في ذمة الله يا رنتيسي

أ.د/ جابر قميحة

في ذمة الله يا رنتيسي

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

... إليك أيها الحي المرزوق عند الله ... مع النبييين والصديقين والشهداء ؛ وقد عشت مجاهدا , وانطلقت إلى العلاء شهيدا , فذكراك - مثلك - حية خالدة , لا... ولن ... تموت :

الشهيد عبد العزيز الرنتيسي (23/10/1947م- 17/4/2004م) ولد في قرية (يبنا) بين يافا وأسدود، وطرد أهلها منها سنة 1948م، وسكن وأهله أحد مخيمات اللاجئين في خان يونس، ودرس الابتدائية والإعدادية والثانوية، وأهَّله تفوقه إلى الالتحاق بكلية الطب في الإسكندرية بمصر، وتخرج فيها سنة 1970م، وعاد إلى فلسطين، وعمل طبيبًا، وتزوَّج سنة 1973، وكان واحدًا من مؤسسي حركة حماس سنة 1987م.

قضى في سجون الاحتلال سبع سنين متفرقة، كما أُبعد لمدة عام ومئات من إخوانه إلى مرج الزهور بجنوب لبنان سنة 1992م، وكان من أنشط رجال حماس؛ لذلك حاول الكيان الصهيوني اغتياله، ولكن المحاولة لم يُكتب لها النجاح، وبعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين في 22/3/2004م أصبح الرنتيسي هو قائد حماس الجديد في القطاع، وأصبح الرنتيسي المطلوب الأول لقوات الاحتلال الصهيوني، ثم فاز بالشهادة في 17/4/2004م.

والشهيد الرنتيسي عاش يحب الأدب والشعر من صغره، وكان خطيبًا مفوَّهًا، لا يخلو بيانه من الطوابع الإسلامية، فقد عاش متأثرًا بالتيار الإسلامي، مخلص الودِّ والولاء له، وكان شاعرًا.. نظَّم عددًا طيِّبًا من القصائد التي انعكست فيها روحه وملامحه الفكرية وأبعاده العقدية والوطنية، وفي السطور الآتية نحاول أن نلقي إضاءات على هذا الجانب من شخصية الرنتيسي، وهو جانب قد يغفله الدارسون أمام كفاحه البطولي، وشخصيته القيادية الشامخة .

والقصيدة الأتية بمناسبة مرور ثمانية أعوام على استشهاده

23 \ 10 \ 1947 ـ 17 \ 4 \ 2004

بنفوسٍ      مبرورةٍ      ونفيسِ
طبتَ    حيًّا    وميتًا   وحبيبًا
قد  رفعتَ اللواءَ من بعد iiياسيـ
وكأني    "بمؤتةٍ"    قد   تبدَّت
إن  تكن قد رحلتَ بالموت عنَّا
قد وصلتَ ياسينَ في جنَّةِ الخُلـْ
في  نعيمٍ  بحور  عينٍ iiعذارَى
لكم   المجدُ   والخلودُ،   وللأنـ








كلُّنا   في   فداكَ  يا  "رنتيسي"
يا   شهيدًا  مثواه  كلُّ  النفوسِ
ـن   بعزمٍ   حماهُ  مِن  تَنكيسِ
وكأنِّي  "بجعفرٍ"  في  الوطيسِ
فَلِمرقَى  كمثل  مرقَى iiالشُّموسِ
دِ  فأضحَى  ياسينُ خيرَ iiأنيسِ
ورضاءٍ    من   ربِّنا   القدوسِ
كاسِِ خزيٌ وشرُّ عيشٍ iiبئيسِ

****

فغايتكم هيَ اللهُ

وعشتم في عطاياه

وكان دعاؤكم دومًا:

أيـا... ربـاه.. ربـاهُ

وقدوتكم رسولُ اللـ

ـه، يا أعظِمْ بتقواه

ودستورٌ هو القرآ

نُ بالأنوارِ جلاَّه

وجالدتم وجاهدتم

جهادًا باركَ اللهُ

ليبقى القدسُ لا يَعنو

بصخرته وأقصاه

ولستم أنتم الرامي

بل الرامي هو الله

****

ويح  قلبي  في  ظلِّ حكمٍ iiخسيسِ
من     زعيمٍ     مُهمَّش    مزعومِ
وزعيم     طغى    وأفسدَ،    ينوي
لا  ترى  منه  غيرَ  كذبٍ  وزُور
وعروشٍ   بالت   عليها  الأعادي
هم  أسودٌ  على  الشعوبِ  iiضَوارٍ
قد غَدَوا في الشعوب أضحوكةً شا
وأبوهم    في    عرشه    المتعالي
وبعقلٍ       مشوَّشٍ       ملحوسِ
يدَّعي   العَدلَ   والحِيادَ  ويمضي
وَوَشُنْطُنْ  قد أصبحت كعبةَ iiالقُصـ
واستقرَّ       الولاءُ       للأمركانِ
لا    تسلهم    عن   عِزةٍ   وكيانٍ













من    بغاةٍ،   ومن   بني   إبليسِ
وزعيمٍ         مهرجٍ        مهووسِ
يُورثُ   الحكمَ   لابنه  "المحروسِ"
وخـداع       منـمَّق..      ونحـوسِ
ما   عليها   سوى   غبيٍّ  مسوسِ
ونعامٌ     مع    العدوِّ    الخسيسِ
عتْ   ورمزَ   التخلُّف   المنكوسِ
في  "أمِرْكا"  ما  غيرُه  من  رئيسِ
وبقلبٍ        مبدَّدٍ        مطموسِ
في    ركابِ    اليهودِ    بالتَّدلِيسِ
صادِ    منكم،   وبوشُ   كالقدِّيسِ
بعد    أن    كانَ    فترةً   للروسِ
في   المخازي  مستغرقٍ  مغموسِ

****

وعشنا تحت إمرتهمْ

كمن في القيدِ رجلاهُ

يسودُ حياتَنا قهرٌ

وإذلالٌ وإكراهُ

وأوجاعٌ وآلامُ

وآهٌ.. تلوها آهُ

ومن يتصدَّ معترضًا

فإنَّ القبرَ مثواهُ

فهَمُّ الحاكمِ الكرسيّ

والسلطان والجاهُ

بلا عقلٍ ولا خُلُقٍ

فحبُّ المالِ أعماهُ

ألا قد خابَ من يحيَا

لشهوتهِ ودنياهُ

****

يا   كِبارَ   المقامِ   ضِعتم  مَقامًا
أينَ  أسلو،  وأين  مدريدُ،  والشَّرْ
اعتززتم    بها،    وكانت   سرابا
قد  أمنتمْ  لعهدهم-  من  iiغباءٍ-
وعجزتُم  عن  قِمَّةٍ تجمعُ الشَّّـمـ
واختلفتم   من   قبلُ  خُلفًا  iiمهينًا
خبِّروني:   ما   تفعلون   إذا  ما







إذ  هويتم  إلى  الهَوانِ  iiالخَسيسِ
مُ    وباقي    خيابةِ    المتعوس؟
منكرينَ   "ياسين"  و  ii"الرنتيسي"
كيف ترعى الذئابُ أمْن التيوس؟!
ـلَ  كيانًا  في  الحاضرِ الموكوسِ
وتشاتمتم   في   اجتماعٍ  عبوسِ
قد  جُررتم  إلى القتالِ الضَّروسِ؟

****

قتالٌ طائلٌ عاتٍ

سعيرُ الحقدِ لظَّاه

يسوقُ الموتَ في نَهَمٍ

يمزِّقُ مَن تحدَّاهُ

ويزحفُ حيثُما يَبغِي

وكلكمُو ضحاياهُ..

وينشئ دولةً كبرى

تحقِّق ما تمنَّاهُ

وأنتم في عميقِ النَّو

مِ شاغِلُكم هو الجاهُ

ومالٌ ما له حدٌّ

كبحرٍ تاهَ شطَّاه

وكل شعوبكُم طُحنت

بظلمٍ قد لعنَّاه

****

لم    تكونوا   رعاتَها   إنَّما   كنـ
فسجونٌ    موصولةٌ    iiبسجونٍ
وحبالٌ   منها   الرءوسُ   iiتدلَّت
والطريق المضمون "سِفرُ نِفاقٍ"
والضميرُ   المنيعُ   صارَ  iiيبابًا
وسقيتمْ    شعوبكم   من   iiمرارٍ
وكسرتم      شعوبَكم     فهُزِمتم
ثم    صرتم   للأمركانِ   مَطايَا
فأريحوا   خلائِقَ  الأرضِ  منكم









تمْ  عليها كنارِ حربِ iiالبسوسِِ
وسياطٌُ  كم  أزهقت من iiنفوسِ
آثرت  بالشموخِ  مَثوى  iiالرمُوس
لضمانِ  المرءوسِ  قلبَ iiالرئيسِ
يُشترى  اليوم بالرخيصِ iiالبخيسِ
في   كئوسٍ  تدور  إثرَ  iiكئوسِ
من   طريدٍ  من  الدُّنا  iiمكنوسِ
وقتلتُم      ياسينَ     والرنتيسي
وارحلوا   عنا   يا   بني  iiإبليسِ

--------------

الأنكاس: الأنذال، جمع نكس.

يعنو: يذل.

نحوس: جمع نحس.

الرموس: القبور.

يبابًا: خرابًا.