إلى الكَاتِبِ المُسْتَعْبَدْ
23تشرين12010
عبد الله ضرَّاب
إلى الكَاتِبِ المُسْتَعْبَدْ
عبد الله ضرَّاب - الجزائر
الى الكتَّاب المستعبدين لدى الأنظمة الجائرة ، الذين لا يسخّرون أقلامهم وأفكارهم ومواهبهم لنصرة القضايا العادلة للأمّة ، بل يسخّرونها لتلميع الأنظمة البالية الباغية .
قـد هِـمْتَ بالطَمعِ الفاني ففزتَ مـاذا تـفـيـدك أمـوالٌ مـكدَّسةٌ أرْدَتـكَ أرضـا لُـعـاعاتٌ مدنَّسةٌ الـعيشُ عَرْشانِ إنْ رُمتَ العُلا فلكم الـمـالُ يفنى وعرشُ الحقِّ متَّصلٌ لا تـكـتـبـنَّ لـبطنٍ ينتهي أبداً فـالـقول يخلدُ إن كان الهدى هدفَهْ أدرك بـيـانـك إنَّ الـخزي يركبه مـتـى تـتوبون للرَّحمن ويحكمو عيب على الكاتب الموهوب أن تجدهْ كـم مـن أديـبٍ أريبٍ متقنٍ نَجِبٍ أضـحـى كُـليبا مهينا للألى ملكوا إنِّـي لأعـجـب ممن يحتفي شَرِهاً يشقى ويُخزى لأجل الكسب في جلَدٍ ألا يـفـكِّـرُ؟ إنَّ الـموت منطلَقٌ إنَّ الـثـقـافـة تـفـكيرٌ ومعرفةٌ أكـلٌ وفـخـرٌ وكسبٌ شهرةٌ شرفٌ بـه يـعـاني مقالُ الحقِّ إذ حجبتْ بـه يـعاني ذوو الأفكارِ من صلَفٍ بـه أُهِـيـلَ المقالُ الحرُّ في حُفَرٍ يـا بـاغـيَ الـمال بالأقلام مرتديا لـقـد سعيت إلى الإخزاء فاحيَ به إلـى الـمكارم أرنو من على قلمي لا لستُ كالبعض باع الفكر في وطَرٍ يـا بـائع الفكر بالأهواء ماذا جنى | بهلـكنْ خسرتَ خِلال الصّدق إذا نـسـيـت صـفاء القلب والقلمِ فـانـسقت تركضُ كالمجنون كالبُهَمِ عـرشٌ من المالِ أو عرشٌ من الكَلِمِ فـاخـتـر لنفسك عزَّ الحقِّ والقِيمَِ واكـتـب لدينك رغم الجوع والألمِ والـلَّـغـوُ يفنى فناء القشِّ والرِّممِ واصـنع من القول معراجا إلى القِمَمِ مـتـى تـقـومون للإخباتِ والنَدمِ كـالوحش يخبط في الأوهام والنَّهَمِ أردتـه نـهْـمـتُه في الزَّيغ والظُلَمِ رُخْـصًا ونُقصًا وأضحي دانيَ الهِمَمِ بـالـمال جهلا وينسى عيشة الحِمَمِ كـأنَّـمـا نُـسـبـت عقباهُ للعدَمِ لـيس النِّهاية يا من غاص في الوَهَمِ مـا بـالُ بعض ذوي الأقلام كالنَّعَمِ يـرقـى عـلى أمَّة الأقلام كالورَمِ جـدواهُ في الدَّهر كفُّ الشُرْهِ والسَّقمِ يـؤذي المفكِّر في الدنيا ومن صَمَمِ وَوُورِيَ الـقـبرَ قبر الصَّدِّ من قِدَمِ زيَّ الـعـبـيـد إذا عُـبِّدتَ لا تَلُمِ في الهوْن والدُّون تحت الرِّجل والقَدَمِ إلـى الـحـقـيقة والأخلاق والشِّيمِ أضـحى يدسُّ الرؤى في فكرِهِ القَتِمِ يـراعُـك الـعبدُ في ترسانة النُّظُمِ | والكرمِ

