أنينٌ من أوجاعِ الجزائر
علي
عبد الله البسّامي - الجزائر
[email protected]
جزائري أرضُ الفضيلةِ والهُدَى
جزائري أرضُ المكارمِ والنَّدى
جزائري أرضُ الجهادْ ...
مالي أرى فيها المهازلَ والرَّذائلَ والرَّدَى؟
هلْ عاقَرَتْ خَمرَ التَّهافتِ في مطباَّتِ العِدَى؟
هلْ خانتِ العهدَ الشَّريفَ وأدبرتْ ؟
هلْ كلُّ أمواجِ الدِّما ضاعتْ سُدَى ؟
جزائري يا مَحْضَنَ الأبطالِ يا أمَّ الفِداَ
استيقظي ... عمَّ العفنْ
وتزاحمتْ فيكِ الفِتَنْ
وتراكمتْ فيكِ المِحَنْ
ما كان سِرًّا حينَ صَوْلاتِ الجهادِ فقد بَداَ
باتَ الهُدى والعِزُّ من ذيلِ العدوِّ مُهَدَّداَ
آهٍ على تلكَ الزَّغاريدِ التي شقَّتْ حناجِرَ من حلمْنَ بِجَنَّةٍ
بَعدَ التَّخلُّصِ من أذى الأغلالِ في حُكْمِ العِدَى
آهٍ على رقصاتِ من هزَّ الحُبورُ حياءَها
فتمرَّدتْ وتجرَّأتْ وتهافتتْ خلفَ الصَّدَى
آهٍ على الآمالِ كيف تكدَّرَتْ
وتبخَّرتْ بالهاربينَ من القِصاصْ
مَن وَّثَّقُوا لِمطامعِ المَدْحُورِ في أرضِ الشَّهادةِ مَوعداَ
على رُفاتِ شهيدِها
على سُيُولِ دِمائِها
من حَوَّلُوا نَزَقَ الخِيَّانَةِ مَعْهَداَ
مَنْ خرَّجُوا من قُمْعِهِ...
جيلاً سخيفاً تافهاً أو مُفسِدَا
من ركَّكُوا صَفْوَ اللِّسانِ بِرَطْنِهِمْ
من بالَغُوا في الكيْدِ للذِّكْرِ الحكيمِ فأُبْعِداَ
من حوَّلُوا العقلَ الذي يَحمي البلادَ منَ السُّقُوطِ مُرقَّعاً مُسْتَوْرَداَ
من بَعثَرُوا أحلامَنا في وَرطةِ التَّغريبِ حين تَمكَّنُوا
جَعلُوا المآربَ مَعْبَداَ
مَنْ غَيَّرُوا
مَنْ دَمَّرُوا
مَنْ عبَّرُوا بالفِسقِ عن خِذلانِهمْ لعقيدةٍ
ضحَّى عليها الحالمونَ بأُمَُّةٍ تُحيِ الهُدَى
جزائري
العِزُّ في آيِ الكتابِ فبادِرِي
هُبِّي اصْنعِي منها إلى قِمَمِ الحضارةِ مِصْعَداَ
وتخلَّصي من رِبْقَةِ التَّغريبِ إنَّ سُمومَهُ...
قدْ زَحْزَحَتْكَ عنِ العُلاَ
جعلتْ مَداخِلَهُ الفسيحةَ مُوصَدَهْ