مأساةُ شاعر
04أيلول2010
مصطفى الغلبان
مصطفى الغلبان
أبـدعتُ من درِّ القصيدِ نوادرا ... ونزعتُ من قلبي الصغيرِ إحـسـاسـي المسروقُ كم عانيتُ كي ... يرتدَّ حرًّا مُشرقاً و مُبشِّرا نـصـطـادُ ألـفـاظاً لنبلغَ سعيَنا ... ونجاملُ الكُبَراءَ حتى نظهَرَا ونُـخـيـطُ ثـوبًا للزعيمِ لنرتقي ... لكنْ وعُذراً ما فقِهْنا الجوهرا فـمـتى يُفكُّ لجامُ أحرفِنا التي ... صرخت متى الميعادُ كي أتحرَّرا لا شـكَّ أنَّ الـمـدحَ فنٌّ ساحرٌ ... إن كان موزوناً ويَسردُ ما يُرى لا أن يُـحـسِّـن كـلَّ قُـبحٍ بُغيةً ... أن يرتقي عندَ الأكابرِ مِنبرا أو أن يـنـالَ دراهِـمَ السُّلطانِ في ... عهدٍ تقادمَ في السنينِ وأدبرا قُـل مـا تشاءُ من المديحِ بحكمةٍ ... ودعِ التذبذُبَ كي تعيشَ مُقدَّرا لا تـنـفـعُ الـخـيـلاءُ عند ندامةٍ ... فزنِ الكلامَ مرتَّباً ومُعطَّرا خَـانـوا دمَ الكلماتِ لمَّا أفسدوا ... الأرواحَ منها واستحبُّوا المظهرا لـم يـفـطِـنـوا لـنـقـائِها وبهائِها ... لكنَّهم يستعذبون المَنظرا جـعـلَ الـمُحرَّمَ كالمحلَّلِ بعضُهم ... ظنَّ الخؤونَ مناضلاً ومظفَّرا تـبّـاً لـمن خانَ القصيدَ بوصفِهِ ... زُورًا بأنَّ الفأرَ أصبحَ حيدرا يـتـنـطَّـعـون ويـكتبون تفاخرًا ... يتقمَّصون وينظِمونَ تكبُّرا يـتـسـرَّعـون بـوصفِ مجدٍ زائفٍ ... ويُبالغونَ تنطُّعاً وتهَوُّرا يـتـربـعون على أرائكِ حاكمٍ ... ويسطِّرون له القصيدَ المُزهرا لا خـيـرَ فـيمن يكتبون لحاجةٍ ... في النفسِ ترمي بالدنوِّ مُطهَّرا كـلا ولا مـن يـوصـفُ الـملحَ الأجاجَ ... بزعمِهِ أن فيهِ السُّكَّرا أفٍ لـمـن خـطَّ الضلالَ تبجُّحاً ... يبني جسورَ الوهمِ حتى يعبرا لـطـريـقِ شهرتِهِ المحاطِ بعارِهِ ... ما فازَ فيما باع ذلك واشترى لا يـنـفـعُ القولُ السليبةِ روحُهُ ... إنِّي دعوتُك يا أخي كي تشعرا أنـقِـذْ مـصـيرَك من هلاكٍ قادمٍ ... واخلع قيودَ الذلِّ كن متحررا إنِّـي نـصحتُك فاستجب لنصيحتي ... حسبي بها ألا أكون مقصِّرا الشعرُ في شرعي قلوبٌ تحتوي ... الأزهارَ منها الطيبُ صدقًا أزهرا وتـفـاؤلٌ يـبـقـى يـنيرُ دروبَنا ... ومنارةٌ بالعلمِ تهدي الحائرا وإغـاثـةٌ وسـمـاحـةٌ وطـهـارةٌ ... وتدبُّرٌ لك إن أردتَ تدبُّرا لا سـلـعـةً في سوقِ وغدٍ سافلٍ ... هي لا تُباعُ مؤكَّداً لا تُشترى أبـيـاتُـنـا كَـلٌّ عـلى هاماتِنا ... فمتى نعي ما صَحَّ أن نتهوَّرا شـكـرًا لمن أحيا القصيدَ ليقتفي ... ما جاءَ فيهِ السابقونَ من الورى شـكـرًا لمن أدَّى الحقوقَ وصانَها ... شكرًا لمن غرسَ النقاءَ ليُثمرا بـأولـئـكَ الـشـعـراءِ نبلغُ سعيَنا ... بعيونِهم عزٌّ لنا أن نبصرا أرواحُـنـا فُـرُشٌ مُـمـدَّدةٌ لـهم ... في كلِّ شبرٍ بالمدائنِ والقرى لـلـشـاعـرِ الـحـرِّ الأصيلِ بطبعِهِ ... منَّا الوفاءُ مربَّعًا ومُدوَّرا يـا كـلَّ من وُهِبَ الحروفَ أمانةً ... كن أهلَها حتى تذوقَ الكوثرا لا ضـدَّهـا ونـقـيضَها و غريمَها ... في كلِّ مَنقبةٍ تُبدِّلُ ما جرى لـك أو عليك ستصبحُ الأشعارُ لا ... تكنِ المفرِّطَ بالسُّطورِ ومُنكِرا مـيـزانُ عـقـلِ الـمرءِ في أقوالِهِ ... فقلِ القصيدَ مؤثِّراً ومُعبِّرا لـتـظـلَّ ذكـراكَ الـبهيةُ منبعًا ... للخيرِ يجري بعد موتِك أنهُرا | بيادرا

