما تريدْ؟

لا تشتكي الدّهرَ الخؤونَ ولاالورى

فالعيشُ راقٍ في وسائلهِ رغيدْ

ونهدتَ من قبوِّ الطغاةِ ورعبهمْ

وولجْتَ في كنفِ السلامةِ والسعودْ

حرٌّ فما تخشى الجناةَ ولا السجونَ

ولا الرعاعَ أوِ المرائي والحسودْ

تُدلي برأيكَ لا تهابُ بقولهِ

جلفاً جهولاً في خصومتهِ لدودْ

فاطرحْ همومكَ قد شقيتَ بحملها

فعلامَ تهفو شائقاً نحوَ البعيدْ؟

للقتلِ والتهجيرِ والتكفيرِ والت

تفجيرِ والوطن الذبيحِ من الوريدْ؟

لمصارعِ الالافِ مزّقها الردى

ومدائنٍ أخفى معالمَها حقودْ

لعُصابةِ السرّاقِ أدمنتِ الخنى

غصّتْ خزائنُهم بأكياسِ النقودْ

لم يشبعوا من نهبِهم كجهنّمٍ

يُلقى بها وتَسائلُ هلْ مِنْ مزيدْ؟

شبعى منَ المالِ الحرامِ كروشُهم

فاذا مشوا مثل الحواملِ إذْ تميدْ

والشعبُ ظلَّ يئنُّ من ألمِ الطّوى

وهو الغنيُّ يعيشُ في فقرٍ شديد

وهو الكريمُ يمدُّ كفّهُ سائلاً

وهو النفيسُ يُباعُ بالثمنِ الزهيدْ

زمّتْ شفاهَ الشعبِ خوفُ شماتةٍ

ما ألجمتْ فاهُ الخطوبُ ولا الوعيدْ

والصمتُ قد أجدى عليهِ كوارثاً

ومذلّةً يأبى لها حتّى العبيدْ

وشراذمُ الارهابِ فيهِ طليقةٌ

تسعى لتهدمَ كلَّ بنيانٍ مشيدْ

ربّاهُ من هولِ المآسي والمصائب

في العراق اليومَ قد شابَ الوليدْ

اللهُ فينا يا رعاةَ أمورِنا

لا تجعلوا الاحرارَ ترسفُ بالقيودْ

لا يستوي الارهابُ معْ مَنْ قالَ لا

عادتْ مخاوفُنا القديمةُ من جديدْ

عقبى التحمّلِ والتصبّرِ والاذى

والشعبُ لم يحصدْ سوى زيف الوعودْ؟

لا تكتموا أصواتنا لا تهدروا

ثرواتنا أوتحكمونا بالحديدْ

****

يا عاذلي أقصرْ فما قلبي سلا

عن موطني رغمَ التنائي والصدودْ

يا ليتَ لي قلباً خليّاً بارداً

مُتبلّداً أو قُدَّ من حجرٍ صلودْ

لا قلبَ مرتهنٍ بحبّهِ شاعرٍ

يشدو بمجدهِ في النوى خيرَ القصيدْ

يا صُحبتي لا شيءَ أملُكهُ سوى

الاشواقِ والحسرات ينقلها البريدْ

وتلهّفَ الصادي الى عذبِ اللقا

ودموعَ مشتاقٍ الى الوطن البعيدْ

قلبي يُرفرفُ للعراقِ وأهلهِ

كحمامةٍ علقتْ ترفرفُ للصعودْ

وأُعنّفُ القلبَ المُجرّحَ بالأسى

إهدأْ عدمتُكَ لاتجشّمني المزيدْ

يكفيكَ ما تلقاهُ من غصصِ النوى

لا خلَّ لا أصحابَ في الدّنيا وحيدْ

إخفضْ جناحكَ واتئدْ لا تشتكي

يوماً هواهُ بلوعة الصبّ العميدْ

إنّي لأخجلُ من كلامي سائلا

حتّامَ نبقى خلفَ قضبانِ الحدودْ؟

فاليأسُ دبَّ الى فؤادي عابثاً

للآنِ نصرخُ بالسؤالِ متى نعودْ؟

لا دارَ تُغريني وإنْ طابَ المُقامُ

العيدُ في وطني وإنّي فيهِ عيدْ