تشظّي
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
يـا صرخة الحزن صاحت فيَّ أحزاني
وكـان صـوتـي صدى أنات مغترب
صــوتي مخاض احتراق كـنتِ نبرته
يـجـتاز أفق الشجا يسري به انفرطت
وغـابـةٌ وجـعـي يفــتضُّ مشتعِلاً
ويـحـفـــرُ الشوكُ في أفياءِ حارتِنا
ومـعـوَلُ الـجـرح في جنبيّ هشّمني
يـمـتـدُّ مِـشْرطُهُ في ضلع أغـنيتي
يـنـسـاب حـشـرجة في رجفِ قبّرةٍ
أمـشـي عـلى قلق أسقى لظى عدمي
مـمـَّنْ وماذا وما قـد جئت سيــدتي
لـمـن أغـنـي ودهـري في قساوته
فـأيـقـظـت رهـقَ الـلاشيء أنَّتنا
إلـى مَ واللـيل يطـوي في غـوائلِه
إلـى مَ والأمـل الـمـكـفوف غادرنا
إلـى م أنـطــرُ للغـــيّاب محترقاً
ومَـنْ أذوبُ لـهـا تـهوى مخاصمتي
عـام وأقـرا عـلى الأبواب ما رسمت
وغـادرتـنـي خطوط الريح وانكسرت
عـام جـديـد وفـيـنـا الحب نزرعه
عـام ونـبـعـي أنا ما زار مزرعتي
عـام وقـلـبـي لـهـا أحرقته شعلا
يـا حـزن نفسي على نفسي فما كسبت
عـام وخـلـت أنـا أنّي سأُوجِــدُها
عـام وخــلـت أنـا التاريخ أصنعُهُ
وبـيـن جـنـبـيّ يختالُ الشجا وطناً
عـام وغـابت بسحب اليأس يا...مقلي
وكـلـمـا ازداد شـوقي صحت ملتهفا
قـرعـت كـفـا بكفٍّ واحتضنت فمي
ولـمـلمت أضلعي خوف التشظي يدي
ورحـت امـسـك فـي أفكار خاطرتي
أمـيـرة الـحـزن بـي طوفان أسئلة
طــوفـان حـبي أنا .يا أنت دمرني
وكـيـف تحـوي بما حملت من وجع
وكـيـف يـا كـيف بي جمر يعابثني
عــام وحـبـي أنـا لا لست أعـرفه
وشـيَّـعــت أحـرفي ذكرى ألملمها
لـوِ اسـتـطـعْـتُ فؤادي كنْتُ أقطعُهُ
أمـيـرة الـحـزن يـا سرا به اتَّقدتْوصـحـت وحـدي .كأنّ التيه ناداني
بـه تـفـيـض على الساحات غدراني
ولـيـس إلاك والأطـلال نـدمـانـي
حـبَّـاتُ دمـعٍِ تُـلاوي خـيط أكفاني
روحـي ويـجـرحُ بـالـموّال بستاني
دربـاً وتُـمْـسكني في الحرفِ أوزاني
يـمـتدُّ عبر دمي في شرْعِ قـُرصاني
فـيـسـتـبـيـح كـما قد شاء ألحاني
وفـي خـطـوط الدجى يحويه حرماني
فـالـخير والشرّ عــندي اليوم سيَّانِِ
حـتـى تـبـاح إلـى المجهول أفناني
يـدقّ ضـلـعي وعسر الحال أضناني
ودغـدغـت رفّـة الأحـلام أجـفاني
روحـاً ويـكـوي بنار اليأس جثماني
وكـفـكـفـت نزفه في الروح نيراني
مـن فـرجةِ الصمتِ والأصداء جيراني
وكـلّ شـيء عـلى اللاشيء عـاداني
كـفُّ الـجـنـونِ تصاريحاً لأشجاني
مـسـافـة الـحـلم في غابات لبناني
فـيـنـبـتُ الـحـب مشلولا بنيساني
فـمـات قـلـبـي ونبعي فيَّ أضماني
حـتـى يـفـوح بـخورا بين أركاني
أِلا الـجـــراح على المأساة ترعاني
وأنَّ فــيها وجـــودي ليس تنساني
فـكـلُّ مـا كـان تـهـريـج لـفنان
وألـفُ نـهـر جـرى في رملِ كثباني
ومـزّعَ الـعـطـش الـمسعور إنساني
وردَّدتْ صـرخةَ الأنفاس عـــيداني
ورحــت أخـفـي نزيفا طيَّ شرياني
بـها مسكـت وسيف الصبــر أدماني
كـيـمـا تـيـه بسطر الروح عنواني
وفـيّ غـاصت لحــدِّ النصل سيفانِ
فـكـيـف تـسـتر أضلاعي لطوفاني
كـل السطـور ويحوي الحـزن ديواني
ولـسـت أسـطيع بي كـتـما لكتماني
وبـيـن عـيـنـيه قد ضيعت أوطاني
وكـنـتِ مـنـها ونزفي كان سلطاني
لـكـنـمـا فـيـه أنت وانتهى شاني
نـارُ الـهـموم .فكوني نبض شرياني