عَلى أنقاضِ عِرضِنا

د. مصطفى المسعودي

يَرقصُ اليَومَ اليَهُود..

د. مصطفى المسعودي

[email protected]

(عرض التلفزيون الصهيوني مشهدا  لفتاة فلسطينية مُكبلة اليدين معصوبة العينين ترتجف خوفا وقداستفرد بها جندي صهيوني في وضع مهين وراح يرقص حولها في انتشاء ودعارة ..وكما العادة لم يحرك المشهد المؤلم شعرة في الضمير العربي الميّت ..لتلك الفتاةأهدي هذا النص احتجاجا على واقع الخزي الراهن )

أرْقصْ..

أرْقصْ يَا ابْنَ اللعْنةِ

يَا ابْنَ النارْ ..

أرْقصْ وَترَنحْ فِي صَلفٍ كالثعْبَانْ

أرْقصْ ..

هَذِي البنتُ المَسْجُونَة ُ فِي قبْوكَ

ليْسَ لهَا أمٌّ ..

ليْسَ لهَا عَمٌّ..

ليْسَ لهَا قوْمٌ ..

ليْسَ لهَا عُنوَانْ..

أرْقصْ هَذِي الطفلة ُ جَاءَتْ

مِنْ دُوَل نضَبتْ فِيهَا ..

قيَمُ الإنسَانْ

فارْقصْ وَترَنحْ بجُنون ٍ .. وَمُجُون ٍ

مِثلَ أمِير ٍ فِي مَمْلكةِ الجَانْ..

أرْقصْ

هَذِي الطفلة ُقدْ قطِعَتْ مِنْ شجَرَهْ ..

وَالشجَرَهْ..

كانتْ أمّة عَزّ ذاتَ زَمَانْ،،،

لكِنّ الأمّة َ صَارتْ فِي أيْدِي حُكام فجَرَهْ

خَذلوا اللهَ..

وَبَاعُوا القرْآنْ

فلِذلِكَ تِلكَ الطفلة ُ صَارَتْ مُحْتقرَهْ

فِي أيْدِي أحْقر سَجّانْ.

*

أرْقصْ ..

يَاابْنَ اللعْنةِ ...يَاابْنَ النارْ

فوْقَ الجُرْح الدّامِي..أرْقصْ

فالعِرْضُ العَربيُّ اليَوْمَ

حُقولٌ هَجَرتهَا الألوَانْ

وَالشرَفُ العَربيُّ غدَا أسْطورَة وَهْم

مَاتتْ مُنذ زمَانْ

*

يَاليْلَ الذلّ القاتِل فِينا ..

هَلْ مِنْ صُبْح يَأتِي بَعْدَ ليَالِينا ..؟

إيهِ صَلاحَ الدّين تألمْ فِي قبْركَ

وَابْكِ بدَمْعِكَ حِطينا

وَتألمْ..

فالجُبْنُ العَربيّ

اليَوْمَ غدَا دِينا ..

فإذنْ مَنْ فِينا ..مَنْ فِينا ؟

يَمْلِكُ أنْ يُعْلِنَ للتاريخ رُجُولتَهُ

وَفحُولتَهُ..

مَنْ فِينا يَمْلِكُ أنْ يُدْلِي لِلتاريخ شهَادَتهُ

لِنرَى إنْ كانَ سَويّاً أْوعِنينا ؟

مَنْ فِينا.... ؟

فبَناتُ الإسْلام أسِيرَاتٌ عِندَ يَهُودٍ

مَعْصُوبَاتُ عُيُون ..يَبْكِينا..

وَيُنادِينا ..وَيُنادينا

وَامُعْتصِم ااااااهْ...

وَامُعْتصِم ااااااهْ...

فيَرُدُّ جدَارُ الذلّ العَربيّ

البَاردِ قهْقهَة ً ..عَرْبدَة ً ..

رَقصاً فِي البَارَاتِ

..سُكراًومُجُونا ..

يَا سُكانَ العَالمْ..

يَاسُكانَ العَالمْ ..

يَا سُكانَ العَالمْ ..هَلْ أبْصَرْتمْ ذ ُلا

أبْكى التلفزيُونا

لكِنْ مَا أبْكى  أشبَاهَ رجَال

قالوا هُمْ للإسْلام الغالِي مُنتسِبُونا

*

وَاااأسَفِي.. أختِي لا أمْلكُ غيْرَ

دُمُوعِي وَقوافِي الشِّعْر البَلهَاءْ

فأنا  ببلادِي مِثلكِ صِرْتُ سَجينا

وَالسّيّافُ يُرَاقِبُنِي ليْلَ نهَارْ

وَعَلى حُنجُرَتِي قدْ وَضَعَ السّكِينا

أسَفِي أخْتِي جُرْحِي يُؤلمُنِي

يُؤلِمُنِي أنْ أبْصِرَ حَوْلِي

العُرْبَ مَلايينا..مَلايينا ..

لكِنْ لانخَوة َ فِيهمْ ..لاغَضبَة َ فِيهمْ

هَلْ يَغضَبُ مَنْ كانوا مَحْضَ عَبيدٍ

عِندَ عَبيدٍ

حَتى لوْ سَمُّوا أنفسَهُمْ بالجَهْر ِ

مُلوكاً َوسَلاطِينا ..؟

أسَفِي أخْتِي ..لا أمْلِكُ غيْرَ

لِسَانِي ..وعَذابَ ضَمِير

بالنار كوَانِي

أوْرَثنِي بُؤساً وَأنِينا

آااااهٍ لوْ أنّ زمَانِي بالرّمْح

المَسْمُوم  رَمَانِي

كنتُ اليَوْمَ بضَاحِيةٍ مَا

فِي هَذا الكوْن المَهْمُومِ دَفِينا .

*

وَيْلاهْ ..وَيْلاهْ..

فكأني أسْمَعُ صَوتَ البنتِ

عَنيفاً كالزلالِ يَشقّ جدَارَ الظلماتْ

يَعْلو ..يعْلو..

يَتخطى قامَاتِ الأقزامِ المُنهَزمينا ..

تنضَمُّ إليْه حَناجرُ كلّ المُعْتقلاتْ

تشكو اللهَ صَمْتَ عُروبَتهَا

وَتصُبّ اللعَناتْ ..

بالرَّجْمِ شِمَالا وَيَمِينا

ترْسِلهَا،

فإذا الأنهَارُ ..

وإذا الأشجَارُ ..

وإذا الأطيَارُ ..

المَذعُورَة ُ فِي الوُكناتْ..

بالهَمْس ترَدّدُ:

آمِينا....آمِينا...