رسالة إلى بشار

ربيح محي الدين

رسالة إلى بشار

ربيح محي الدين

فِرعَونُ سُلطَانَ الزَّمَانِ ... إلَيكَ سَطَّرتُ البَيَانْ

مُتَأمِّلاً إذنَ الكَلامِ ...........وَرَاجِيَاً مِنكَ الأمَانْ

فِـرعَونُ ....... فَلتَهنَأ بِـعَودَتِكَ المَمَالِكُ بَعدَ آنْ

فِرعَونُ ..... كُلُّ الأرضِ قَدْ آلَتْ إلَيكَ فَلا حِرَانْ

هَذي المَدَائِحُ أنشـــَدَتهَا فِيكَ آلافُ القِـيَــــانْ

فَاهنَأ بِعَرشِــكَ إنَّ هَذا العَرشَ مَحفُوظٌ مُصَانْ

* * * * * *

فِرعَونُ .......... جَنّـِدْ كُلَّ فَنِّكَ لِلكُنُوزِ وَلِلغَوَانْ

رَاحَ الخِمَاصُ مِنَ الطُغَاةِ - بِكَدَّهِمْ دَهرَاً- بِطَانْ

مَـاقَصَّـرُوا فِـي مَغـنَمٍ .. أو أهمَلُوا يَـومَاً خُوانْ

فَادأب وَغَـامِر .. وَاقضِ مِنْ كُلِّ المَلَذَّاتِ اللُّبَانْ

دَرِّبْ أكُفَّـكَ ...... إنَّ جَمعَ المَالِ يَحتَاجُ المِرَانْ

وَإذَا سَمِعتَ دُعَاءَ مَظلُومٍ ..... فَجَاوِبْ بِاللِّعَانْ

* * * * * *

فِرعَونُ .. كُلُّ النَّاسِ تَخضَعُ بِاللِّسَانِ أوِ السِّنَانْ

فَاسحَرْ رَعِيَّتَكَ الضِّعَافَ بِرَنَّةِ الخُطَبِ الحِسَانْ

عَلَّ الخِطَابَ حَمَاسُـهُ يُغنِيكَ عَنْ خَطَرِ الطِّعَانْ

* * * * * *

ضَلَّ الرَّعِيَّةُ إِنْ عَصَوكَ .. فَأعلِنِ الحَربَ العَوَانْ

وَاقتُـلْ عِبَادَ اللَّهِ ....... خُوَّانَ الضَّلالِ بِلا تَوَانْ

مَزِّقْ حِجَابَ المُؤمِنَاتِ وَدَنِّسٍ الشَّرَفَ المُصَانْ

هَدِّمْ بُيُوتَ اللَّهِ ......... أوكَارَ الفَضِيلَةِ وَالجِنَانْ

وَافتَحْ بُيُوتَ العُهرِ ....... تَزخَرُ بِالتَّقَدُّمِ وَالدِّنَانْ

* * * * * *

فِرعَونُ إحذَرْ غَضبَةَ الصَّوتِ المُجَلجِلِ بِالأذَانْ

لابُدَّ مِنْ كَتـمِ النِّــدَاءِ المُشـــرَأبِّ إِلَى العَنَـــانْ

حَطِّمْ بِمِدفَعِكَ المَآذِنُ ........ تَعلُ آهَاتُ الأغَانْ

* * * * * *

فِرعَونُ لا تَخشَى الصِّغَارَ فَقَد مَضَى مُوسَى وَبَانْ

فِرعَونُ لاتَخشَى هَلاكَاً .. أنتَ حَطَّمــتَ الرِّهَـانْ

أفعَالُكَ السُّودُ النِّتَانُ ......... إِلَيكَ قَدَّمنَ الضَّمَانْ

* * * * * *

فِرعَونُ لاتَغفَـلْ ... وَحَـاذِرْ ثَورَةَ الشَّعبِ المُهَانْ

تِلكَ المَدِينَــةُ لَمْ تَعُــدْ تَرضَى بِتَقبِيــلِ البَنَــانْ

كَفَـرَت بِـأنعُمِكُمْ عَلَيهَا .... وَاستَجَابَتْ لِلقُرانْ

فَازحَفْ بِجُندِكَ يَنشُرُونَ الرُعبَ .. قَد آنَ الأوَانْ

وَاقصِفْ وَدَمِّـرْ ....وَاهدُمِ البَلَدَ الكَفُورَ فَلاتُهَــانْ

وَاذبَحْ بِسِـــــكِّينِ التَّقَدُّمِ كُلَّ مَـنْ صَلَّى وَخَانْ

* * * * * *

هَذِي بُيُوتُ اللَّهِ ........ لا تَبخَلْ عَلَيهَا بِالهَوَانْ

فَاملأ مَرَابِعَهَــا الجَمِيلَـةِ بِالحَرَائِقِ وَالدُّخَـــــانْ

وَليَضرِبِ التَّارِيخُ صَفحَاً عَنْ رُبَى هَذَا المَكَانْ

فِرعَونُ يُفدَى بِالمَدِينَةِ ... وَالرَّعِيَّةِ .. وَالزَّمَانْ

* * * * * *

فِرعَونُ هَذَا المَسجِدُ المَحزُونُ فِي وَجَلٍ دَعَانْ

قَدْ زُرتُهُ مُتَوَجِّسَــاً مِنْ شَـــرِّ تَقرِيرِ اللِّجَـــــانْ

عَجَبَاً رَأيتُ وَيَالَهَا مِنْ صُــورَةٍ مُلِئَتْ مَعَــــــانْ

شَــكَتِ المَنَابِرُ مَـنْ أحَـــالَ العزَّ ذُلاًّ فِي ثَوَانْ

والسَّوطُ وَيحَ السَّوطِ ألجَمَ عُنوَةً صَوتَ الحَنَانْ

وَأكُفُّ مَروَانٍ أصَـابَتهَـا جِرَاحَــــــاتٌ ثِخَـــــــانْ

لاتَبـكِ مَروَانُ فَـهَذَا الدَّمُّ نُـــــورٌ كَالجُمَــــــانْ

وَقُيُودُ مِحرَابِ الهُدَى سَــيَدُكُّها جِيلُ التَّفَــانْ

* * * * * *

مروَانُ قُمْ أنجِــبْ مُلُوكَاً لِلمَعَارِكِ وَالطِّعَـــــانْ

أينَ الوَلِيدُ لِيُخرِجَ الأســـيَافَ مِنْ تِلكَ الجِفَانْ

آنَ الأوَانُ لِكَيْ نُزِيلَ عَنِ الوُجُوهِ طِلا الدِّهَانْ

مَضَتِ السُّنُونُ المُجدِبَاتُ وَجَاءَتِ الأخَرُ السِّمَانْ

هَذَا أوَانُ الرَّاشِــــدِينَ يُزَلـزِلُـوا حُكمَ الأتَـــانْ

فَيُسَـاسَ بِالإحسانِ فِي أرجَائِهَا إنسٌ وَجَانْ

* * * * * *

مَروَانُ أذِّنْ بِالخلاصِ ... فَـوَقـتُــــهُ دَانَى وَحَانْ

وَلتَهـوِ بِالسَّــــيفِ المُهَنَّدِ فَوقَ هَامَاتِ الجَبَانْ

وَلتَروِ هَذِي الأرضُ قِصَّـةَ ظَالِمٍ .. يُدعَى فُلانْ

* * * * * *

المسجد المحزون : مسجد بني أمية في دمشق

 مَروان : مروان بن الحكم أبو الخلفاء الأمويين

 الوليد  : الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم