بعينكِ كم أرى الأحزانَ " شامُ "= وكم يُرجى عن الحزن الصيامُ
أرى مِن جوفِ ليل الحزنِ فجرًا= به يُمحَى عن الدنيا الظلامُ
فطيبي .. يا ابنتي بغدٍ بهيجٍ= تسودُ به .. السلامةُ والسلامُ
أزيزّ الكفرِ .. مدحورًا سيفنى= ويأكلُ كِبرَهُ الموتُ الزؤامُ
كفى شرَفًا .. بأنَّ المجدَ يزهو = إذا عن عِزِّنا .. كُشِفَ اللثامُ
لأجل حياتنا .. ذاق .. المنايا = رجالٌ في مناقبهم عظامُ
فداءَ مكارمٍ .. عاشوا كرامًا= وماتوا .. والمبادئُ لا تُضامُ
دماؤهمُ الزكيَّةُ .. مِن شذاها= عبيرٌ الأرض عانقهُ الغمامُ
وثغرُ الدهرِ .. مبتسمٌ سناهُ= لئن لجراحِنا كان التئامُ
يعودُ لغزةٍ .. ما غاب عنها= وتخبو في شوارعِها الضرامُ
وتسعدُ مِن مباهجِها الليالي= وفوق شفاهها يزهو ابتسامُ
ويندحرُ العدوُّ غداةَ يفنَى = بلاءُ الحربِ فيها والانقسامُ
وما مَجْدُ الحياةِ ولا المعالي= سوى لأماجدٍ بالحقِّ هاموا
وما بَرِحَ الزمانُ .. يقول عنهمْ= كلامًا .. ليس يشبههُ كلامُ
وما أنَسُ الشريفُ سوى المُفدِّي= أبيٌّ في الوغى أسَدٌ هُمامُ
تمرُّ به .. البلايا .. كلَّ يومٍ= وحول حياتِه طافِ الحِمامُ
تلقَّاها .. كريمَ النفس حُرًّا = وَصَادَمَهَا فطابَ له الصِّدَامُ
يجلجلُ في وجوهِ الشرِّ حتى= ترقى عاليًا .. طابَ المرامُ
عليه من العُلا .. للعِزّ تاجٌ= وفوق صدور غزَّتِنا وسامُ
وليس بغائبٍ عنها بعيدًا = بحبلِ اللهِ والتقوى اعتصامُ
تعودُ إلى الحياةِ بلا مآسٍ= وتسمو في ذُرَا العلياءِ "شامُ"