أينَ العُلماءُ الرَّبَّانِيُّون مِنْ تَطاوُلِ الرُّوَيبِضَاتِ الدُّعَّارِ الفُجَّارِ

سيد أحمد بن محمد السيد

أينَ العُلماءُ الرَّبَّانِيُّون مِنْ تَطاوُلِ الرُّوَيبِضَاتِ الدُّعَّارِ الفُجَّارِ على:

ثَوَابِتِ أمَّتِنا الإسْلَامِيَّة ولُغَتِنَا العَرَبِيَّة(*) = المعتز بالله وحده

*********

(*) سبب القصيدة

*مِمَّا لا شَكَّ فيه أن منطقتنا شهدت في السنوات الأخيرة تَفلُّتًا وتَسَيُّبًا وفوضى واضطرابًا في كل شيء؛ في السياسة والأمن والاجتماع، وحتى في المفاهيم والأخلاق والأدب والاحترام للأديان والشرائع والمُقدَّسات؛ فنبتت فينا نابتة، أو لِنَقُلْ تطوَّرت وكبرت وعظمت، حتى صار لها صوت وصدى ومنابر تَعرِض منها - بل تَقِيءُ- على الناس وقاحاتِها وتعدِّياتها، وتجاوزاتها وانتهاكاتها الصارخة والفجَّة، وتحَدِّيها للكثرة الكاثرة من هذه الأمة؛ أهل السنة والجماعة؛ فبدأنا نسمع لرُويبِضات وحُثالات المجتمع آراء مخالفة لديننا الإسلامي الحنيف، ولغتنا العربية العظيمة، وبعض ثوابتنا وفرائضنا وواجباتنا، والمعلوم من ديننا بالضرورة؟! وهجوم على بعض رموزنا الكبار الدينية والعلمية وأبطالنا وشخصياتنا التاريخية العظيمة؟!

1- فقديما قبل نحو ربع قرن ظهر على بعض القنوات العربية مسلسل "العائلة" المصري السيِّئ، ومن مُمثليه التافهين محمود مُرسي، وآخرين معه؛ وهو الذي كان يقطر سُمًّا ناقِعًا في سُخريته ومُحاربته لكثير من شعائر الإسلام وثوابته وقضاياه؛ كبناء المساجد، والحجاب، والمصارف الإسلامية، وإنكار نعيم القبر وعذابه ... . وكان مِمَّن أنكره الشيخ السعودي صالح الدرويش عبر قناة الشارقة الفضائية، جزاه الله خيرا؛ فتوقَّف عرضه على بعض القنوات، ثم اعترض ذلك الشيخُ على سباقات الهجن الذي يقيمه بعض الشيوخ والأمراء في الإمارات؛ فطُرد وسُفِّر منها!

وحصل مثلُ ذلك أيضا للعلامة والمُحدث الربَّاني الشيخ د. عبد الرحيم الطحَّان لمَّا اعترض على تعذيب بعض الدعاة والعلماء لدى استقبالهم في بعض المطارات ثمَّة، بينما يُستقبل المطربون والمطربات والممثلون والممثلات، والتافهون والتافهات أحسن استقبال وتُفرش لهم الورود؟!

2- ثم سمعنا مرة دريد لحام - ذلك الوقح القميء وممسحة نظام بشار وإيران الرافضية الطائفية- يسخر من اللغة العربية بقوله: إن حروفها أكثر من 50 حرفا "يقصد الخبيث مع الحركات"؟!

ومرة أخرى سمعته قريبًا يُشكك في الأمة العربية فيقول الخائب الخاسر الأعمى: "هل يوجد أمة عربية، أنا لا أرى أمة عربية"؟!

3- وقبل ذلك سمعنا الصفيق عباس النوري يتطاول على قامة عظيمة من تاريخنا الإسلامي، ألا وهي شخصية بطل حطين ومُحرر القدس صلاح الدين الأيوبي فيقول شلَّ الله لسانه: "الناس يتكلمون عن صلاح الدين، وصلاح الدين كِذْبَة كبيرة"؟!

4- وأيمن زيدان الساقط المارق الماذق سمعناه يقول قبل أيام: "لا يوجد آخرة، وإذا كانت موجودة فيوجد جنة فقط، ولا يوجد نار أو جهنم"؟! كبرت كلمة تخرج من أفواههم.

5- ونضال ناعسة ذلك المسخ الذي لا تعرف له انتماء، سمعته قبل سنوات يشكك في كل شيء بلا حياء ولا خجل؛ حتى إن المشاهد والمستمع له ليحار في تصنيفه من أي أصناف الزنادقة هو؟؟!!

6- وإبراهيم عيسى وما أدراك ما إبراهيم عيسى البارع في التشكيك في الدين الإسلامي الحنيف فقط، سمعنا أنه يشكك في الإسراء والمعراج، وصحيح البخاري، و، و، و ... .

7- وقبلهم العجوز الدردبيس المُتصابية إلهام شاهين "الشيخة" (بلهجة المغرب) سمعناها تُفتي وتنتقد في أمور شرعية إسلامية؟! وقد أهداها مُصحفًا قبل سنوات المُخبِر ومُفتي البراميل المُتفجرة أحمد حسُّون، وقال: إنها تصلح أن تكون موجهة للجيل؟؟!! وغير هؤلاء، وغيرهم كثير.

وقد يلومني بعض الإخوة فيقول: لماذا لا نسكت عنهم، كيلا نشهرهم؟

ولندَعْهُم يتكلموا محصورين في مواقعهم فحسب؟!

أقول: كلامك هذا حق، لو كان هذا قبل ثلاثين أو أربعين سنة، لمَّا كان أحد هؤلاء السفهاء والرويبضات - وكانوا قلة يومئذ بالطبع- يتطاول على الإسلام وثوابت الأمة في إذاعة أو مجلة أو صحيفة فنية صغيرة، أو في مكان محدود لا يسمعه فيه أو يشاهده ويُتابعه إلا قلة قليلة من الناس.

أما اليوم فهم يُعطَون منابرَ فضائية كبيرة، ومواقع يُتابعها الملايين، وهم يطعنون في ديننا وثوابتنا، وينفثون سمومهم على سمع وبصر هذه الأمة؛ التي تشكل أغلبية المجتمع وأكثريتها، وهم وإن لم يؤثروا في الخاصَّة، لكنهم يؤثرون في كثير من العامة، ويُجرِّئون غيرهم على السفاهة والتطاول على الثوابت، والتهويش والتشويش.

وهذا -الطعن في الثوابت- لا تجده مع الأسف إلا في بلادنا العربية والإسلامية، ولا تكاد تجده في بلاد الغرب؛ فقد أصبح سب الدين والتشكيك في ثوابته في بلادنا دُرْجَة "موضة"، يتجرأ عليها كثير ممن يدعون الانتساب إلى دين هذه الأمة وثقافتها ومجتمعها؟!

ومن العجيب أن هذا الطعن والثلب والتشكيك لا يطال إلا الإسلام واللغة العربية، وهذه الأمة فحسب؟! أما الأديان الأخرى، كاليهودية والنصرانية، حتى الهندوس وعُبَّاد الشيطان، والشاذين والشاذات فلا ينتقدونهم، ولا يذكرونهم بِسُوء، ولا يَنبِسُون عنهم ببنت شفة؟!

ومما يزيد الطين بِلَّة، ويُجرِّئ هؤلاء السفهاء أكثر على التطاول والتشكيك والتشويه، سكوت بعض الحكومات على ذلك، والأدهى والأمرُّ سكوت وصمت أكثر علماء الأمة عليهم، وتركهم أحرارا يشتمون ويُشَكِّكُون ويطعنون، ويسرحون ويمرحون، ويصولون ويجولون، ويُخَرِّبُون ويُهَوِّشُون ويُشوِّشون على العامة دينهم ومبادئهم، ولا يجدون من يردعهم أو يَرُدُّهم عن غيهم هذا؟!

هذا وقد ذكَّرتني هذه الفوضى في الهجوم على الإسلام وثوابته رسالة صغيرة في حجمها، لكنها كبيرة في فائدتها ونفعها للعلامة الربَّاني الشيخ أبي الحسن الندوي رحم الله روحَه ونوَّر ضريحَه عنوانها: "رِدَّة ولا أبا بكر لها".

فها نحن أولاء نشهد هذه الرِّدَّة تعود إلينا من جديد بأعظم مما كانت عليه من قبل، ولا نجد من يصدُّها ويمنعها، أو يقف في وجهها، إلا القليلَ جِدًّا مِمَّن رحم ربي، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وسوم: العدد 1010