العدل

نوري الوائلي

العدل

الطبيب: نوري الوائلي

مؤسسه الوائلي للعلوم

[email protected]

الحكيم نوري ملا الوائلي

نشرت قصيدة بعنوان عصاة في يوم الفصل ونقلت صور لأهل المعصية يوم الحساب وما يلاقونه من عذاب. وقد أعترض احد القراء في تعليقه وتسائل لماذا كل هذا العذاب والترهيب والتخويف يوم القيامة فأجبته بهذه القصيدة:

يـا مـن سـألتَ لمَ العظيمُ يعذّب iiُ
هـل  يـستحقّ الظالمون جهنّما ً ii؟
فـأقـولُ مـهـلاً إن ربـك iiعادلٌ
قـد بـيَّـن الـنـجدين إمّا iiبالهدى
لـلـناس  قد وهبَ العقولَ مَداركا iiً
فـالـكونُ  يحوي للصفات نقائضا iiً
هـذا  كـفـورٌ ذاك يـعـبدُ واحداً
مـا  كـانَ ربُّـك لـلـمسئ iiمُعذّبا
أو كـانَ ربُّـك لـلـنفوس iiمُحاسباً
أو  كـان يُدخلُ من عصى في iiناره
هـذي  صـفـاتُ الله لا بدعا ً iiبها
منْ  يعص رب الكون يُصبحُ iiجاحداً
فـعـذابُ  ربّـك لـلـمُسئّ iiعدالة
أو كـان حـتّـى لـلإنابةِ رافضا iiً
هـذا كـلامٌ يـقـصدُ الذكرى iiولن
مـا  قـلـتُ إلا من كتاب ٍ مُحكم iiٍ
لا  بـاطـلاً يـحـوي ولا مُتخلفا iiً
ذكّـرْ  فـان الـذكـرَ ينفعُ مؤمنا iiً
مـا  نـحـنُ فيه من ضياع نفوسنا
يُـعـزى لـبُعد ٍ عن هداية ِ بارئ ٍ
لـن  تـسـتـقـيـمَ حياتُنا إلا iiإذا
فـلـذا  يُـعـذّبُ للمعاصي مُذنبا iiً
الـذنـبُ شـرٌّ في النفوس iiوحولها
وثـوابُ خـيـر ٍ عند ربّك iiعشرة
مـن يعمل الخيرات يُصبح حاصدا ً
مـا أعـظـم الطغيان في نفسٍ iiإذا
لـن يـنـفـعَ الباري عذابُ iiعباده
هل يستوي من عاشَ يسجدُ مُصلحا ً
فـي الـنـاس أصنافٌ بعدل iiحقّهم
الـظـالـمـون  الجاحدونَ فما iiلهم
مـا أكـثـر الـناس اللذين iiلظلمهم
كـثـر  الـخـليقة تستحقُّ iiعذابها
فـي  الـنـاس ِ ظلّام وربّك ما iiلهمْ
































عـبـدا  ً بـنـيران ٍ تدومُ iiوتَلهب
أو  يـخـلـدون بها ولا يتطبّبوا ii؟
حـكـمَ الخلائقَ منصف لا iiيَغصب
تـبـقـى  وإمّـا لـلضلالةِ iiتَذهب
الـحـقُ يـبـزغُ والضلالةُ iiتغرب
هـذا  قـبـيحٌ , ذاك حُسْنٌ iiيُعجب
هـذا غـروبٌ ثـم فـجـر iiيُنجَب
لـو أنّـه صـدقـا ً لـعفو ٍ iiيطلب
لـو انـهـا لـلـخير دوما iiتَرغب
لـو  كان في العصيان حُسناً iiيُكسب
أو كـان مـنّي ما يُضيفُ iiويشطب
لـكـريـم  فضل ٍ لا يُعدُّ iiويُحْسب
إن  كـان لـلآثـام ِ عـمْداً iiيَقرب
رغـمَ  الذنوب الى المحاسن ِ iiتُقلب
يـرمي النفوسَ الى مخاوف iiتُرهب
قـرآنُ ربِّـك لـلـصـلاح iiيُحبّب
فـهـوَ  الـسلامُ الى الحياة iiوأنسب
والـمـشـركون  بغيّهم قد iiأحَجبوا
وخـراب دنـيـانـا وظـلم iiيَغلب
وظـهـور  أفـكار ٍ تُزيغُ iiوتُخْرب
اللهَ  نـتْـبعُ , في المحاسن ِ iiنُسهب
فـهـيَ  الـعدالةُ لا تضيعُ iiوتُسلب
لـكـنّ نـسـيـانَ الإنـابة iiأذنب
فـهـو  العطاء مضاعف لا iiيُحجب
زرعـا ً بـأرض ٍ ماؤها لا iiيَنضب
حـكـمـتْ  بـحُكم ٍ للإله مُغضب
لـكـنّـه  لـلـظـلـم لا iiيتسبّب
مـع مـنْ يـعـيشُ كمفسد يتذبذب
أن  يُـدخـلـوا ناراً ولن iiيُستعتبوا
مـن نـار ربّـك والسلاسل مَهرب
صـاروا  وقـودا ً في جهنّم iiكبكبوا
وزيـادةً  , فـالـظلم ُ شركٌ iiمُنكب
غـيـر الـسـعير عقوبةً لا iiتكذب