قصيدة ابشر يابشار

الشيخ سعود الشريم

قصيدة ابشر يابشار

الشيخ سعود الشريم

بئسَ القريبُ إذا أهانَ قريْبا

وأذاقهُ الَّتنكيلَ والتَّعذيْبا

بئسَ النِّظامُ إذا تجبَّرَ حُكْمهُ

فغدا على أهلِ البِّلادِ كئيْبا

ياشَامَنا يا أرضَ أسلافٍ مَضَواْ

منْ مُسْمِعٌ في العالمين لَبيْبا

منْ مُبْصرٌ قهْرَ الطًّغاةِ ومُبْلِغٌ

عنَّا شُجاعاً للنداءِ مُجيْبا

يامنْ قتلتُمْ دونَ قلبٍ أمَّةً 

وذبحتموا صِبيانهمْ وشَبيْبا

أرْهَبْتمُوْا أمَّ الْيَتِيْمِ وزوْجةً

وأهَنْتُموْا شيْخاً يدبُّ دبيْبَا

يامَنْ أدرْتمْ لِلْيهُودِ ظُهورَكُمْ

ورَمَيتُمُوْا بالقاتلاتِ حَبيبا

قدْ كُنْتمٌوْا صَوبَ العدوِّ نَعامةً

وَعَوَيْتمُوْا نحوَالأقاربِ ذِيْبا

يامَنْ قتلْتمْ بالْخِيانةِ حمْزةً

نَجْلَ الْخطِيبِ مُعَذَّباً ومَعِيْبا

إنا نُبشِّرُكمْ بِشَرِّ عقوبةٍ 

ولسَوفَ تلْقَونَ الْغداةَ نَصِيبَا

قُلْنا لَكُمْ لِيْنُوْا على إخْوانِكمْ

ولْتتَّقُوْا التَّضْيِيقَ والتأْليْبا

ولْتذكروا الَأيامَ فهْيَ تدَاُولٌ

ولْتسْمعُوْا التوبيْخَ والتَّأنيْبا

كُفُّوْاعنِ التَّقْتِيلِ يا ويْلَ الذي

لَمْ يَخشَ ربَّاً للْعبادِ رَقِيْبا

بشَّارُ أبْشِرْ بالبَوارِ أقولهَا

قدْ كانَ ربُّك شاهِداً وحسِيْبا

بشَّاْر إنَّ الذُّلَ يأْتي بغْتةً

لِيصِيرَ عِزُّ الظالِمينَ نحِيْبا

هلْ كنتَ يوماً في البلادِ حمامَةً

أوْ كنتَ يوماً في الزَّمانِ طبِيْبا

باللهِ قُلْ ليْ كيفَ ترْقدُ آمِناً

ويدَاكَ تهوَى الْقتْلَ والتَّخْرِيْبا

باللهِ قلْ لِيْ كيفَ تهْنأُ لحْظةً

والأمْرُ باتَ على الْعبَادِ عَصِيْبا

هَلَّا تذكرْتَ الْحِسابَ وساعَةً

قدْ تجْعلُ الوِلْدانَ فيْهِ مَشِيْبَا

فاللهُ يُمْلِيْ لِلظَّلوْمِ زيادةً

في الإثمِ كَيْ يصْلَى بذاكَ لَهِيْبا

لكِنَّها الأيامُ خيرً شوَاهدٍ

مَنْ كانَ رَمْزَ الْقتلِ مَاتَ صَلِيْبا

فانْظُرْ إلى الْعِنبِ الَّلطِيفِ نَظَارَةً 

لابُدَّ يَوْماً أنْ يَحوْلَ زَبِيبا

إنَّا لَنَرْجُوْ ذُ لَّ كلِّ مُخرِّبٍ

قلْنَا عَسَاهُ أنْ يكوْنَ قريْبا

إنَّ احْتِرَاقَ النَّارِ فيْ أعْوادِنا

قَدْ يُوْرِثً الْعوْدَ الْمُحَرَّقَ طِيبا

مَنْ ذاقَ طَعْمَ اْلمُرِّ وسْطَ مَظاْلمٍ

لابُدَّ يوْماً أنْ يَذوْقَ جَنِيْبا