هم الرجال
11شباط2012
محبوبة هارون
مرثية د. عبد الحليم عويس
محبوبة هارون
| ماذا أقولُ وَحَرفي اليَومَ يَنتَحِبُ هَل يَقدِرُ الحرفُ، أدري حَجمَ مِحنتِهِ عَزَّ المُصَابُ وَجَلَّ الفَقدُ فانحَسَرَتْ سلوا دُمُوعاً لطُلاَّبٍ، سَلوا كَرَمًا مِن كُلِّ فَجٍّ أتَوا تَوقًا لمعرفّةٍ لم يَألُ جُهداً ولم يبخلْ بِشَاردةٍ لم تُعدُ عيناهُ عنهم، رامَ آخرةً مالا رأت أعينٌ فيها ولا سمِعَتْ للمتقينَ أُعِدَّتْ ما بها فَزَعٌ تبكي السَّمَاءُ وأرضٌ كان يملؤهَا كمَا الغَزَالي الذي كَم كُنتَ تَعشَقُهُ على الجَهُولِ الذي أضنَى مُحَدِّثُهُ فَرُحتَ تَسعَى تَجُوبُ العَقلَ مُتئدًا فكم صَبَرتَ وكم سَافرتَ مُبتغيًا علمٌ وفقهٌ به نَشْتَمُّ عِزَّتَنَا فأنتَ من ثُلَّةٍ للهِ قد صّدقوا فمن قَضَى منهُمُ أو ظَلَّ حسبُهُمُ هم للحياةِ شُمُوسٌ هُم كَوَاكبُهَا هم الرِّجالُ من الإخلاص قد خُلِقوا ثوبُ التَّواضُعِ زَانَ المُخلصينَ بدا هُمُ الصُّمُودُ ليومٍ فِيهِ نَازِلًةٌ كَم مِن هُمُومٍ تَنُوءُ الرَّاسياتُ بِهَا كَيْفَ التَّخَلُّفُ غَشَّى وَجهَ أُمَّتِنَا سُورُ المَهَانَةِ حَولَ النَّاسِ يَقتُلُهُم بَنَاهُ حِقدٌ عَلى الأخلاقِ، كَبَّلهَا هَبَّ الرجَالُ بسيفِ الحَقِّ حَسبهُمُ عبدَالحَليمِ هَنيئًا ، طَابَ ذِكرُكُمُ شَرِبتَ من نَبعِ شَرعٍ لا هَوَانَ بِهِ عَزاؤنَا أنْ شَهِدتَ الفَجْرَ مُلتَهِمًا تلك الشُّعُوبُ التي بالعَجزِ قد وُصِمَتْ من بدَّلوا أمنَهَا خوفًا ومَا قدروا كأنَّهُ بيننا.. والآنَ نَسمَعُهُ النَّصرُ يَدنو فَصَبرًا يا أحَبَّتَنَا بُشراكَ عدنٌ عُويسٌ جَلَّ مُنشؤها والذِّكرُ بَاقٍ كَكُلِّ المُخلصينَ بِمَا سفرُ الحَضَارةِ لن يَنسَى عَطَاءَكُمُ | والطَّيْرُ بَاكٍ حَزينٌ مَالَهُ طَرَبٌ فالخَطْبُ لا شَكَّ قد أضناهُ والتَّعَبُ كلُّ المَعَاني، فدونَ العالِمِ الخُطَبُ أنساهُمُ الفَقرَ، حَيثُ الكُلُّ مُغترِبُ فكانَ عَونًا ومأمولاً؛ له دَأَبُ فالعالِمُ القُطبُ أستاذٌ لهم وَأَبُ بُشراه , ما يشتهي أمنٌ ولا صَخَبٌ أذْنٌ، فَعَزَّ المُرادُ؛ الحلمُ والطلبُ فالآمنونَ هُمُ ما مَسَّهم لَهَبُ عِلمًا , به يَرتَوي ذو اللُّبِّ والأرِبُ عِلمًا وَحِلمًا وَكَم أضنَاكُمَا الغَضَبُ على الجَهُولِ فلا لَوْمٌ ولا عَتَبُ فلا مَنَاصٌ هنا، كلا ولا هَرَبُ عِلمًا به يرتقي الإخوانُ والعَرَبُ ونَكسِرُ القَيْدَ ، نحنُ السَّادةُ النُّجُبُ وللزَّخَارفِ قد باعوا وما رَغِبُوا ما بَدَّلوا، ولنا الأمثالَ قد ضَرَبوا وللدُّجى وظلامِ الفِكرِ هُم شُهُبُ أمامَهُم تَنحني القَامَاتُ والرُّتَبُ تاجًا من العِزِّ لا يَرقَى له ذَهَبُ لَهُم رِبَاطٌ ، عن المَيْدانِ ما ذَهَبُوا فالظُلمُ عَاثَ ومنه الكَونُ مُضطَرِبُ أَمَا لَنَا في العُلُومِ السَّبقُ والنَّسَبُ؟ بَنَاهُ مِن حَولِهِم الخَوفُ والرَّهَبُ وَمَهَّدَ الأرضَ حَتَّى يَرتعَ الكَذِبُ والسيفُ في الحَقِّ مِنهُ الزَّيفُ يَرتَعِبُ بِمَا زَرَعْتَ ، نَعَم.. النَّصرُ يَقتَرِبُ فَحَسبُكَ اليَومَ أنَّ النَّاسَ قد شَربُوا لَيْلَ العُرُوبةِ حتَّى تُرفَعَ الحُجُبُ ها قد أطاحت بمن للعَقلِ قد سَلَبوا لها تُراثًا وبالأوطانِ قد لَعِبُوا يَقولُ: يَا حِمصُ يَا صَنعاءُ يَا حَلَبُ النَّصرُ للشَّعبِ مَهْمَا اشتَدَّت الكُرَبُ طابَ المُقَامُ فلا هَمٌّ ولا نَصَبُ كسبتَ تَحيَا، أجل.. وَهُم بما كَسَبُوا هَل يُجحَدُ الفِكرُ وَالتَّاريخُ والأدَبُ؟ |
