أضواءٌ تقرأُ ما بعدَ السَّماء

عبدالله علي الأقزم

عبدالله علي الأقزم

[email protected]

فـي كـلِّ لـؤلـؤةٍ رأيـنـا المصطفى

فـتـحـاً لنبعِ عجائبٍ مُتـتابعةْ

و تفرَّقتْ كلُّ الفضائلِ قبلَهُ

و ببعدِهِ غدا للفضائلِ جامعةْ

و رقى بأنوارِ الهدايةِ كلِّها

فبدا كفاتحةِ السَّماءِ السَّابعة

ما فارقـتـْهُ يدُ السَّما في نقطةٍ

و إليهِ أنفاسُ الملائكِ راجعة

و لأنَّهُ السرَّ الكبيرَ تصاغـرتْ

في فهمِهِ تلك الزوايا الشَّاسعة

و لأنَّهُ الخُلُقَ العظيمَ تفتَّحتْ

منهُ الآلئُ بالعلومِ النافعة

ما لامستْهُ هوامشٌ منسيِّةٌ

إلا و فاضتْ بالمزايا الرائعـة

ما خالطتـْهُ صورةٌ مذمومةٌ

إلا و تُمسي من جمالِهِ ناصعة

قلبٌ نقيٌّ لا يُصاحبُهُ المدى

إلا و يرفضُ أن يُثيرَ زوابعَهْ

أجزاؤهُ كجميعِهِ كبيانِهِ

و فصولُهُ تلكَ الأكفُّ الضَّارعةْ

و صلاتـُهُ نبعٌ لكلِّ فضيلةٍ

تسقي الوجودَ فروعُها المتتابعَة

العدلُ و الإيمانُ مِن أنوارِه

بهما أذاعَ إلى السَّماءِ شرائعَهْ

لمْ تنغلقْ في المستحيلِ جهاتـُهُ

و جهاتـُهُ بـالفـتـحِ دومـاً ضالـعَـة

و نقاطُهُ صفحاتُ معنى مشرقٍ

و حروفُهُ بصدى الروائعِ ساطعةْ

و الأنبياءُ يمينُهُ و شمالُهُ

و هواؤهُ و مياهُهُ المتدافعةْ

فاشتقُّ منهُ العارفون ربيعَهُمْ

فتشكَّلوا بيدِ الجَمَالِ روائعَهْ

ما فاضَ إلا صورةً أبديَّةً

أجزاؤها تلك المعاني البارعة

حتَّى غدا معنى الوجودِ و لفظُهُ

للمصطفى في العالمينَ طلائعَـهْ

يا سيِّدي اقرأ فصولَكَ كلَّها

أحلى الفصولِ لأجلِ فصلِكَ تابعة

و بظلِّكَ الميمونِ كلُّ سجيِّةٍ

محمودةٍ هيَ تحتَ أمركَ خاضعة

لم ترتفعْ صفةٌ لأعلى قيمةٍ

إلا إذا هيَ نحوَ قدرِكَ راجعة

إنْ يختلطْ شيءٌ بعشقِ محمدٍ

فلعشقهِ كلُّ الخلائقُ طائعةْ