ثبورٌ بل هوانٌ لا يهون
محمد عبد الرحمن باجرش
bajaresh@pbad.sbg.com.saثـبـورٌ بـلْ هوان ٌ لا يهونُ
أتـى لـيـلٌ بـلـيلٍ بعد ليلٍ
ضوت في جُنْحِهِ الآمالُ كََلْمَى
مـسـلـسـلةٌ سواعدُها بذلٍ
تـخـلَّـعت القلوبُ وما عليها
أ فـي الـقرآنِ تَلتصقُ الدنايا
أ أرضُ اللهِ صـبـراً إنْ بُلِيتِ
وقـد مُـلأتْ بقاعٌ منكِ جوراً
وتـلـك النارُ تسري في هشيمٍ
غدى داعي الهُدى يُدعى ضليلاً
وتـلـك الرحمةُ العظمى وبالاً
حـبـيـبُ اللهِ إنَّـا قـد بُلينا
أتـى فيه الرضيعُ فطيمَ عصرٍ
وأهـلُ الـعروة الوُثقى تَوَانَوا
زمـانٌ إن طُـعـمنا أو كُسينا
وأمـسـيـنا كجذعٍ ذي خوارٍ
رجـالاتٌ مـفـكـكة عراها
تـمـنـيـنا على اللهِ الأماني
وإن ثُـرْنـا تَفَجَّرْت الشجونُ
وعُـدْنـا لا تـرشِّدنا الرزايا
فـهـل من موقفٍ يؤتي ثماراًتـقـلـبه الحوادثُ والسنونُ
ومـا فـجـرٌ يـلوحُ لهُ أُذونُ
تـنـازعُـها الفواجعُ والمنونُ
وبـالآلامِ تـمـتـلئُ العيونُ
إذا فـاضتْ بما تَدْمي الجفونُ
وفـي المختارِ تُنتَهكِ الحصونُ
عـلـى كـرهٍ فقد عقَّ البنونُ
ونـاراً مـن مجامرها الأتونُ
وحولَ البيتِ تصطرخُ الحجونُ
ونـورُ الـحقِّ تغْمِطُه الظُنونُ
أَمَـا والله قـد جُـنَّ الـجنونُ
بـقـرنٍ فـيه تحتارُ القرونُ
مـراضعُهُ الفواقر ُ و المجون
وأهـلُ الذِمَّةِ العُظمى يَخونوا
فـبـالإذعـان تـتبعُهُ الديونُ
وفوق الجذعِ ترتعشُ الغصونُ
وبـالـحسرات تندلق البطونُ
ومـا الإيـمانُ بالدعوى يكونُ
وطـارت في تَفَجُّرِها الشؤونُ
وأمـواتـاً يـكـبلنا السكونُ
"نـكـون بهِ وإمَّا لا نكون ُ"*
* * هذا الشطر مقتبس المعنى - للمناسبة- من شعر ( باكثير رحمه الله تعالى)