بُنيانُ الثورةِ مَرصوصٌ

فيصل بن محمد الحجي

فيصل بن محمد الحجي

[email protected]

يا أخي الشامِخَ وسْطَ المعركة        تتحَدّى    العادياتِ  المُهلِكة

الأعادي قد أجادوا  (الفبركة)        كي يَرَوْا جُهودَنا مُفكَّكة (1)

يَرفضونَ الصَّفَّ صَفاً واحدا

فاسْتعِذ   باللهِ   مِنْ   شرِّ  الفِتنْ        كلّ   ما   يظهِرُ   منها  أو بَطنْ

واضبُطِ النفسَ على خيْرِ السّننْ        واقبَلِ ِ الحقَّ ولا ترْضَ الدَّخنْ(2)

كي يظلَّ الصَّفُّ صَفَّاً واحدا

إنما  الفِتنة  يُمليها الشقاقْ        ويُغذي شرَّها أهلُ النفاق

لكَ إخوانُ طريق ٍ ورفاقْ        فالزَم ِ الرِّقةَ فِيهِم والوفاقْ

كي يظلَّ الصَّفُّ صَفاً واحدا

أنا أو أنتَ.. كلانا بشرُ        ولَنا  أخطاءُ  لا  تنحصِرُ

إنْ تشاوَرْنا يَقِلَّ الخطرُ        ولنا الإعراضُ عَمَّا يُحذَرُ

كي يظلَّ الصَّفُّ صَفاً واحدا

كلُّ  إنسانٍ   كفاهُ  عقلهُ        عِلمُهُ  يبدو ، ويخفى جَهلهُ

ويُقوِّي الرأيَ دَوماً مِثلهُ        فأخو الشورى تنامى فضلهُ

كي يظلَّ الصَّفُّ صَفاً واحدا

هلْ أنا القائِدُ أم أنتَ؟ أجبْ        ذاكَ  شَرٌّ  مِنْ أذاهُ أضطربْ

أنا جُنديٌّ فقدْني  واحتسِبْ        تتأسَّى بابْنِ عبدِ المُطلِبْ (3)

كي يظلَّ الصَّفُّ صَفاً واحدا

أنا أنتَ ، هو أنتَ أو أنا        كلنا نحنُ ونحنُ كلنا

ثورةٌ  قد  وَحَّدَتْ  آمالنا        ورَفعناها شِعاراً علنا

كي يظلَّ الصَّفُّ صَفاً واحدا

لا تقُلْ : أوّاهُ قد طالَ الطريقْ!        قبْلَ أن نكمِلَ إطفاءَ الحريقْ

أو يَقولوا : إنَّ فِرعَونَ غريقْ        فاقتربْ وليَقتربْ كلُّ صديقْ

كي يظلَّ الصَّفُّ صَفاً واحدا

قد أبَيْنا الضَّيْمَ فينا والخنوعْ        ولِذا  ثورتنا  تأبى الرُّجوعْ

كمْ  بَذلنا  مِن  دِماءٍ ودُموعْ        وابْتهَلنا بخضوع ٍ وخشوعْ

كي يظلَّ الصَّفُّ صَفاً واحدا

ثورة ُ  الشعبِ     بناءٌ   راسِخُ        وعلى بَغْي ِ الأعادي شامِخُ

هَزَّ صَرْحَ الظلمِ صوتٌ صارخُ        وتلاهُ   الشعبُ   والمشايخُ

كي يظلَّ الصَّفُّ صَفاً واحدا

كُلنا  يَعبُدُ ربَّاً واحِدا        كُلنا يتبَعُ دينّاً واحِدا

كُلنا يَتلو كِتاباً واحِدا        ويُطيعونَ نبِيَّاً واحدا

كي يظلَّ الصَّفُّ صَفاً واحدا

                

(1) الفبركة : كلمة مُعَرَّبة تعني : التلفيق والخداع

(2) الدّخَن : ما فيه فساد

(3) التأسِّي : الاقتداء - ابنُ عبد المطلب هو : الرسول صلى الله عليه وسلّم .