عِقدُ الغَزال!

د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي

أ. د. عبد الله بن أحمد الفَيْفي

[email protected]

ولولا مُعَلَّقةٌ مِنْ دِمائيْ

غَسَلْتُ يَدِيْ مِنْ دِماءِ القصيدةْ!

 ولولا هناكَ بتلكَ السَّماءِ

أَرَى كُلَّ لَيْلٍ نُجُوْمًا جَدِيْدَةْ

 تُسافِرُ بيْ في جَناحِ الفَراشِ

بِزَرْقاءِ عَيْنيْ تُرِيْنِيْ شَهِيْدَةْ

لَأَلْقَى الخَريفُ عصاهُ وأَغْفَى

بِنَخْلِ السِّنِيْنِ جُنُوْنُ العَقِيْدَةْ!

* * *

ولولا أَرَى كُلَّ يَوْمٍ عُيُوْنًا

كعَيْنَيْكِ تَنْصِبُ دُوْنيْ مَصِيْدَةْ!

بِجَمْرِ الخَطايا تَرُشُّ صَباحيْ

وتَمْنَحُ رِيْشَ انْعِتاقِيْ شُرُوْدَهْ

مُحَرَّرَةً مِنْ قُيُوْدِ العَشايا

 يَرَى سَيْفُ فَجْرِيْ عليها شُهُوْدَهْ

 تُضِيْءُ كَأُمي سِراجَ النَّوايا

وتَقْطِفُ ليْ مِن صِبَاها وُرُوْدَهْ

إِذَنْ ، لَسَمَلْتُ عُيُوْنَ العَذارَى

وصَيَّرْتُ مِنْ مُقْلَتَيَّ جِرِيْدَةْ!

أَخُطُّ عليها تَبارِيْحَ عُمْرِيْ

وأَرْشُفُ نَخْبَ المَنايا السَّعِيْدَةْ!

* * *

وبيْ نارُ قَلْبٍ طَوَى قَلْبَ ناريْ

لِيَقتاتَ مِنْها ومِنِّيْ وَقُوْدَهْ

على فَرْوِ هذي الحُرُوْفِ السُّكارَى

يُغَنِّيْ زَمانا لِيَسْتَلَّ بِيْدَهْ

وما الشِّعرُ إلَّا دواءُ المُعَنَّى

وإنْ سَرَّ نايَ المُغَنِّيْ وعُوْدَهْ

وبيْ مِنْهُ صَهْباءُ ، مِلْءَ الخَوابِيْ،

بُرُوْقًا مِنَ الغَيْبِ خاطَتْ مُهُوْدَهْ

فشَيْطانُ شِعْرِيْ رَوَى كُلَّ ثَغْرٍ

سُلافًا هَدَى كُلَّ نَبْضٍ وَرِيْدَهْ!

* * *

بِزَوْرَقِ عَيْنَيْكِ أَبْحَرْتُ وَحْدِيْ

وطِرْتِ بِإِنسَانِ عَيْنِيْ وَحِيْدَةْ

وما مِثْلُ وَجْهِكِ ، لولا خَيالِيْ،

وما مِثْلُ شَعْرِكِ أَشْهَى جُعُوْدَةْ

تَرُوْحُ ضَفَائِرُهُ كُلَّ لُجٍّ

لِتَغْدُوْ علينا بِكُلِّ فَرِيْدَةْ

* * *

أَخَذْتِ يَدَيَّ حَديْقَةَ حُلْمٍ

لِنَخْصِفَ مِنْ وَرَقَيْنا خُلُوْدَهْ

وقُلْتِ : ألا كُلُّ شِعرٍ بَيَاضٌ

سِوَى عَرْشِ هذي الكُرُوْمِ النَّضِيْدَةْ!

* * *

وبِيْ هُدْهُدٌ لا يَمَلُّ التَّغَنِّيْ

بِعَيْنيَّ أَنَّى استَهَلَّ بَرِيْدَهْ

بِقهْوَةِ بِلْقِيْسَ يَرْمِيْ فَضاءً

مِنَ الشَّمسِ كَيْ يَستعيدَ السَّعِيْدَةْ!

* * *

سُليمانُ ، هَبْنِيْ حمامةَ عِشْقٍ،

أَجِئْكَ كُنُوزَ الجَنُوْبِ الرَّغِيْدَةْ

ودَعْ عَنْكَ وَعْدَ العفاريتِ طُرًّا

فها عَرْشُ رُوْحِيْ بِكَفِّيْ المَدِيْدَةْ!

* * *

أنا أنتَ، مَعْنًى ومَبْنًى. فكُنِّيْ

شَمالًا! أَكُنْكَ بِلادًا فَقِيْدَةْ!

نُداوِيْ جِراحَ الكِتابَةِ فِيْنا

بِحَرْفَيْنِ صَاغَا الحُرُوْفَ البَدِيْدَةْ!

* * *

بلِيْنِيْ ولَوْزِيْ، بتِيْنِيْ ومَوْزِيْ،

بِجَنَّاتِ قَلْبِيْ الخَصِيْبِ العَدِيْدَةْ

أَضُمُّكَ يا ناهضًا شَامَ صَدْرِيْ

وأَرْقَى شُعاعَ شَذانا وعِيْدَهْ!

* * *

بِقِطْعَةِ سُكَّرَةٍ مِنْ غِنانا

نُذِيْبُ جِبالَ السِّنِينِ البَلِيْدَةْ

نُبَعْثِرُنا في المَوانيْ حَنِيْنًا

نُعَنْقِدُنا دِفْءَ كَسْلَى خَرِيْدَةْ

تَلُوْبُ على مُقْلَتينا نُجُوْمٌ

عَثَرْنَ بِنا في سَماءٍ وَئيْدَةْ!

* * *

لِنَكْتُبْ مُعَلَّقَةً مِنْ لَماها

تَرِفُّ جمالًا تَحَدَّى قُيُوْدَهْ

ونَرْسُمْ بِأَلْوانِها في الحَنَايا:

«عَشِيْقَيْ مَدَانا» ، ونُلْغيْ حُدُوْدَهْ!

* * *

وتَنْزِفُ شَمْسِيْ شَرايِيْن وَقْتِيْ

فَتُحْيِيْ نَهاريْ وتُفْنِيْ حَسُوْدَهْ

بِرَيَّاكِ تمْلَأُ أُنثَى كيانيْ

تُرَوِّيْ سَحابيْ وتُوْرِيْ جَلِيْدَهْ

وتَنْداحُ فِرْدَوْسُ يُمْناكِ وَجْدًا

يُرَتِّلُ عِقْدَ الغَزَالِ وَجِيْدَهْ

فنَبْنِيْ مَسَاءً زُجاجَةَ صُبْحٍ

ونُلْقِيْ بِوَجْهِ الزَّمَانِ المَكِيْدَةْ!

* * *

كَمِثْلِكِ ( زَنُّوْبِيَا ) إذْ تُدَهْدِيْ

كُؤُوْسًا على ( أُورْليَانَ ): جُنُوْدَهْ

 تَدُكُّ (جَلِيْنُوْسَ)، مُهْرَةَ عُرْبٍ

عَرُوْبًا، تَشُنُّ عِرَابا مَجِيْدَةْ

بَخٍ، يا مَلِيْكَةُ، أَوْدَى هِرَقْلُ!

وخَيْشُوْمُ رُوْما عَجُاجُ الطَّرِيْدَةْ!

* * *

أَ شُرْفَةَ عُمْرِيْ عَلَيْكِ سَلامِيْ

سَلامِيْ على عِطْرِ عَيْنٍ بَعِيْدَةْ

تُرِيْنِيْ جَبِيْنِيْ وتُرْجِئُ بيْنِيْ

وتُدْنيْ بَنَانَ السَّماءِ العَنِيْدَةْ

حُقُوْلُ حُرُوْفِيْ تَلُفُّ جَنَاها

وتُزْهِرُ مِنْ ناهِدَيْها وَلِيْدَهْ

فتِلْكَ حَياتِيْ / انْتِمائيْ لذاتيْ،

وهذيْ القَوافِيْ عَقَدْنَ بُنُوْدَهْ

ولَولا يَداها اخْضِرارُ المَعانيْ

نَفَضْتُ دَمِيْ من غُبَارِ القَصِيْدَةْ!