للمسلمين تفجعي ورثائي
13حزيران2025
للمسلمين تَفَجُّعِي و رثائي= وعَلَيْهِمُ في ذا الزمانِ بكائي
تمشي على أشلائِهم قدمُ الأسى= وتقيلُ حولَ جماجمِ الشُّهداءِ
كم طفلةٍ نادتْ أباها فانثنى= صوتُ الطفولةِ باءَ بالإعياءِ
واستنجَدَتْ بأخٍ لها لكنَّها= عادتْ كَعَوْدِ الطفلةِ البلهاءِ
فالأمُّ قد ذُبِحَتْ وأمَّا أُختُها= فغدتْ أسيرةَ أدمعٍ و شقاءِ
دَعْ ماجرى ، تبًّا وما يجري على= حُلْوِ المغاني من أذى العملاءِ
هم جرَّدوها من مباهجِ أهلِها= فالحقدُ حّدُّ المُديةِ الحمراءِ
والعالمُ المتَحَضِّرُ الغافي على= صوتِ الجراحِ ونغمةِ الإيذاءِ
ويفيضُ شجوي من معاناتي على= حالِ الضياعِ وتنبري أرزائي
فالجمرُ في صدري وصدري ناله= من حالهم وهجٌ على أحنائي
لمصابهم ضاقت بي الدنيا وكم= عزَّيْتُ نفسي لو أفادَ عزائي !
ولطالما أنشدْتُهم شعرًا يفيضُ .= . مرارةً ، كمرارةِ الضَّرَّاءِ
بئسَ العزاءُ إذا تقنَّعَ بالبكا= ونَعَتْهُ يأسًا صفعةُ الإزراءِ
هاموا ببيداءِ المواجعِ غائرًا= جرحُ المُصابِ بعالَمٍ نسَّاءِ
هاموا ووهجُ الكربِ يحرقُ يومَهم= ويكرُّ يتركهم إلى الإدجاءِ
وإذا صحوا لا للضياءِ ولا إلى= رحبِ النهارِ المشرقِ الأرجاءِ
لكنْ إلى دنيا الكآبةِ والأسى= ولتيهِ بأسِ مكائدِ السفهاءِ
وإلى عويلِ الدَّاءِ عشعشَ في الحشا= وحروقِ لذعِ الهمِّ في الحوباءِ
وأشدُّ من إيلامِ هذا : نومُهم= عن غايةٍ تُرجَى لدى العلياءِ
وَتَمَرُّدُ الأهواءِ في أبنائِهم= قد قادهم هَمَلا بحبلِ فَناءِ
هاهم قد التحفوا بأسبابِ العَنَا= وتسنَّمُوا زورًا رؤى العظماءِ !
وعواصفُ البلوى تعربدُ فوقَهم= وَتَقَلُّبُ الإيذاءِ بالإيذاءِ
ولربما هم يُحسدون لأنهم= لم يعبؤُوا بالإثمِ والفحشاءِ
عاشوا السنينَ ولم تُؤرِّقْ عينَهم= فتنُ الزمانِ ، وقبضةُ البأساءِ
وتزاحُمُ الآلامِ بين ضلوعِهم= ومصارعُ الآباءِ والأبناءِ
وتآمرُ الأوغادِ ما استترتْ به= أيدٍ تُديرُ فُجاءةَ اللأواءِ
ولربما ركعوا لقاتلِ عزِّهم= ورأوا به أسطورةَ استقواءِ
تَبًّا لمَن قد أذعنوا لعدوِّهم= واستمرؤوا الإذعانَ للجبناءِ !
دفنوا الصَّدى الموَّارَ لمَّا لم يعوا= مافي جوانحِهِم من الأصداءِ !
هم يملكون الأمرَ ، بئسَ ضلالُهم= لم يُعرَفُوا في الناسِ بالضُّعفاءِ
الفاتحون يُجلُّهُم هذا المدى= إذْ أنقذوا ظمأى الورى بالماءِ !
ماءِ الهدايةِ والتَّراحُمِ والإخا= ماءِ السُّمُوِّ العَذْبِ بالغرَّاءِ
ماءِ الحياةِ يصونُ جِذْلَ كرامةٍ= لم تُفتَقَدْ في غمرةِ الأرزاءِ
إنَّ الفروعَ ترعرعتْ وتمايستْ= بالزَّهْوِ في دوحِ الهدى الغنَّاءِ
واشتدَّ كفُّ العزمِ : فيه أسِنَّةٌ= وصليلُ سيفُ اللهِ في الهيجاءِ
سُنَنُ الإلهِ الماضياتُ بكونِه= هيهاتَ أن تُطوَى بلا إمضاءِ
فعلى جباهِ الآثمين أدلَّةٌ= للخزيِ آتٍ ليس من إبطاءِ
إنِّي أُبشرُكم بأنَّ عدوَّكم= واهٍ ، وأنَّ مآلَه لفناءِ
مهما استبدَّ بغيِّه وبظلمِه= مهما استعانَ بقوَّةِ التُّعساءِ
مهما تآمرَ واستمدَ زفيره= وشهيقَه من جوقةِ الجهلاءِ
يأتيه إن أجَلٌ دنا مالم يكنْ= في الفكرِ بالحُسبانِ في الإمساءِ
فإذا النياشينُ التي أغرتْه.= . للطغيانِ والجبروتِ والخُيَلاءِ
داستْ عليها أرجُلٌ تمشي إلى=رضوانِ ربِّ العرشِ في الظلماءِ
أيَّامُ بغيٍ أقفرتْ آناؤُها= من كلِّ خيرٍ جاءَ في الآناءِ
كم سامَ أهلينا الكرامَ معربدٌ= أو خائنٌ للأمَّةِ الثَّكلاءِ
وكم استباحَ دماءَها وثراءَها= وَعُلُوَّ شأنِ مكانها الوضَّاءِ !
والظلمُ أعمى لن يزولَ بحكمةٍ= لكنْ يزولُ بركلةِ الوطَّاءِ
ولقد عتا وعنتْ له أجيالُنا=إذْ لفَّها كالحيَّةِ الرقشاءِ
مستأسدًا مستنسرًا متوحشًا= وكأنَّه في الغابةِ الدهماءِ
فالشؤمُ واللؤمُ المقيتُ بوجهه= بانا عليه ، وشاعَ في الأحياءِ
وهي النُّحوسُ زمانُها معدودةٌ= أيامُه ، كالحقدِ والغُلواءِ
حرقتْ خطاياهم سنابلَ مجدِنا= إذْ أنَّ عينَ الشَّعبِ في إغفاءِ
لكنَّه الأُفُقُ الحفيُّ بمجدِنا= مازالَ تعمرُه يدُ اللألاءِ
والشَّعبُ بعدَ النَّومِ طلَّقَ غفلةً= وأزاحَ عنه قباحةَ الأقذاءِ
وطوى بأضلُعِه لهيبَ عُتُوِّهم= وأتى الطغاةَ بريحِه الهوجاءِ
هبَّتْ كتائبُه كآسادِ الشَّرى=كالموجِ كالإعصارِ في الدَّأماءِ
كَفَرَ الإباءُ بمذهبِ الصَّمتِ الذي= جعلَ الفتى كالآلةِ الخرساءِ
وبكلِّ أُذْنٍ للرجالِ أصمَّها= ثقلُ الخطوبِ و وطأةُ الأرزاءِ
قد علَّلتْنا بالهُراءِ وعودُهم= ولعلَّهم من أكذبِ الخطباءِ
وسيهربون أمامَ إقدامِ الشُّعوبِ .= . وليس للأنجاسِ من شفعاءِ
فهُمُ الأراذلُ شوَّهوا وجهَ الضُّحى= بنحيبِ ثكلى الغارةِ الشَّعواءِ
دارَ الزمانُ ،وليس من قيمِ العلى= ستكونُ للخوَّارِ والبَكَّاءِ !
لن يؤثرَ العهدُ الجديدُ مغفَّلا= أو رأيَ إمَّعةٍ من الجبناءِ
الحالياتُ هنا أبتْ أعنانُها= أن تُستَرَقَ لفتنةِ الإغواءِ
أو تقبَلَنْ ليلَ الهزائمِ إنَّها= بنتُ السَّنى ، والليلةِ القمراءِ
لم ترتضِ المزمارَ أوهَنَ جيلَها= فكبا ، تُمرغُه يدُ الصَّهباءِ
مذمومة تلك الخصالُ استعبدتْ= روَّادَها بتفحُشٍ وغِناءِ
بالعاهراتِ وبالفجور وبالخنا= والليلةِ الحمراءِ والسَّوداءِ
آهٍ على ( اقرأْ ) أتتْ فوَّاحةً= بالوحيِ والتوحيدِ والبُشَرَاءِ
وعلى المصاحفِ أُلقيتْ في غفلةٍ =للناسِ قد طالت لطولِ ثَواءِ
والحربُ معلنةٌ على خيرِ الورى= وعلى بهاءِ السُّنَّةِ الغرَّاءِ
هم جلُّ قومي ويحني ماذا لهم= أروي من الميلاد والإسراءِ
من بدرِ معركةِ الخلاصِ من الدجى = من جاهليةِ عصرِنا الرعناءِ
ومن اليقينِ بنصرِ بارئنا على =أعداءِ أمتنا بغيرِ مراءِ
من قادسيةِ مجدِنا وشموخِنا= من نفحِ حطِّينٍ ومن سيناءِ
من شمس قرآنِ النُّبوةِ أشرقتْ= فانجابَ ليلٌ وانمحى بضياءِ
من ألفِ ألفٍ من مآثرِ أمتي= تُلفَى بذاكرةِ الزمانِ النَّائي !
من عطرِ قرطبةٍ ومن زيتونةٍ= من أزهرِ الأبرارِ لا السُّفهاءِ
من حسرتي وتوجُّعي وتفجُّعي= وتضرُّعي وتولُّعي ورجائي
وقراءتي لهموم قومي مادروا= كيف السَّبيلُ لمدرجِ العلياءِ !
هجروا مكانتهم ، فضاعتْ هيبةٌ= كانتْ لهم في أعينِ الأعداءِ
واربدَّت الأيامُ في آماقِهم= واسودَّت الدنيا بعينِ الرَّائي
وهم الجناةُ بها ، وهم ما كفَّرُوا= عن ذنبِهم بالتوبةِ البيضاِءِ
بل أمعنوا بفسادِهم وبردَّةٍ= موسومةٍ بالرِّدةِ الحمقاءِ
شمطاءَ أو رقطاءَ في أدوارِها= مُذْ غيَّبتْ عُميانَها بعَماءِ !
سلَّتْ صوارمَها على أبناءِ أمتنا .= . ولم تُشهرْ على السفهاءِ
وتبادرتْ بفسادها وبخبثِ ما= عندَ الجناةِ ، وسارقي الأسماءِ
ماتَ الصَّباحُ بوجههم فسقى الرؤى= ثقلُ التثاؤُبِ باليدِ العسراءِ
فنهارُهم ولَّى بقبحِ تقاذُفٍ= بيدِ الفصامِ النَّكْدِ واللأواءِ
وَرَواحُهُم أمسى عليهم سُبَّةً= إذْ غُلَّ بالخسرانِ والضوضاءِ
هوسٌ دعاهم للضلالِ فأسهبوا= في طمسِ نورِ الدَّعوةِ السَّمحاءِ
لكنَّهم صُدِمُوا بما لم يأتِ في= حسبانِهم من مزنةٍ سقَّاءِ
تروي منابتَ عزِّنا وفخارِنا= ليعودَ طيبُ الخيرِ في الأشذاءِ
إنَّ البشائرَ نمنمتْ همساتُها= كالودْقِ هزَّ الروحَ في الميثاءِ
فزهتْ قناديلُ الربيعِ عشيَّةً= وبصبحها الفوَّاحِ في الأجواءِ
المشهدُ الآتي سليلُ نبوَّة= لامِن هوى الطاغوتِ والأهواءِ
لم يُبْقِ ثجُّ الخيرِ يومئذٍ هنا= متسولا حتى من البُعَداءِ
وأذانُنا شقَّ الدجى فتفتقتْ= آلاؤُه حللا بلا إحصاءِ
ورحيلُ ليلِ الظلمِ آنَ أوانُه= فلقد نبذنا قاتلَ البُرَآءِ
ولقد كفانا زورُهم وهُراؤُهم= ولفائفُ التدليسِ في الآراءِ
كم لوَّعتْ أخطاؤُهم تاريخَنا= فشكى إلينا اللؤمَ في الأخطاءِ
جرُّوا لذلتِهم رُقيَّ ربيعِنا= ياوحشةَ المرفوعِ باستهزاءِ
حقبٌ تمرُّ مريرةً مشحونةً= بالحقدِ من أفعالِهم والدَّاءِ
وعلى يديهم بُدِّلتْ أثوابُنا= ووعاؤُنا الغالي بشرِّ وعاءِ
وقلوبُنا كادتْ تموتُ لحسرةٍ= ولِما عرا من قسوةِ الأعباءِ
هذي حكايتُنا مآسينا بها= تُتلى دُجىً في أُذنِنا الصَّمَّاءِ
ويضجُّ تاريخٌ ويشمخُ فارسٌ= وتُكسَّرُ الأقفالُ في الإدجاءِ
وإذِ القبورُوأهلُها هم مَن لَووا= أعناقَهم لأوامرِ الجبناءِ
ذاتُ المقابرِ بُعثرتْ وإذِ الدِّما= تغلي ، ونارُ الثأرِ في الأحشاءِ
وإذِ الجموعُ ترى الحياةَ قشيبةً= دونَ المُضيِّ لقِمَّةِ الجوزاءِ
الَّلهُ أكبرُ إنَّه البعثُ الذي= أحيا السَّنا في الليلةِ الدَّكناءِ
المسلمون استيقظوا رغمَ العتاةِ .= . صناعةِ الشيطانِ والأزياءِ
والجاهليةُ آذنتْ برحيلِها= بمتاعِها ذي الوصفةِ البلهاءِ
والناسُ قد سئِموا من النُّخبِ التي= عاشت على أكذوبةِ الإطراءِ
اللهُ خالقُهم ، فلن يُستَعبَدوا= أو يَعْبُدُوا إلاَّهُ في الآناءِ
أزجى لهم نورَ النُّبُوَّةِ خالدًا= لم تَطوِهِ حقبٌ ، وعصفُ بلاءِ
واليومَ لبَّتْهُ الشعوب وجانبتْ= ماجاءَ من كُفْرٍ ومن غُلواءِ
واستعصمت باللهِ غيرَ مهينةٍ= وتفاخرتْ بالسُّنَّةِ الزهراءِ
وسوم: العدد 1127