هنا القاهرة.. هنا رابعة

علاء الدين العرابي

علاء الدين العرابي

عضو رابطة الإسلام العالمية

[email protected]

هُنا القاهرةْ

هنا أمُّنا الساهرةْ

على وجْهِها البؤسُ يبدو  كما العاصفة

وفي قلبها غصةٌ من شجونٍ

وفي عينها نظرةٌ حائرةْ

وخَطَّان في وجْنتيها 00

وآثار شيخوخةٍ ظاهرةْ

*****

هنا القاهرةْ

هنا النيل يجري  حزينًا

وفي مائِهِ حمرةٌ من دماءٍ

وفي موجه غضبةٌ طافيةْ  

على ضفتيهِ عداوات أبنائه سافرة

فعينٌ بعينٍ

وسن بسن

وجيش بشعب

وكرهٌ بكرهٍ

وحقدٌ بحقد ٍ

صراع على ساحة العاصمة

ينادي عليهم : بني اسكنوا

فخلفي حشودٌ من الحقد تغشى تُخُومي

وخلفي ثعابين كثرٌ تُغَمِّي عيوني

وتمنع الماء عني .. تبثُ نَقِيعَ السموم

وأنتم تغو صون  في الطين .. في الحافرة

*****

هنا القاهرة

هنا رابعةْ

هنا ثورةٌ لم تزل حاضرةْ 

برغم حصار الخطى الثائرةْ

فما زال للصوت نارُ الهتافِ

وما زال في النبض سيلُ الرعافِ

وما زال في الشِّعرِ وَهْجُ القوافي

وأُغنيَّة في المدى هادرةْ

وإن حاول اللص أن يسرقَ الانتصارَ

ويُغْمضُ جفنًا لشمسِ النهارِ

وإن جمَّع القوم كل الحليِّ

وأعطوهُ مهرا إلى السامريّ

ليصنع عجلاً لبعض العَبيدِ

ويبني قصرًا لفرعون فوقَ الرمادِ

وتمضي المسيرة في الدائرةْ

*****

هنا القاهرة

هنا رابعة

هنا سجدةٌ في المساءِ

هنا قطرةٌ من دماءِ

هنا عبرةٌ في الفضاءِ

هنا دعوةٌ للسماءِ

تداعوْا جميعا ..

وخطوا طريقا لرب السماءِ

وتمضي المسيرة رغم القيودِ

ورغم تكسُّر كلَّ العهودِ

ورغم اصطفاف القوى الغادرة

............

هنا رابعة

هنا قصة الأنفس الثائرة

هنا صوت حلم بطعم الحياةِ

هنا نور فجر  وصوت  انعتاق

وشمسٌ تؤم طريق الرفاق

هنا موعدٌ في الذُرى العالية

............

هنا رابعة

هنا شارة في المدى  عابرة

تجوب الحواضرْ  

تسافر عبر الفضاء .. وعبر المشاعرْ

وتجتاز كلَّ  المعابرْ

وترسل في كل يوم شعاعا

وتحكي حكاية جند الظلام

" جنود الفراعين عبر الزمان "

وتشهد في يوم عليهم

" شهادات أربع "

فجورٌ .. وقهرُ

قتالٌ .. وغدرُ

وتفضح كل القوى الغادرة

.............

هنا القاهرة

هنا رابعة

ستبقى شعارا .. ووشما على الذاكرة