غزة قبل الانفجار

م. محمود الرنتيسي

غزة قبل الانفجار

م. محمود سمير الرنتيسي

قبل انفجاركِ يا مفجّرة الجدارْْ

طفنا بداركِ

فانحنت شمس النهارْ

وعلى غباركِ

أقبلت من كل ناحيةٍ

لتلثم ما تراه وما حواهُ من الفخارْ

قبل انفجاركِ يا مفجرة الجدارْ

سجدت جباه العاشقين على الثرى

لتعانق المجد القديم مع الأباة على الذرى

وتحالفت شمس الإباءِ

مع التراب

مع الورى

ليثور من عمق الجراح شعاعنا

وتغير في دفق الرماح سباعنا

فشراعنا

متجذرٌ بسفينة الأحرار قد ألف المسارْْ

وقلاعنا قد أقسمت عهد الصمودْ

فلا سلام مع اليهود ولا حوار

مع الخنازير القرودْ

هذي قلاع المؤمنين

فلن يهددها الحصارْ

قبل انفجاركِ يا مفجرة الجدارْ

وعلى حصارك أنت صاحبة القرار

وعلى جراحكِ من سلاحكِ قد أتى

وكأنه وجه الفتى

متألقا متهللا متعملقا

ويزف بشرى الصابرين بالانتصارْ

قسما بربك لا حوار مع اليهودِ

ولا اعترافْ

ما دمت صابرةً فلن يغزو

منابع العز الجفافْ

سيظل يصدح في الدنى صوت الهتافْ

ويدين صمتا قد أصاب بني منافْ

أولا يرون دماء غزتنا تسيلْ

أولا يرون رضيع عزتنا قتيلْ

ما من سبيلْ

فالذل في عرْبي نزيلْ

ولا أرى

في الأفق يوما جذوة الإفك تزولْ

إلا ببركان يثورْ

ولن تعود إلى بوادينا الزهورْ

إلا ببارقة انفجارْ

فلك التحية والفخارْ

بشراكِ غزة بانتصارْ

قبل انفجارك لا شعور

فلتلبسي ثوب الريادة والقيادة

ولتحسمي كل الأمور بلا هوادة

فبنو الفوارس كلهم عشقوا الشهادة

ومضت قلوب الواثقين بربهم وتعلقت أرواحهم

تبني محاريب العبادة

قومي استعدي لانفجار

ركب المقاوم مسرعا فجرا جواده

وتذكري

أن انفجارك لا يكون بلا حصار

يا حبذا لو كان صوت الانفجار

يصغي له أهل البسيطة في البحار وفي المدائن

والفيافي والقفار

 

يا حبذا لو كان لغمك نازفا بدل الشظايا

للورى زهرا ووردا كي يكون لنا شعار

هي غزة هي عزة وهي المنار

قبل انفجارك لا خيار

بشراك غزة بانتصار

بشراك بشرى الصابرين يزفها

خير العباد

يدعو إلى خيل الجهاد

ويعود يعلن في يقين يا سراقة

لا تخن ولك السوار

لا تخن ولك السوار

لا تخن ولك السوار