يا أنة القلبِ من وجع نكابدُهُ= والنفسُ في ألمٍ والحُرُّ حزنانُ
ليس البكاءُ بنا حُزنًا على أنَسٍ= وهو الشهيدُ له مِن عِزِّهِ شانُ
إنما الحُزنُ في ذُلٍّ يحاصرُنا = كأنما الذلُّ في العُربانِ إدمانُ
يا أمَّةَ الخزيِ إن الحقَّ جامعُنا = يومَ القيامةِ والخذلانُ خسرانُ
ومن تمضي خُطاهُ على خُطى أنسٍ= فذا حيٌّ صحيحُ القلبِ إنسانُ
يرى مَجدًا إليه يُزَفُّ مبتهجًا = له في الخُلدِ .. جناتٌ وتيجانُ
أرى أنسًا وطيبُ الأُنسِ زيَّنَهُ= به في ظلِّ عفوِ اللهِ يزدانُ
كفاه اللهُ ما أولاهُ مِن شَرفٍ= فهو الشريفُ وللإيمانِ عنوانُ
هداهُ اللهُ ، ما أبقاهُ مِن أثَرٍ= به تُمحَى عذاباتٌ .. وعدوانُ
ويا كم بُحَّ صوتُ الحُرٍّ مِن ألمٍ= بكى الجَوْعَى ودمْعُ العين هتَّانُ
ويا خجلاهُ إن مالتْ بنا هِمَمٌ= وأوثقها لداعي الخزي إذعانُ
إذا ماتت مروءتُنا .. فواأسفَى = على ماضٍ به الإيمانُ يقظانُ
على ماضٍ .. به للعِزِّ ألويةٌ= وللتاريخِ والأمجادِ سلطانُ
وما خيلٌ لنا في الحقّ ضابحةٌ= وما يسعى بها للعِزِّ فرسانُ
وما جدوى بُكاءِ المرءِ إن عثرتْ= خُطاهُ وما لها في الحَقِّ مِيزانُ
أيا أنسًا وكم جاعتْ لكم كَبِدٌ= وكم سَغَبٍ به قد جَلَّ حرمانُ
وما عانيتَ قبلَ اليومِ مِن عطَشٍ= فيا بُشراكَ .. نَهْرُ الخلدِ ريَّانُ