حلب وبنو أيوب والتحديات
23تشرين12010
د. عبد الحكيم الأنيس
د. عبد الحكيم الأنيس
إنْ كـنـتِ عـاتـبةً فإنيَ هـذا حـفـيفُ الكونِ يُنشدُ هاتفاً (حلبٌ) وتصرخُ في الفؤادِ مشاعرٌ وإذا أطـلَّ عـلـيكَ ليلُ شتائها لـكـنـهـا قـامتْ وقامَ لذكرها حـلـبٌ تـحدثنا حديثَ الدهرِ إذْ فـي كـلِّ سـفـرٍ قصةٌ وقصيدةٌ وبـكـلِّ شـبـرٍ شاهدٌ من عزَّةٍ كـانـتْ إذا وقـفَ الملوكُ ببابها وإذا بـقـلـعـتـها أقامَ محاربٌ كـم مِـن كبيرٍ جاءَ يخطِبُ وُدَّها حـلـبٌ حديثُ السحرِ في إطلالةٍ وَهَـبَ الجمالَ لهاالإلهُ فإنْ سَرَت حـلـبٌ حـبـيبتَنا ومرتَع أُنسنا لِـمَ يـرحلُ الحلبيُ في الدنيا فتر لِـمَ يـجذبُ الحلبيَّ مهما كانَ في لِـمَ تـفـتح الدنيا الدروبَ وفجأةً عـيـنـاكِ ماذا فيهما مِنْ روعةٍ وعـبيقُ عطرِكِ كَمْ بهِ مِنْ نفحةٍ وأقـولُ بـعـد غدٍ سيذهبُ حبُّها وأرى الـذي قَـدَّرتُ أنَّ بـقاءَهُ قُـولـي بـربكِ أيُ سحرٍ فيك أو الـسـرُّ أنَّ الـسرَّ عندكِ غامضٌ وجـمـالُ وجهِكِ ذاتَ يومٍ باسمٌ ومـلاعـبُ الآمـالِ تـكبرُ مرةً يـدنـو الـفؤادُ إليكِ وَهْوَ مباعِدٌ هـي أنـتِ غانيةٌ وفي نظراتِها والـيـومَ إذْ كـان اللقاءُ ولم تكن تـشدو القلوبُ روائعَ الأشعارِ في وتـعـود ألـفـتُنا ويُشْرقُ حلمنا ويُـطـلُّ مِن بُعٍْد (بنو أيوبَ) في ويـرون(شـهباءَ) التي هاموا بها وتـعيدُ ذكراهُمْ وتبعثُ عصرَهُمْ الـيـومَ تكتبُ في رؤىً تاريخَهم حـلـبٌ يُـزَيّـنُها الوفاءُ فحبذا ولـكلِّ أهلِ الفضلِ تَرْفَعُ شكرها حـلـبٌ سـتبقى قلعةً حتى ولو مَـنْ كـان يَـحْسَبها تسوغُ لآكل أو كانَ يطمعُ غاصِبٌ في خيرها هـذي البلادُ عصيةٌ: تاريخُها الـ قـولوا لأهلِ الأرضِ كُفُّوا قبل أنْ حـلـب يـزيّـنها الوفاءُ فحبذا ولـكـلَّ أهل العلمِ ترفعُ شكرها | عاتبُهـذا الـغـرامُ وللغرامِ وتـرّجـعُ اللحن الخشوعَ كواكبُ شـتى، وتبرقُ في العيونِ رغائبُ أدركـتَ كمْ مرَّتْ هناكَ مصائبُ فـي الـعـالمينَ مناقبٌ ومراتبُ كـانـتْ ولَمْ يكُ في البلادِ ترائبُ غـنَّـى هـواها شاعرٌ أو كاتبُ خـضعتْ لها في الغابرينَ مناكبُ طـلـبـتْ ولبَّى ما تريدُ الطالبُ لَـمْ يـقوَ أنْ يلوي ِقواهُ محاربُ ولـكـم تفانى في هواها الخاطبُ جـذابـةٍ يـعـنو لديها الجاذبُ نـسـمـاتُها ردّدت: جَلَّ الواهبُ لِـمَ كـلّ قَلب في غَرامِكِ ذائبُ؟ جِِـعُـهُ إلـيـكِ مساكنٌ ومساكبُ تَـرَفٍ إلـيـكِ جـدائلٌ وذوائبُ تـحـنـو إليكِ مشارعٌ ومساربُ مِـنْ فـتـنةٍ يُغْرى بِهِنَّ الراهبُ غـالـبـتُـها لكن شذاها غالبُ فـأراهُ يُـكـذبـني وما أنا كاذبُ عَـجِـلٌ يُـقيم وأنَّ قوليَ ذاهبُ عـطـرٍ وكـم تهفو إليكِ مطالبُ والـلـغزُ أنَّ الحلَّ عندكِ غائبُ وجـلالُ وجهك ذاتَ يومٍ غاضبُ وتـضيقُ عندكِ إنْ أردتِ ملاعبُ ويـميلُ نحو حِماكِ وَهْوَ مُجانبُ أَبَـدَ الـزمانِ مَضَارِبٌ ومَرَاحِبُ لِـتُـنَغّصَ الزمنَ الجميلَ شوائبُ حُـبٍّ، وتُغْسَلُ في قُويق متاعبُ وتزولُ في فجرِ الوصالِ غياهبُ أَلَـقٍ وتـسمو في السماءِ مراتبُ حـبـاً تـهـيم بذكرهم وتجاوِبُ فـلـهـم نـقيبٌ عندها ومناقِبُ إذْ كـان فـيـه مـكاتبٌ وكتائبُ حَـلَـبٌ وحَبَّ مراكبٌ ومواكبُ فـالشكرُ في الشهباءِ شيئٌ واجبُ رامَ الـمـحـالَ مشارقٌ ومغاربُ فَلَقَدْ - لعمري- ضلَّ ذاكَ الحاسبُ فلَقَدْ- لعمري- خابَ ذاكَ الغاصِبُ ماضي وحاضرُها الذي هو واثِبُ تَـرْمي المُحاوِلَ بالجحيمِ سحائبُ حَـلَـبَ وحبَّ مراكبٌ ومواكبُ فـالشكرُ في الشهباءِ شيءٌ واجبُ | عجائبُ

