في مِحراب أمنا عائشة
في مِحراب أمنا عائشة
د.عثمان قدري مكانسي
[email protected]
غـربـانُ أهلِ الفسق والفجورِ
ولا مـن الـتـي طارت ترى
نـعـيـبـها ينبي عن امتهانها
تـعـيـش فـي قذارة وعتمة
وتـدّعـي الـهدى وتنسى أنها
* * *
أتـباع موسى بجّلوا وعظّموا
وكـرّم النصارى صحبَ عيسى
وكـان أصـحـاب النبي عندنا
وأمـهات المؤمنين صفوة النسا
مـدَحـهـم ربُّ السموات العلا
يـسـير في ركابهم أهل الهدى
ومـن جـفاهم ضاع في متاهة
تـراهـمُ جـوفَ الليالي سُجّداً
ويـبـذلـون في رضاه ما غلا
ورحـمـة الوداد تسري بينهم
وأمّـنـا عـائـشة رمز التقى
مـثـيـلـة الصدّيق في نقائه
حـبـيـبة الحبيب ، في خبائه
طـهّـرها المولى فكانت عَلَماً
مـن نـالها في إفكه فقد هوى
يـبـوء بـالخزي الذميم خالداً
فـالـطـيـبون مثلهم نساؤهم
ولـن يـضـيَـر شمسَنا ذبابةٌ
فـالـحـقُّ باقٍ ثابتٌ ، وأصلُه
ويـرتـقي نحو السماوات العلا
* * *
نـفـسـي فـداء أمـنا عائشة
مـا زادهـا جهل الجهول فيها
وإفـك شـانـيـها دليل خبثه
والـذهـب الإبريزُ يبقى غالياً
يـا أمّـنـا ، كفاك فخراً سامقاً
وحـبّ مـن أحـبّـه مـصلياًلـيـسوا من الصقور والنسورِ
فـضـلاً لها في سائر الطيورِ
وأنـهـا الـبُـغاثُ في التأثير
مـن نـهجها المنبوذ والمَوتورِ
لـواءُ دُيّـوث عـلـى ماخورِ
* * *
حـمَـلـة الـتـوراة والزبورِ
بـالـحـب والإجلال والتخييرِ
قـمـة أهل الفضل والتقديرِ
لـهُـنّ كـل الـحب والتوقيرِ
فـأعـلى شأنهم على الدهورِ
إلـى الـجنان في رضا الغفور
ألْـقـتْ بـهم في بؤرة النكيرِ
وصـائـمـين في لظى الهجير
فـي سـلـمهم وساحةِ النفير
وشـدة الـبـأس عـلى الكفور
والـشـرف الـرفيع والطهور
درٌّ مـصـونٌ في حمى البشير
قـد رَوِيَـتْ مـن عذبه النمير
فـي سـورة تُتْلى على الدهور
فـي وهـدة الـعذاب والتحقير
كـابـن سلول في لظى السعيرِ
مَنْ مثل طه فى السنا والنور؟
طنتْ بخبث في عمى الديجور
يـمـتـد في الأعماق والجذور
تـحـوطـه الأمـلاك بالتكبير
* * *
ونـفـسُ كـلِّ مـؤمن غيور
غـيـرَالـضياء الساطع البهيرِ
والـخـبث غِلُّ الفاسق الغريرِ
مـهـما اكتوى من حاقد حقيرِ
حـبُّ الـنبيَ الواضح الكبير
وراجـيـاً عـفـواً من القدير