بكائيات على زوجتي الحبيبة

حماد صبح

كان الصبح جميلا في

الثاني من يونيو ، يا هدباء .

ناديتك ، هيا نشرب قهوتنا !

هذا ما كنا نفعله  كل صباح .

فتلاشى ندائي مبتعدا

لرحيلك يا هدباء .

   ***

أحضرت إليك يا حبي

ورقة تقويم ،

تضبط في حجرتك وقت صلاتك .

كالعادة أحضرت التقويم ،

لكنْ لن تقرأه عيناك .

الموتى ، يا حبي  ، ما منهم

من يقرأ .

                 ***

يا أكبر حزن في عمري

يا هدباء .

كل الأحزان الأخرى صغرت

بعد فراقك .

                ***

أسمع صوت خطاك موسيقا عذراء

تأبى ترك أماكنها ،

تأبى أن ترحل أصداء .

       ***

في كل صباح أقرأ في قرآنك .

ما زال ، هديبا ، فوق الحامل .

لن تهجر قرآنك عيناي .

      ***

تبكيك زهور حديقتنا ، هدباء .

تسأل عن أحلى الزهرات :

" قد طال غيابك يا حسناء .

ما سر غيابك ؟!

    ***

جاءتني ورقة موتك ، يا هدباء .

تشهد أنك صرت في دنيا الأموات .

أمسكت الورقة ،

فابتلت من مطر الدمعات .

أخفيت الورقة حتى

لا تحرقها لفحات الزفرات .

         ***

هديباء ، كنتِ حديقة عمري

فما بعد موتك إلا اليباب

أحن إليك فتنمو زهور

وأعدو إليها ، فيدنو السراب

وسوم: العدد 984