في ذكرى مُرور أربعين سنة على وفاته

**********
**********
*********
**********
**********
(1321- 1405هـ = 1903- 1985م)
جُدْ يا أُخَيَّ بِدَمعِكَ المِدْرَارِ = لِلشَّيخِ جُمْعَةَ زِينَةِ الأحْبَارِ
هُوَ فَخْرُ مَنبِجَ تَاجُ مَفْرِقِ عِزِّهَا = هو شَمسُهَا، هو بَدرُها المُتَوَاري
هو حَبْرُها و فقيهُهَا و خَطِيبُها = هو بَدرُ إفتاءٍ -بها- لِلسَّارِي
هو شَيخُ جامِعِها الكَبِيرِ و مُرشِدٌ = لِقَضائِها ، و لِرِيفهَا الكُبَّارِ
نَجْلٌ لِحَبرِ البَابِ ، بل عَلَّامِها = المُصطفَى لِـ "زِلَامِهَا" الأخيَارِ
قد كُنتَ فِينا داعِيًا ، و مُبَلِّغًا = بالصِّدقِ ، و الإخلاصِ ، لِلغَفَّارِ
لم تألُ جُهدًا في النَّصِيحَةِ للوَرَى = مَعَ حِكمَةٍ ، و تَحَمُّلِ الأشرارِ
بلغتَ دِينَ اللهِ في صِدق بَدَا = و بحِكمةٍ ، و بحُرقَةٍ ، و بِدَارِ
لم تخشَ في دينِ الحَنِيفَةِ لائمًا = و كذلِكَ الرِّبِّيُّ من أحبَارِ
ذِكرَاكَ بَينَ الناسِ عاطِرَةُ الشَّذى = كالزَّيْزَفُونِ ، كأعطَرِ الأزهَارِ
مَا زالَ ذكرُكَ عابِقًا في مَنبِجٍ = في أهلها ؛ بِكِبَارِهم ، و صِغارِ
ما زِلتَ حَيًّا في الضمائِر باقِيًا = يُثنِي عليكَ الناسُ بِالإكبارِ
إن كُفِّنَ المُثرُونَ في حُلَلٍ غَلَتْ =فلقد كُفِنْتَ بِأفئِدِ الأبرَارِ
عَرَفَتْكَ -مَنْبِجُ- عالِمًا مُتَفانِيًا = في الوَعظِ والإرشادِ، باستِمرَارِ
عَرَفتكَ مَنبجُ مُفتِيًا مُستَمسِكًا = بِالحَق ؛ لا تَعنُو لِغَيرِ البارِي
عرفتكَ قلبًا حَانِيًا لِضِعافِهم = بل مُحسِنًا لِصِغارِهم ، و كِبَارِ
كنتَ المُحِبَّ لطالبي علمِ الشَّرِيـ = ـعَةِ مُكرِمًا ، و مُشجِّعًا لِلقارِي
لم نُلْفِ عِدْلَكَ مُنذُ وَارَاكَ الثَّرَى = لم نَلْقَ مِثلَكَ في تُقًى ، و مَسَارِ
فكأنَّ أرحَامَ النِّسَاءِ تَعَقَّمَت = من أن تَجِيء بمثلِكُم ، و مُبَارِ!
سُبحَانَ مَن بَرَأ الخَلائِقَ رافِعًا = دَرَجَاتِ أهلِ الصِّدقِ مِن أخيارِ!
لا سِيَّمَا العُلَمَاءُ وُرَّاثُ الهُدَى = حُرَّاسُ دِينِ اللهِ في الأمصَارِ
ما ماتَ فينا الشيخُ جُمْعةُ بل بَقِيْ =بِمُفيدِ عِلمٍ - بَثَّ - أو آثَارِ
سَيَظَلُّ في سِفرِ العُلى مُتَألِّقًا = بِحُروفِ نُورٍ؛ طُرِّزَت بِنُضَارِ
سَيظلُّ في دُنيا الدُّعَاةِ مُخَلَّدًا = ذِكرًا ، و أجرًا في حِمَى الغفَّارِ
و تَظَلُّ مَنبِجُ بِالوَفَا و مَحَبَةً = تُثنِي عليهِ الخَيرَ في الأعصَارِ
لا سِيَّمَا النُّجَبَاءُ مِن طُلَّابِه = أو عارِفُو فضلٍ لَهُ بِمَسارِ
فجَزَاكَ رَبِّي عن شَرِيعةِ أحمَدٍ = خيرًا ، و أكرمَكُم بِخَير جِوارِ
وحُشِرتَ مَعْ عُلمَاءِ صِدقٍ أتقِيَا = بِلِوَا مُعَاذٍ ؛ صاحِبِ المُختارِ
يا ربِّ! أكرِم نُزْلَهُ في قَبرِه = وارحَمه في بُكَرٍ، وفي الأسحَارِ
و ارحَم مُحِبِّيهِ ؛ مُفِيدِي عِلمِهِ = و مُبَلِّغِيهِ ، أثِبْهِمُو يا بَارِي!