عياش

م. عز الدين سلامة

عياش

م. عز الدين سلامة

[email protected]

 (في ذكرى استشهاد القائد القسامي التاسعة عشر 5/1/2015)

شرفتنا عياشُ يا رمز الوطنْ

أوصلتنا للقمةِ الشماءِ في عليائها

 رغم المحنْ

علمتنا حبَّ الفدا رغم الجراحْ

رغم القيودْ

علمتنا نرعى العهودْ

رغم الليالي الحالكاتْ

تلك التي مرَّت بنا

عبر الزمنْ

************

عياشُ يا أيقونةً فوق الجبينْ

نزهو بها طول المدى

أنت الذي تغلو على أرواحِنا

تغلو على كل البنينْ

تسمو على نجم السما

تسمو على الدرِّ الثمينْ

عياشُ يا زيتونةً

شرقيةً

قد سبَّحَتْ لله في عليائهِ

بالنور غطت ساحَنا

في القدسِ والأقصى الحزينْ

************

عياشُ يحيا في القلوبْ

رمزاَ أصيلاً ناصعاً

والكوكبُ الدرِّيٌّ لا لن ينطفي

من أرضنا أو نبضنا

لا لن يلينْ

لن ينثني أو يستكينْ

************

عياشُ باقٍ في السحابْ

من غيثه

 يروي الترابْ

والسنبلُ المرويُّ لا لن ينحني

لا لن يموتْ

مهما أذاقوهُ العذابْ

كالشمِّ يبقى صامداً

للقدسِ يرنو والإيابْ

************

عياشُ دوماً في المُقلْ

يحيا على مر العصورْ

زهرٌ كما الدحنونِ في أرض الهوى

أرض الندى أرض البَخورْ

كالشيحِ والبلوطِ قد شقًّ الترابْ

شقًّ الصُخورْ

************

عياشُ أنت الخيرُ في كل البلادْ

عنقودُ أعنابٍ تدلى في الخليلْ

محراثُ فلاحٍ أَتى

بالعزمِ من قلب الجليلْ

ينبوعُ ماءٍ قد غدا

من بين أشجارٍ يسيلْ

يا جدولاً للخير في رقراقهِ

يروي لنا أرض النخيلْ

أحيا قلوباً .... نبضها

في كلِّ أرجاءٍ يجولْ

************

عياشُ يا زوادةَ الحرّاثِ فيها خبزُهُ

يا قربةَ الفلاحِ يروي حلقَهُ

يا مشعلاً في ضوئهِ

نورُ الفضا

يا منجل الحصادِ في كفٍّ غدا

خيراتنا من كدِّهِ

صرت العطا والسؤدَدَا

************

يا معشر القسّام أنجبتم فتى

قد عانق الجوزاءَ في أفلاكها

حزمٌ وعزمٌ كلُّهُ

كالأسد في غاباتها

يحمي الحمى في جرأَةٍ

مثل النسور الشمِّ في تَلاتها

************

يا معشر الأحرار قدمتم لنا

 أُنموذجاً يُستَرهبُ

في صمتهِ

تخطيطُ بكريٍّ يُري

فكرٌ ورأيٌّ أصوبُ

في صبرهِ

كالخيلٍ أصلاً مسرجٌ دهمٌ بها والأشهبُ

في حنكةٍ كابن الوليدْ

عمروٌ وقعقاعٌ إذا جدَّ اللقا

شهمٌ وصنديدٌ عنيدْ

ناديتُ عياشاً فهلْ

من عودةِ للعزِّ والمجدِ التليدْ؟

************

يا سيف سعدٍ في الوغى!

أضحى حزاماً ناسفاً

صبَّ اللظى

في القدسِ في حيفا وفي تلِّ الربيعْ

ذاقوا الردى

وأنفُهم تمرغا

************

في المجدل المسلوبِ كانت جولةٌ

صبت رصاصاً وانتقامْ

في ليلةٍ

حمراءَ ذاقوا الموت فيها كالزؤام

أما "ديزينكوف" الذي

 تنبيك تفجيراتُهُ

في صبحهِ أشلاؤُهم صارت

كما لونِ السِّخام

هل يا ترى من عودةٍ

تحيي نفوساً سُربِلتْ

بالجبنِ أو وهم السلامْ؟

************

عياشُ يا نبع الجهادْ

يوم الذي غادرتنا

الشمسُ غابت عن محاريب الوطنْ

غابت نجوم الليل عنا والقمرْ

والبلبلُ الصدّاحُ أضحى صوتُهُ

بلا شجنْ

مرت سنينٌ لم نعدْ

فيها كما كنا رجالْ

كل الذي من حولنا

إما طريدٌ أو سجينٌ مرتهنْ

والطاهرون استشهدوا

أو أبعدوا خلف الزَمن

والغَثُّ كثرُ ها هنا

استمرأوا ذلَّ الحياةْ

أو رقصةً حول الوَثنْ