رهين الثعالب
03أيلول2011
حلبي بن سوري
حلبي بن سوري
أعـيـدوا بـلادي فهْيَ رهنُ لـقـد كـثُـرَ الـواشـونَ حتّى كأننا و لا يـأمـنُ الإنـسانُ مِنْ غِبِّ كِلْمَةٍ فـتـخطَفُه الغِربانُ في غيهبِ الدجى فـكـمْ مِـنْ فتىً ندبٍ ثوى في قيودِه فـرُبَّ حـديـثٍ فـيـهِ أدلـى برأيِهِ بَـعـيـداً عنِ الأحبابِ و الأهلِ ثاوياً زبـانـيـةٌ ليسَتْ كمَنْ يعرفُ الورى و تُـعـرَفُ آيـاتُ الـشـقاءِ بوجهِها هـواهـا بـتـعذيبٍ و سَوطٍ و مديةٍ تـحـيّـتُـها فحشُ السبابِ إذا التقَتْ و إنْ أنـسَ أشـيـاءِ لا أنـسَ ماجداً جـيـاعـاً عطاشاً متعبونَ منَ السُّرى أتــاهـم بـزادٍ إذ رآهـمْ بـشـدّةٍ حـرامٌ عـلـى الـقومِ الكرامِ إذا رأوا تـعـالَـوا أصيبوا من طعامي" فأقبَلوا و مـن بـعـدِهـا قالوا "هلُمّوا لأسرِه أذنـبٌ عـلـيـنـا أن نـعيشَ أعزّةً و لـكـنَّ مـنْ يُـطـعِمْ لئيماً يَعَضَّهُ مـضَـوا بـالفتى يَصلى عِصِيّاً مكبّلاً فـهـذا الـشـهـيدُ الحيُّ ليسَ بميّتٍ كـأنَّ لـهـمْ ثأراً على الحرِّ إن رأوا فـيـا لـهفتا كمْ منْ فتىً في سجونِهمْ رفـاقٌ لـهُ أضـنـاهـمُ الوجدُ مثلَهُ يـسـلّـيـهـمُ التعذيبُ حيناً و تارةً فـلـلـهِ درُّ الـقومِ كيفَ اصطبارُهم فـرَوعٌ و جـوعٌ و احـتجازٌ و كربةٌ كـأنّـهـمُ الـرهـبـانُ أمّـا نهارُهم و أمّـا لـيـالـيـهـمْ فـلا ثَمَّ راحةً لـهـمْ رمـقٌ إمـسـاكُـه قدرُ لقمةٍ لـبـاسُـهـمُ الأخلاقُ و النشرُ معجبٌ و إمـطـارُهمْ فيضُ العيونِ و برقُهمْ بـعـيـدونَ عـن نهرِ الحياةِ و إنّهمْ و مـنْ حـولِـهم أدهى الغواةِ تحفُّهمْ و تـسـعـى بما تسعى لإغراقِ أهلِها و أهـلُ الـفـتـى باعوا النفيسَ لردِّهِ فأثرى لصوصُ السجنِ من ذي الرهائنِ تـصـبُّ سـيولُ المالِ في قعرِ جيبِهِ و لـمّـا أضـاءَ الـفجرُ قامَت شبابُنا و زلـزلَتِ الدنيا و طاشَت عقولُ من أبـعـدَ الـدماءِ الحمرِ يبغونَ فرصةً فـقـدْ جُـرِّبـوا خمساً وخمسينَ كرَّةً | المخالبِو رُدّوا صـحابي إذْ ثوَوا في حـفـاةٌ عـراةٌ بـيـنَ تلكَ العقاربِ فـيـغـمـسُه عبدُ الخنا في المصائبِ و رُبَّ بـلاءٍ كـانَ مِـنْ قـولِ كاذبِ و قـد صـدّعتْ من ذا قلوبُ النوادبِ فـيـلـقى الفتى مِن بعدِهِ في النوائبِ عـلـى كـلِّ بابٍ ألفُ كلبٍ و حاجِبِ يـثـورُ دخـانُ الـحقدِ تحتَ الترائبِ كـما تُعرَفُ السوءات تحتَ الطحالبِ و مـتـعـتُـهـا إذلالُ أهلِ المواهبِ فـيـا ليتَ شعري ما حديثُ المواكب رثـى لـجـنـودٍ يـومُهمْ ذو كواكبِ يـعـانـونَ بُـعداً عن جميعِ الأقاربِ و قـالَ لـهـمْ "إنَّ القِرى خيرُ واجبِ هُـمـامـاً غريبَ الدارِ منعُ الرغائبِ و أشـبـعَهمْ حتّى حشَوا في الحقائبِ فـإنّ الـفـتـى يـغشاكمُ غيرَ هائبِ كـرامـاً نُـحَـلّى حُسْنَ خيرِ المناقبِ فـيـا لـؤمَـهم و الدهرُ جمُّ العجائبِ إلـى الـسجنِ يقرى فيهِ شرَّ المآدبِ فـيـنـعـى فهلْ يبقى رهينَ الثعالبِ لـهُ شـيـمـةً أن يـلـسعوهُ بلاهبِ تـسـهّـدُهُ الآهـاتُ مـنْ كلِّ جانبِ كـتـائـبُ شـوقٍ تـهـتدي بكتائبِ يـكـونُ عـلـى أكـبادِهمْ كالمثاقبِ و كـيـفَ تـرجّـيهمْ لخيرِ العواقبِ و خـوفٌ و جوفٌ فيهِ شتّى المتاعبِ فـحـرُّ بـكـاءٍ مـنْ قـلوبٍ ذوائبِ و لا نـومَ مـمّـا قد رأوا منْ غرائبِ و مـا لـهـمُ مـن حـاجةٍ بالأطايبِ و يـمـشونَ هوناً مثلَ سيرِ السحائبِ تَـصـدُّعُ قـلـبٍ و ادّكـارُ الحبائبِ لـنـبـراسَـهـا يهدي لخيرِ المذاهبِ كـمـا حـفّتِ الأسماكُ تحتَ القواربِ فـتـفـعـلَ فـيهم ما لها منْ مآربِ فـإنـقـاذُهُ مـن ذاكَ خـيرُ المكاسبِ و قـد باتَ حظُّ الشعبِ في كفِّ ناهبِ و يـكـنـزُ جـمّـاً بالوعودِ الكواذبِ أرادَت لـطهرِ الروحِ صفوَ المشاربِ أبـاحـوا بـلادَ الـشامِ أهلَ المثالبِ كـأنَّ عـقـولَ الـقومِ خلفَ المغاربِ و لا عـذرَ لـلإنـسانِ بعدَ التجاربِ | الغياهِبِ