يا عيد يا عيد

صالح محمّد جرّار

يا عيدُ، يا عيدُ، ها قد عُدْتَ مضطرباً

فقد حَللْتَ، وما في الرّوضِ تغريدُ

لقد حللْتَ، وما في القلبِ مُنْتَجَعٌ

لـفَـرحةٍ، فَـفـؤادي، اليومَ، معمودُ

فَـقـلْ لدَهْرِكَ: هل أبْقى لنا جَلَداً

على النَّوائِبِ: كي يحلو لنا العِيدُ؟

كيفَ السُّرورُ، ونارٌ حرّقتْ كبدي؟

كيفَ السُّرورُ، وفي الأجفانِ تَسْهيدُ؟

كيفَ السُّرورُ، وهذا الرّوضُ محترق

بنارِ حقـدِ العِـدا، والأَمْـنُ مفـقـودُ؟

*****

عساكَ، يا عِيدُ، تأتينا فَتَغْمُرُنا

ببهجة النّصرِ، إذْ يُبْلي الصّناديدُ

عساكَ، يا عيدُ، تأتينا فتجمعنا

بَعدَ الشّتاتِ، وما للشّملِ تبديدُ

فأينَ، أينَ طيورٌ كنتُ أشهـدُهـا؟

وأينَ منها أهازيجٌ وتَغْـريدُ؟

عساكَ، يا عيدُ تأتي بالأسير غدا                                        محرّرا وعدوُّ اللهِ  مَطرودُ

عساكَ، يا عيدُ، بالأحبابِ تَجمعُنا

في ظلّ رَوضَتنا، والأَمْنُ َممْدودُ

تشفي الجراح بإسلامٍ وعودتِهِ

فتصدحُ الطيرُ والأنغامُ تحميدُ

*****

أنتم، بَنيَّ، ربيعُ العمرِ مُزدهراً

لكنّني بقضاءِ الـلـهِ    محدودُ

نسرينُ قلبي، وإسلامُ النُّهى بصري

وذا محمدُنا، في عمرنا    عِـيـدُ

إنْ أنسَ لا أنْسَ أحفاداً لنا نُجباً

أحْيَوْا خَريفاً , فهم للعُمرِ تَجديدُ

عساكَ، يا عِيدُ، تأتي والشتاتُ غدا

في كلّ بيتٍ، جميعاً، وازدهى العُودُ

أنّى حَللْتَ تجد    همّاً يُزلزلنا

كلٌّ مُصَابٌ فهل مِن بَعدُ تَجديدُ؟

عساكَ، يا عِيدُ، تأتينا، وقد كُشِفَتْ

هذي الكروبُ، وفي الأقصى لنا عِيدُ

ولن  يُـفـرّجَ  عـنّا كربَنا أبداً

إلاّ إلـهٌ عـظـيـمُ الشّأنِ معـبـودُ

وسوم: العدد 1029