شواطئ الحلم
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
إنّـي ومـن عـطشي إليك سأبدأ
أنـا دمـعُ حـبٍّ أسكرتني شهقتي
سفحت طيوف الصمت غربة مقلتي
كـم أشتهيك خطوط وصلي تنتهي
قـلـبـي كـإبريقِ الخمورِ أريقه
فـالشعر صلى فوق صدرك رافعاً
والـشـعـر لـملمني وكنت أميرة
وجـعـي بريقُ النار بين أضالعي
قـلـبـي عجوزٌ أرهقته مواجعي
قـفـصُ اتـهامي أنتِ كنتِ رقيبَه
مـن ملح صبري قد ذررتُ بمقلتي
وأنـا الـذي سافرت أحمل خيبتي
أكـلت سنينُ القهرِ حبلَ أواصري
مـا زلـت تهضمني قدور مراقدي
شـيـعت نفسي إذ حفرت مقابري
يـا بـنـت قلبي والدخان يلفـّني
أحـتـاج لـي زمنا يبهرج زيفنا
أحـتـاجُ حـبـلاً كي أقمّط أنفساً
أفـكـلـمـا شرقت بمائي عبرتي
لـي مـن همومِ المتعبينَ عصارةٌ
خـوّضتُ في صبري فأحرق نفسَه
ظـهـري تـحدّبه سنينُ رواجمي
ضـيّعتُ في بحر الزمان مراكبي
مُـدنـي تهاجرُ والطريق محاصرٌ
وأنـا أعـانـي هل أعود لخيمتي
وخـطـيـئتي أني عروبيُّ الهوى
مـصـرٌ وريدي والعراق محجّتي
ودمـي الرياض وبي دمشق مقامُها
لـبـنـانُ صوتُ البرق يوقدُ أمتي
كـفـنـي فـلسطينٌ وبابُ ندامتي
أنـا مـخطئٌ مَنْ ذا يصحح كبوتي
كـونـي إليّ فأنتِ صوت براءتي
كـونـي المآذن كي نصلي وحدنا
والـخـوف نـدفنـُه وكل فسيلة
مـا زلت أبحث في فراغيَ عاريا
سـبـأٌ أنـا والـسورُ تحرس بابه
طـيـن الـمشاعر يستبيني شكله
صدري إليك فرشت رجف ضلوعه
فـيـك ابتدأت وفيك آخر رحلتي
سـتـظـل أنفاسي تقرصنُ وقتها
بـغـداد تـأكـلني نيوب تقوقعي
يـا بـنت قلبي كلّ عرقٍ في دميبـهـواك شـعري والندى يتوضّأُ
وعـبـيـرُ وجـدٍ بـالهوى يتلكأُ
وجـرارُ نـزْفـي سـكبُها لا يرقأُ
فـي مـقـلـتيك برسمها لا أجرؤ
فـي مـرشـفيك فمَنْ له لو يظمأُ
كـفـيـه بـالـسورِ الحزينة يقرأُ
لـلـشـعر حيث بدمعتي يتوكـّأُ
وأنـا اللهيـب وجمرتي لا تـُطفأُ
وفـمـي مـن الحسرات همّا يُملأُ
مـا غـيـرُ ظلِّ الموت لي مُتفيّأُ
وحـبـست حزني والرؤى لا تفتأُ
ويـدي تـوابـيـتُ وجرحٌ يـُنكأُ
والـروح يـقـبرُها الدمارُ السيئ
نـذرا . ولـحـمي في إنائي نيِّئ
كـفـنـي دمـي في حسرتي يتقيأ
أتـراه وعـدي ظلّ عندك يُرجأُ ؟
وعـلى رمالِ القحط عصريَ أنشئُ
مـن نـارِ روحِ اللهِ لا يـتـهـرَّأُ
مـنّـي شـرابـي بالكؤوس يُعَبّأُ
وعـزايَ أنـي مـن سـنيني أبرأُ
فِـكـراً بـه قـدمُ الـدجى تتبوأ
وحـدودُ قـهـري للخواطرِ منشأُ
هـل يـا ترى في مقلتيك المرفأُ ؟
وأنـا بـلادٌ بـالـعـذاب مُـجزّأ
ومـتـى من الأحزان قلبي يهدأ ؟
أتـرى بـها يا أنت أني مُخطئ ؟
هل من هواه سوف يشفيني امْرؤ ؟
وفـمـي الـربـاطُ بموتها لا أهنأُ
شُـهـبـا ويحرسُها السّنا المتلألئ
لـلـضـالـعـين بموتنا لا يَعـْبَأُ
قـد كنتُ أجرأهم فمَنْ يستفتِيء ؟
فـسـيـوف قومي في فرندٍ تصدأ
مـنـا إلـى وجـه الـتحرر نبدأ
لـلـشـرّ في طين الضلال توطّأُ
عـنـي وفـي كل الحواجز أهزأُ
عـيـنـاك إنـي عـنـدها أتخبأُ
وأنـا الألـى مـن أحـرفي تتبرأُ
فـخـذيـه عـندك بالجنونِ يُرَزّأُ
نـحـتـت سـنيني وارتمت تتدفأُ
وأنـا نـهـايـاتٌ وقـلـبكِ مَخبأ
ويـلـوكني شدق الضلال المخطئ
قـد صـاحَ أهـلاً والهوى لا يُطفأُ