الرفاق الأعزاء ... مهلا

أ.د. محمود السيد داود

أعزائي وإخواني علماء وأساتذة قسم الوفاء، قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بحق نحن محظوظون بالانتماء لهذا القسم الوفي، الذي يعرف للعلماء قدرهم، ويجعلهم في مكانهم، ويحرص على الوفاء لهم، وبهذه المناسبة، أوصي ألا ننسى أحدا تقاعد من قبل، أو سيتقاعد فيما بعد،

وها قد جاء يوم الوفاء للسادة العلماء الأعزاء.

أخي الوقور السعيد د. خالد السعد

أخي الكريم المعطاء د. أحمد العطاوي

أخي الجليل الخلوق د. ناجي العربي

ما إن عرفت د. خالد السعد، إلا وأحسبه حقا من السعداء، الهادئين المطمئنين، الغيورين على العلم والدين، ولأن السعد لصيق به، أغبطه على قول الله تعالى ( ۞وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ .....) هود 108، أخي د. خالد، حياتك سعد، وحبك سعد، ولقاؤك سعد، ومرافقتك سعد..... وإن شاء الله تكون من السعداء في الدنيا والآخرة.

وإذا كان د. خالد له من اسمه نصيب فإن د. أحمد العطاوي له من اسمه أيضا النصيب الأوفر، فهو معطاء لجامعته ولكليته ولقسمه وطلابه... بل ومعطاء على المستوى الإنساني والاجتماعي يجوب البلاد شرقا وشرقا لتقديم وتوصيل العطايا لأصحابها، وأغبطه أيضا على قول الله تعالى (وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ...). المزمل من الآية 20

وأما د. ناجي العربي، فلقد أخجلني تواضعه الجم، وخلقه الرفيع، ويسره وبساطته، لكأنه قد صنع من أخلاقه عموما وتواضعه خصوصا ثوبه الذي يرتديه ليكون سبيلا لتحقيق النجاة له، في الدنيا والآخرة.. ويالفوز من كتب الله له النجاة (لَئِنۡ أَنجَيۡتَنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ) يونس22.

إخواني العلماء الأجلاء ماذا أقول لكم بعد أن فاجأتمونا بهذا التقاعد المبكر، وودت أن أقول لكم مهلا، وإن كانت مهلا اليوم يقتصر أثرها على مواصلة العطاء، ومواصلة الإسعاد .... مهلا رفاقي الأعزاء.

مهلاً على درب الوداد رفاقي = لا تعجلوا في علتي وفراقي

لا تعجلوا فالشمس ما زالت ضحًى = وشعاعها أدنى إلى الإشراق

والعود في بستانه متألق = يزهو ويثمر وهْو في إطراق

مهلاً هداة الناس إن مدادكم = أشهى لذي لب من الترياق

أغنيتمُ قسمَ الوفاء بسعدكم = وعطائكم ومكارمِ الأخلاق

أهل السعادة خالدٌ... يا فوز من = تغدو سعادته من الأرزاق

وأخو العطاء هو العطاوي أحمدٌ = كم أكثر الإغداق في الإغداق

وأبو النهى من يرتدي ثوب= النجاة وترتديه عبادةُ الخلاق

أهلاً رفاقي ... إنني متواصل = طول المدى بتفقه وتلاقي

ومحبة في الله يسطع نورها = يوم القيام بسائر الآفاق

فوق المنابر سوف يغدو جمعنا = أملاً لكل الخلق والحذاق

وسوم: العدد 1033