رسالةٌ عاجلةٌ إلى شقيِّ الشام

حسن محمد نجيب صهيوني

حسن محمد نجيب صهيوني

[email protected]

عَـجِـلتُ إليكَ ناصِحَك iiارتحالا
ووجـهُ  الـشـامُ مُنقبِضٌ iiيغنّي
أيـا  ثـغْـرَ الـشآمِ فديْتُ iiثغراً
نـعـمْ  يبكي، وإنّ الدمعَ iiيروي
نـعـم  يبكي، جُعِلتُ فداه، iiليْتِي
متى تمضي، عُمِيْتَ الدربَ، عنّا؟
كـأنّ  الأرضَ مُـلْكُ أبيكَ iiكانت
وأنّ الـشـعـبَ كان لكم iiسَرَاحٌ
بـلادُ الـشـامِ إنْ أبصرتَ iiفيها
وحـاراتُ الـشـآمِ بـها iiنزيفٌ
فـيـا  عـارَ الشآم عليك iiجُرماً
أولـئـك مِـن تَـمَـلُّقِهم iiتنادَوْا
وأنـتَ الـشمسُ في الآفاق iiنوراً
وأنـت  الـقـاهرُ الصنديدُ iiبأساً
يـغُـرُّك مـنـهم التمجيدُ iiوهماً
ويـرعـاك  الـنجوم  فَمَاً iiكذوباً
أمِنْ  صِدْقٍ تَرَى (البُوطيَّ) iiيُفتي
فـدَعْ  هـذين عنك، مَنِ iiالمبالي
ومـا افـتـريـاه من حِلٍّ، iiفهذا
أيـا  رِعـديـدُ قد جئناكَ iiحَشْداً
عَـدِمْـنـا أنْفَسَ الأحرارِ إنْ iiلم
فـنـرجـعَ  بـالشآمِ بلادَ iiنَصْرٍ
شـقـيَّ  الشامِ عنكَ الشامُ iiيروي
مَـطِـيَّـاتٍ  عَـدِمْناها iiظُهوراً
دمُ  الأطـفـال يـا سفّاحُ iiيحكي
ومـا  أثْخَنْتَ في الأحرار iiجُرحاً
حـرائـرُ  إنْ  تَـجِدْ منهنَّ iiقولاً
كـأنـك مـا دَرَيْـتَ بنا iiمُصاباً
وحـولَـك  ألـفُ أفّـاكٍ تَدَاعَوْا
كـهـذا الـبَـرِّ إنْ أوْفَيْتَ iiعهداً
شـقـيَ  الشامِ إنّ الوقت iiيمضي
تـنـحَّ الآن، قـد عَـرَّاكَ iiجُرْمٌ
ألـم  تـأخذْ عظاتَ الدهرِ iiحِذراً
نـهـايـاتٌ  مُـسَـوَّدَةٌ iiصِحافاً
فـخـلِّـينا،  عُدِمْتَ الأمنَ، نحيا
وإنْ أهْـدَرْتَ فـي التنكيل iiجُنداً
وحـسـبي  القولُ ما قالوه صدقاً




































وهـذا  الـخَطْبُ لم يُسْعِدْك iiفالا
بـلادُ الـعُـرْبِ تنساني؟ iiمُحالا
عـلام  الـحـزْنُ يملؤه iiمَجالا؟
عـيـونَ الـظـامئين له iiابتهالا
مـتـى يحْنُو على قلبي iiوصالا؟
سـأمْـنَـاكـم،  وكان لكم iiدِلالة
وهـذا  الـمُلك لا يفنى، اسْتحاله
لـتـحـتـلَّ النفوسَ به iiاحتلالا
لِـشَـرِّكَ فـي بـراثنه iiاستطَالَ
تـدمِّـرُهـا وتـحسَبُها iiهُزالة؟!
يـقِـرُّ  بـه بـطـانتُك iiالحُثاله
بـأنـك  أنـتَ مَنْ خَلَقَ iiالهلالا
يُـشِـعُّ،  وأنت  من قَهَرَ iiالجبالا
تُـرى  أسِوَاكَ مَن صَنَعَ البَساله؟
وعـنـد الخَطْبِ فاختبرِ iiالرجالَ
يـؤمِّـلُـكـم  ويُورِفُكَ  iiالظلالاَ
ويـأخـذُ منه (حسُّونُ) iiامتثالا؟؟
إزاء الـحـالِ ما اجتَرَحا iiوقالا؟
لَـعَـمْـري كان مقصدُه iiاستمالا
بـأرضِ  الـشامِ نشعلُها iiاشتعالا
بـعـون  الله، نـسـقُطْكَ iiالمآلا
لـتـطـويـها  صحائفُنا iiسِجالا
بـمـا  سَـيَّرْتَ مَن جُعِلوا iiبِغالا
بـمـا  حَمَلتْ إلى الشامِ iiاعتلالا
بـمـا  اصطبغتْ يداك به iiنَكالا
ومـا  أفْـجَـعْـتَ حرَّتَنا iiوبالا
جُـهَـيْـنـاتٌ يَسُقْنَ لك iiالخَبَالا
ولا  تـرضـى بهذا الحالِ iiحالا
لـتَـجْـعَـلَهم  بأظْهُرِهم iiرِحالا
ومـثـلِ  أبيك تصطنعُ iiالنضالا
وهـذا  الـحـشد أبْلَغَكَ iiالرساله
وفـاحـت  مـنك رائحةُ iiالنذاله
بـمَـنْ  سَـبَقوك أنْ كانوا iiمثالا
وأخْـراهـا  مُـبَـشَّـعَةٌ iiزوالا
بـمـا  بـقي الزمانُ لنا iiوصالا
بـطـغـواها،  ستسقطُ لا مَحاله
لَسَوْفَ .. لسوف تنقرِضُ iiالسُلالة