صرخةٌ في واد !

شريف قاسم
sharef-2005@maktoob.com

أُنشودة

إنَّا عقدْنا العزمَ أن نحيا أُباةً مسلمينْ

ولنا بدعوتنا هُدى كالنُّورِ كالألقِ المبينْ

لم نحتفلْ بضراوةِ الطغيانِ والحقدِ الدفينْ

أو نكترثْ بالكيدِ يوقعُنا به الشَّرُّ الَّلعينْ

فالَّلهُ غايتُنا ، وقائدُ ركْبِنا الهادي الأمينْ

والبُشرياتُ تطوفُ في المقلِ الحفيةِ باليقينْ

                           ***

قُلْ للَّذين تهافتُوا لما رأوا زيفَ السَّرابْ

في الغربِ يلمعُ بالمجونِ وبالسَّفاهةِ والتَّبابْ

أو في ضلالِ الشَّرقِ ديسَقُهُ ارتباكٌ واكتئابْ

للمسلمين نداؤُنا فيه الفلاحُ لِمَنْ أجابْ

عودوا لظلِّ فخاركم فالمجدُ فيه والثَّوابْ

عودوا إلى الرحمنِ يحفظْكم بأمنٍ لااضطرابْ

                             ***

سيقولُ أعداءُ العقيدةِ : إنَّنا متعصِّبونْ

أو إنَّنا في النَّاسِ رجعيُّون نحيا زاهدينْ

كذبُوا وربِّك نحنُ من صاغوا الحضارةَ صادقينْ

منا الهُداةُ وإنَّهم ملكوا البريَّةَ فاتحينْ

عاشوا لدينِ اللهِ في دنيا الأنامِ مجاهدينْ

هاهم تعودُ ركابُهم رغم الطغاةِ المجرمينْ

                             ***

 

ماقيمةُ الدنيا ! مآتيها لأهليها رمَادْ !

ماقيمةُ الأعْمَارِ يومَ الحشرِ والميزانُ بادْ !

لن تنفعَ الحسراتُ والآهاتُ في يوم التَّنادْ

وهنا بدنيانا أنعمَلُ للحسابِ وللمعادْ !

سنعيشُ للرحمنِ لانرضى الضَّلالَ بأيِّ وادْ

ياربِّ فَاقْبَلنا وتُبْ عمَّنْ أتاكَ مع الوَفادْ

                               ***

أبدا نعيشُ وهَمُّنا والَّلهِ   في خيرِ الأنامْ

وبدعوةِ الرحمنِ ننشدُ للورى سبلَ السَّلامْ

ندعوهُمُ حُبًّا إلى دينِ الأُخُوَّةِ والوئامْ

يتعارفون على الهدى ، يتآلفون على احترامْ

لاظلمَ لا طغيانَ لا عدوانَ عاثَ مع الخصامْ

هذا هو الإسلامُ دينٌ للتَّآخي والذِّمامْ

                               ***

هذي مناهجُ دعوةٍ قدْسِيَّةٍ للعالمينْ

لتردَّهم عن جاهلِيَتِهمْ بقرآنٍ مُبينْ

أينَ القلوبُ المُدْرِكاتُ لِكُنْهِ وحيِ المرسلينْ!

فلقد أمدَّ الَّلهُ قدرتَها على علمٍ مكينْ

يهْدي إلى الإيمانِ بالرحمنِ في صِدقِ اليقينْ

قد خابَ فأْلُ المرجفين وبغيُ حكمِ الظَّالِمينْ

                               ***

هيَ صرخةُ الإسلامِ في وادي الزمانِ المستطيرْ

هي دعوةُ التَّوحيدِ في عصرِ المفاسدِ والشُّرورْ

هي رحْمةُ الرحمنِ بالخَلْقِ الذين على شفيرْ

هي لِلَّذين بغفلةٍ ، لم يعلموا أينَ المصيرْ !

هي للدعاةِ الصَّابرين برغمِ طغيانٍ مريرْ

هي للشَّبابِ المؤمنِ ابتهجوا بنصرِ بارئِنا القديرْ

                               ***

الحقُّ صدَّاحٌ ولم يطوِ البراهينَ انتقادْ

وعلى صداهُ استيقظتْ رغمَ الأسى هِمَمٌ شِدادْ

ولَّى اكتئابُ الصَّابرينَ على الأذى بيدِ النَّفادْ

فالذُّلُ منبوذٌ وقائمةُ التَّخاذُلِ والرُّقادْ

والعزُّ بالجبَّارِ ربِّ العرشِ للأبرارِ زادْ

فاسْتَفْتِ ! لا تستفتِ مَنْ خانَ الأمانةَ والجِلادْ

                                   ***

ناجيْتُها سحَرًا وقد هلَّتْ على مُقَلي عزاءْ

كفْكَفْتُ دمعي عندها فلدى مُحَيَّاها سناءْ

هي في مدارِ الأُنسِ تبصرُها وليست في العراءْ

آياتُها القدسِيَّةُ اهتزَّتْ لهيْبَتِها السَّماءْ

مَنْ قالَ : إنَّ حضارةَ العصرِ الحديثِ لها البقاءْ

تَبَّتْ أياديهم غَووا ... فالَّله يفعلُ ما يشاءْ

وسوم: العدد 1130