مواسم العراء

محمد فريد الرياحي
mohammadfaridarriahi@gmail.com

محمد فريد الرياحي

mohammadfaridarriahi@gmail.com

بين العراء والعراء

رأيت من منافذ الضياء

ألفا من العيون

تطير بين الأرض والسماء

لعلها  في موعد السموم

تبلغ ما في ذاتها من البهاء

أيتها العيون

إني إذا ألهمت من

سنابل الأقمار رعشة

أخطها في صحوة الجنون

وجدت مما كان من بدائعي قصيدة

طارحتها فعل الولاده

ورمتها سخية عصية

تهوي إلى منازل الشهاده

كأنها السر الذي كاشفته

ما في العراء من منابت النشوء

وهو يرتبي من الجنوب والشمال

غيمة زرقاء

تجتبي من ليلها الطويل رجفة

تلبدت بشهوة العباده

أيتها العيون

هل في غياهب المدائن المدوره

مواعد للثورة المظفره؟

هل في المنازل المسوره

مواسم للكِلمة المحرره؟

ما كان كان

وبين ليلة وليلة

رأيت ما أنبئته من طفرة البيان

رأيتهم أيتها العيون

يقذفون باللظى على اللظى

رأيتهم وما رأيتهم

بين العراء والعراء

ينبتون وردة

أو يقتلون ردة

أو يحملون في الردى راياتهم

رأيتهم في ساعة الهتاف

يلبسون حمرة

رأيتهم في آخر المطاف

يصنعون من مواطن النجوم شرعة لهم

رأيتهم من كل جحر ينسلون

إلى مواعد المقامره

رأيتهم من كل درب يمثلون

في مجالس المغامره

رأيتهم من جوعهم

من كل جوع يأكلون

رأيتهم رأيتهم

وما رأيتهم في زحمة الردى يجلجلون

أيتها العيون

إني رأيتهم

يبغونها مناوره

فما لهم لا يرحلون

إني أرى أيتها العيون

ما لا يرون من فواتح السياده

أحملها في ساعة اللقاء

آية

وراية

أيتها العيون