طوّف على الشّام
27آب2011
أبو جابر
أبو جابر
يـا طـائرَ الشّوقِ عجّلْ كي ونُـرسـلَ الـرّوحَ بـالآمالِ نُنْعِشُها سـلّـم على الشّام إخوانِ الوفا نَفَروا قـبـل مـيـاديـنَها ، وحيّ كِسْوَتها حـيّ الـكناكر حي الغُوطة انتفضت وامْـرُرْ بحِمْصٍ وطوّفْ فوقَ رَسْتنها بـابُ الـسّـبـاع وبابٌ عمرُو سيدُه وحـيّ تـلـبـيـسةً ، وأهلَ تلكلخ حـي القُصَيرَ وحي الحُولَة انتفضت حـيّ حـمـاة الحِمى حيّ حواضرها حـيّ الـشـهّـامة في سَلَميّةٍ نفرتْ وانـثـرْ عـلـى أمّ الـفِداء أزاهرا واحْـلُـلْ مـسـاجد في دَرْعا مغلّقة سـلّـم عـلـى داعلٍ عطّر منازلها دوّن عـلـى صـفحاتِ المجدِ ملحمةً قـد أبـصـرَ الفجرُ أطفالا بها هتفوا هـذي الـنّـسائمُ قد هبت على بلدي حـي الـسُّـويدا وأهْلَ العِزِّ في جبل عـرّج عـلى بادياتِ الشّام والحسكهْ حـيّ الجزيرة ، حيّ الرّقة انتفضت حـيّ الـمـيادينَ حيّ الديرَ شيمتُهم سـلّـم على الكُردِ أهلِ البأسِ تعرِفُهم هـم الأعـزَّةُ كَـمْ ثاروا، وكم نفَروا عـيـني على الساحل الفِضّي ترمُقه فـي أرض جَبلةَ في البيضا ومَرقَبِها ما أخلفوا العهدَ ، ما خاب الرجاءُ بهم طـوّفْ على حلبِ الشهباءَ إذْ نفرتْ سـلّـم عـلى مِنْبِج والبابِ في حلب حـي الـمناطق في إعزازَ صرخَتَها طوف على إدلبِ الخضراءَ صيحتُها حـيّ أريـحـا الـوفا وامرُرْ براميةٍ سـلّـم عـلى حارمٍ ، سلقينُ ترفِدُها حـي مـعـرّةَ مِـصـرينٍ وديرتها حي البواسلَ ، جندَ الجيش إذ نفروا حـي الحجازي ، رياضٌ هبّ يُنجدها وانـزِلْ عـلى جِسرِ الشُّغُورِ مسائلا: كـيـف الديارُ غَدتْ من بعد ملحمةٍ سـلّـم على بِنْشٍ ، فاضتْ قرائِحُها واحْـمِـلْ إلـى خَـانِ السَّبيل تحيةً طـابتْ عزائِمُهم ، صَحّتْ حناجرُهم حـيّ الـمـعرةَ ، في الهبّاتِ تعرِفُها وحـيّ شُـورين ، والحُرمَى معرَّتها ومـعـصـرانُ ، والـغدفى وديرتُها يـا مَـنْ نشرتم شهيدا حِجْرَ صابرةٍ هل أبصرَ الدّهرُ مثلَ الصبرِ في بلدي تـقـولـ: إنّـي وأيْـمُ الله راضيةٌ لا تـخـلعوا ثوبَه ، لا تمسحُوا دمه يـاربّ فـارحـمْ شهيدا جاد مُبتسما وامرُرْ على سَرْجةٍ ، واسألْ حَرائرها يـا أمَّ داودَ هـلْ دمـعٌ فَـنُـزْجِيهَا وهـلْ سـبـيـلٌ إلى عيسى فَنسْلُكُهُ يـا أمَّ داودَ يـا أخـتَ الـرّجَالِ ويا من ثُلثِ قَرْنٍ وجُرحٌ في الحَشَا قَرَحتْ يـا أمَّ داوودَ كـم خَـنْساءُ في بلدي وكـم بـلالٌ ، وكـم خبّابُ قد نذروا يـا صَـولةَ العِزّ ، كَم هباتُ نذكرها لـكـمْ نـزلـنـا ، وكَم جُلنا بأوديةٍ وكـم شَـرِبـنا قُراحَ الماءِ مِنْ ظمأ وكـمْ سَـلـكـنا دُروبا في مَرابِعها أمَّ الـشـهـيـدِ يـا سَيرا على نَهَجٍ عـهـدا على الدّربِ للأبرار نقطعُه يـا أهـلَ زاويـةٍ ، والعِزّ في جَبلٍ مـا مـرّ بغيٌ على الأنحاءِ في بلدي * * * بـشّـار إسـمعْ وأسمعْ مَنْ به صَممٌ هـذي الـبـلادُ طُهور لا تُطيق أذى إن الـجـمـوعَ الـتي هبت بثورتها هـل يـرجع السّيل والطُّوفان مُنهمِر أو يـرجـعُ الشّعبُ عن حُرِّيَّةٍ خَفقتْ كـم بـيـن مـحـتشد للحق ينصره وبـيـن مـحـتـشد والروح يبذلها بـشـارُ ارحـلْ رَجيمٌ أنت في بلَدي تـنـفـي وتـقتلُ أحرارا إذا هَتَفُوا وتـقـتل الطِفلَ والأطرافُ تكسِرها تُـشَـردُ الأهـلَ ، والأرزاقُ تُحرِقُها تـحـاصر المُدْنَ ، والأحياءُ تقصِفُها وتـأسِـرُ الأمّ ، ثـمّ العِرضُ تسْفحُه أمَـا عـلـمتَ بأن العِرضَ في بلدي لـقـد صَـبرْنا عُقودا لا نُطيقُ أذىً وقـد صـبـرنا على بغيٍ أحاطَ بها وقـد صـبرنا على أهْلٍ وعَنْ وطَنٍ شـآم صَـارت لأهـل الفِسق مُنتجَعا والـيـوم حان مَعادٌ ، وانقضى أجلٌ بـشّـارُ ارحـلْ فقد أوغلتَ في دَمِنا حـانَ الـرّحـيلُ وعهدٌ للبُغَاةِ مضَى | نُناجيهاونـسـألَ الـركبَ عن شَامٍ قـد كادتِ الروحُ طُولُ الهَجرِ يُنسيها وامْـرُر مـسـاجدَها ، قبّل حواريها وقـبّـلِ الـتّـلّ والأركـانَ واسقيها وأهـلَ دومـا على عهدٍ مضوا فيها واسْـمـعْ مَلاحِمَها ، فالكونُ يرويها وابـنُ الـولـيـدِ على باب يفاديها والـخـالـديـةَ ، صِيدٌ في روابيها أهـلُ الـحـميةِ زادوا عن ذراريها وحـيّ صَـورانَ والـطّـيْبَا تزكيها وخـانُ شـيـخـونَ قد هبّت تلاقيها مـن ذا يـنـازلها ، من ذا يجاريها واصـعـدْ مـآذنها ، واجْهرْ بناديها وعـلـى الحَراك رجالا هزّوا عاليها درعـا تُـسـطرها ، حورانُ ترويها وأبـصـرَ الكونُ كيفَ الوحشُ يُفنيها مـن روح طـفـل وأُمٍ أُزهقت تيها لـلـعُـرب ، هبُّوا رجالا في فيافيها والـبـوكـمـالُ نشامى في بواديها حـيّ الـعشائرَ ، أهلَ العِزّ وانخيها أن لا يـبـيـتوا على ضيم بغى فيها لـهـم مـكـارمُ فـي الهبات تُعليها وكـمْ أفـاقـوا عـلـى ظلم لأهليها فـي الـلاذقـيـةِ في بنياسَ حاديها وفـي الـصُليبةِ ، حيُّ الرملِ يُزكيها شـبـابـهـا المُردُ ، جُنٌّ في مغانيها واسـأل ديـارَ الوفا عنْ عِزّ ماضيها والأشـرفـيـةُ سـيفُ الدّين حاميها واسْـمـعْ صَداها ذُرا الكُوبان تحكيها تـعـلو السحابَ رُعُودا في روابيها وانـثُـر على مَرْعَيان الوردَ واسقيها وَكـفـرَ الـتخاريمِ لا تنسى تحييها وأرمـنـازَ وكِـلّـي فـي نواحيها لِـنُـصرة الشّام ، من وغدٍ بغى فيها حـيّ حُـسـينا ، عقيدُ هبّ يحميها كـيـفَ الـدَيارُ غَدتْ من بعدِ أهليها ذاقَ الـبُـغـاةُ بـها من كأسِ ساقيها وتـفـتـنـازُ وسـرمـيـنٌ تلاقيها وإلـى سَـراقبَ ، أشْبالُ الوغى فيها نـفـسـي الفداءُ لهم والروحُ أُهديها وكـفـرَ نُـبُّـل والـرّومَى تُجاريها وجَـرجـنـازَ ولا تـنـس دُغيميها وتـلُّ مِـنّـسَ ثـاروا في روابيها= تـنـعـى الـشهيد وتدعُو مَنْ يُهنيّها أو أبـصـرَ الجودُ مثل الروحِ تًهديها عـلـى مـحـمّـدَ شهما في فيافيها خَـلُّـوا الـدماءَ وريحُ المِسْكِ يُزكيها لـنُـصـرة الحقّ، للأوطان يحميها عَـنْ أمّ داودَ ،هـلْ فـي الدّار بانيها وهـلْ سـبـيـلٌ إلى ثكلى نُواسيها فـي أرضِ تَـدْمُرَ صَحراءٌ يُواريها أمّ الـرجَـالِ ويـا زَوْجـا نُـحَيّيها والـيـومَ جُـرحٌ وجُرحٌ مَنْ يداويها وكـمْ سُـمـيّـةُ مـا زالتْ تناجيها لـلـه روحـا ونـفسا أخلصُوا فيها ونـذكـرُ الـرّبـع ، كم كنَّا نُوافيها وكـم قَـطـفْنا الجَنا من خير جانيها وكـم طـعِـمْـنا كريمَ الزاد تُهديها ورايـةُ الـحـقِّ بـالأرواحِ نَـفديها ويـا صَـبـورا وربُّ الكون يجزيها حـتـى نـطـهّـرَ شاما من أعاديها ويـا مـلاحـمَ ، لـلأوطانِ تحكيها إلا نـفـرتـم لـهـا ظِهْرا يُحاميها * * * إنّ الـشـآم أبـتْ أن تـعـبثُوا فيها وقـد كـفـاها الأذى مِنْ كَفّ راميها لـتـنـفـضَ الذُّل لا طُغيان يَثنيها أو تـرجِـعُ الرّيحُ قد هبّتْ عواديها أو تـرجِـعُ الرّوحُ مِنْ عَليَاءِ باريها وبـيـن مـحـتـشد باغ بأرضيها وبـيـن نـذل جـبـان خـانع فيها بـالـسّـفـك والهَتك يا فجَّار تبغيها أمّـا الـمـسـاجـدُ بالدباب ترميها وتـنـزِعُ الظُفرَ ، والأعضاءُ تَبريها حـتـى الـبـهـائمُ يا جَزّار تُفنيها وتـمـنـعُ الماءَ ، والأقواتُ تُخفيها كـيـفَ الـحـرائرُ يا فُجّارُ تسبيها حُـصْـنٌ مُـحَصّنة لا عَفْوَ يَطْويها ومـا صـبـرتُـم على طِفلٍ يُناغيها وفـاضـتِ الـكأسُ ذُلاً مِنْ مجاريها حـتـى هَرِمْنا ، وعُهْرا تمرَحُوا فيها وشَـعْـبُـهـا الغُرُّ عن بُعْدٍ يُناجيها وهـبّ شـعـب يـحطّم قيد طاغيها وقـد هَـتـكـتَ من الأستَارِ غاليها فـارفـأ بـنفسِك وانظرْ كيفَ تُنجيها | وأهليها
* مع رجاء المعذرة الأخوية البالغة ، لمناطق ومدن وقرى وأحياء كثيرة في سوريا الحبيبة الثائرة ،هي ثائرة ومستبسلة ومعروفة بتضحياتها .. وتعذر على هذه القصيدة المتواضعة أن تحيط بها جميعا!