ترانيم على أوتار الثورة

عبد الرحمن يوسف بريك

ترانيم على أوتار الثورة

عبد الرحمن يوسف بريك

الشواشنة / الفيوم /مصر

[email protected]

( مفتتح )

يا فتية  النيل أنتم وجهنا القمر           وأنتم الغيث ، حيث الماء ينحسرُ

وأنتم  البحر  لا شطآن تحبسه           وأنتم الشمس ، حيث الليل ينكسر

كابدتم الليل حتى جاء فجركمو           كالنيل   يهدأ  حيناً ،  ثم   ينفجر

( 1 )

المجد لهم ..... المجد لهم .

من علموا الحرف  التمرد ..... 

من علموه البوح حين يصم كل الكون آذان الحقيقة في متاهات الدروب ..... 

من علموا وتر الربابة أن يغرد تاركاً حزن المساءات الثقيل ...

وينتشي مستقبلاً فجر النبوءات التي رفت على شباك ماضينا الطويل .

المجد لهم ...

كان المساء يحط فوق دروب أنات الحيارى المتعبين ...

خانقاً أحلام أطفالٍ صغارٍ ....

شاهرأ سيف القطيعة والرذيلة والتمزق والخراب .

كان المساء ....يعشش فوق أحلام الجياع ...

فيحلمون ... بكوب ماء .... برغيف خبز ...

يهدأ الأطفال  ...

حين تحلم أمهم بمرور طيفٍ يقرع الباب المحطم

والفاروق يحمل ما تيسر من طعام .

( 2 )

المجد لهم ....

من أين جاءوا ؟

أني لأعرفهم ...

شاهدتهم في جيش أحمس

يطردون فلول هكسوسٍ

يذودون الغزاة عن الديار.

شاهدتهم ..

في قصر يوسف ينشرون الخصب ..

في السبع العجاف .

شاهدتهم ...

يترنمون مع المسيح ،

يرتلون : المجد لله في أعلى السماء

على الأرض السلام مرفرفاً

ومسرة للناس في كل الدروب ..

يكفكفون دمع المجدلية.

شاهدتهم ...

في جيش عمروٍ ...

قد أتوا ...

حملوا كتاب الله بين ضلوعهم ..

إنا بعثنا كي نؤدي للجميع أمانة ..

أن الذي خلق الأنام أرادنا ..

أن نخرج القوم الحياري للهداية .. والعدالة .. والسلام .

شاهدتهم ....

يملأون ربوع مصر ...

في ساحة التحرير قد جاءوا

يقدمون صدورهم للموت ..

لا يخشون زخات الرصاص ..

ويهتفون :

لن نبرح الأرض التي بارك الرحمن تربتها بكل شريعة

حتى يغادر غير مأسوف عليه ..

( 3 )

المجد لهم ...

من علمونا

أن نعيد قراءة التاريخ

نبدأ في هجاء الأبجدية

حاء : حياة الأرض أغنية     تغنيها جوانحنا 

راء : ربيع سوف نصنعه     وتبنيه سواعدنا 

ياء :  يعيش الحر في بلدي  بلا خوف يؤرقنا 

هاء : هنا التاريخ نكتبه       وتحفظه دفاترنا 

فالمجد لهم .

( خاتمة ) :

يافتية الحق في الميدان تسمعكم            آذان كل الدنا ، فالكون منبهرُ

علمتم الناس أن النصر تصنعه            هذي الدماء التي للثأر تنتظرُ