سَلامًا مِن أسَى قلبٍ أسيفِ= يُوَدِّعُ صاحبَ الخُلُق العفيفِ
تراءى نجمُهُ بين الدياجي= يعانقُ شِرعَةَ الدِّينِ الحنيفِ
وما "القاعودُ" إلا نهْرُ عِلْمٍ= شِفاءُ العِيِّ سَقَّاءُ العَرِيفِ
أدِيبٌ ما هَوَى إلا المَعَالي = تفيضُ بنورِ أحرُفِهِ اللطيفِ
وذاك عطاؤهُ غَدَقًا جوادًا= بنور الحقّ وهَّاجَ الحروفِ
وَضِيئًا لَمْ يَزلْ يَزهو سَنَاهُ= كَشَمْسٍ دون ظاهِرةِ الكُسُوفِ
تَعَالَى ساميًا مُذ أنْ تَرَقَّى= سَنَامَ الصِّدقِ والفِكْرِ الحَصِيفِ
فمَا صَاغَ العلومَ لأجْلِ دُنيا = ولا أدَبًا ، وَذَا دَأَبُ الشريفِ
يعافُ وقارُهُ الميمونُ هذا = ولا بيعَ المَكَارمِ بالرَّغيفِ
تَعَلَّمْنا العُلا مِن كُلِّ حَرْفٍ= يخطُّ سناهُ بالقلمِ الطريفِ
على دَرْبِ الأوائلِ مِن رِجَالٍ= على قبَسٍ مِن الخُلُق العفيفِ
وَيَنصَحُ للقويّ .. بِكُلِّ وُدٍّ= وَيَرفُقُ في النصيحةِ بالضغيفِ
وَلَمْ يَكَ ناقدًا إلا بصيرًا = لِيَجمَعَ ما تفَرَّق مِن صُفوفِ
وَيَقطفُ للعروبةِ مِن تُرَاثٍ= عظيمٍ وافرٍ أندَى القُطوفِ
جَنَى مَجْدٍ يَطِيبُ لِناظِرَيْهِ= وغُصْنٍ مِن حدائقهِ وريفِ
قضايانا التي كم عاشَ فيها= يُجَلَّيهَا ، وفي حَدَبٍ عَطوفِ
شغوفٌ نقدُهُ بالحَقِّ يزهو = ليُعلِيَ قِيمَةَ النقْدِ النظيفِ
يَغَارُ على حِياضِ الحَقِّ حُرًّا= بقلبٍ مُشْرِقٍ هادٍ أسِيفِ
وما "القاعودُ" إلا ذو بَيَانٍ= لَكَمْ أحيَا الفَضِيلةَ مِن حُتُوفِ
سلامًا للذي ما شَذَّ يومًا= عن الإيمانِ .. والخُلُقِ العَفِيفِ