يا رغيف الخبز

د. شفيق ربابعة

يا رغيف الخبز (1)

د. شفيق ربابعة

قسم العلاقات العامة والإعلان

كلية الإعلام / جامعة اليرموك

[email protected]

يـا رغـيـفَ الخبز ما هذا الجفاء ii؟
كـيـف  تنأى يا رغيفَ الخبزِ عنا ii؟
كـنـتَ  عـونا لذوي نحفٍٍ iiوضعفٍٍ
يـا رغـيـفَ الـخـبز، والله افتقدنا
كـنـتَ  تـأتـيـنـا هنيئا iiسلسبيلا
صـرتَ حُـلما يا رغيف الخبز iiيكفي
قـد  غـدا ذكـرُكَ شـؤمـا iiيعترينا
يـا  رغـيفَ الخبز، أنَّى نلتجي؟ [2]
قـد نـصـومُ الـدَّهرَ، يوما بعد iiيوم
سـوف نـحـيـا دون ذلٍٍّ لـو خُذلنا
سوف نحيا يا ابن آبِ القهر[3] جوعي
قـد بـعُـدنـا عنكِ يا ارضَ iiالجدود
إنـهـا الأرض تـركـنا, بل iiهجرنا
فـصـدمـنـا  فـجـأة والناس تلهو
إنًـهـا قـطـرةُ غـيـث من iiغزيرٍ
ذات  يـوم جـاءنـا قمح رمادي ii[5]
بـعـد  تـبـريـرٍ وتـعـليلٍ iiتبدََّى
ف_ـازدردن_ـاه, وزاد الأه_ـل ودا
وطـلـبـنـا  كـلً مـا نحتاج iiمنها
ارفـعـوا  الأيـدي وقـولوا يا iiإلهي
كـل شـيء وارد مـنـهـا iiيـزكَى
نـاصـروا أعـداءنـا من دون iiقصد
دولـة ال"veto" الـمـعـادي iiديـننا
أمـريـكـانـي جـلَُّ مـايأتي iiذرانا
يـارغـيـف الخبز، يابن iiالأمريكاني
يـا  بـنـي قـومي، أفيقوا في زمان
افـلـحـوا  الأرض مرارا iiوازرعوا
ازرعـوا  الـوعر عفيرا بحبوب [6]
فـرغـيـفُ  الـخبز ما عاد iiرغيفا
يـا  رغـيـف الخبز، هذا منك iiغدر
لـم يـعـد فـيـنـا وداد, لست iiمنا
قـد تـكـشَـفـت عـدوا iiفـهـنيئا
فـوداعـا  قـد نـأيـنـا عنك iiقسرا
لـسـت مـنـا يـا رغيف الخبز iiإنا

































عـهـدُنـا  ودٌّ وقـربٌ والـتـقـاءُ
كـيـف تـرضـى إن يدانينا iiخُواءُ؟
أنـت لـلأطـفـال إن "ونُّـوا" iiدواءُ
كـلَّ بِـشْـرٍ وسـرورٍ، مـا iiالبلاءُ؟
ثـم  أمـسـيـتَ عصيًَّا، ذاك iiشاءوا
عُـد إلـيـنـا, لـكَ مـنـا iiالإنتماء
وكـذا  الـطـعـمُ تـلاشى، iiوالغذاءُ
طـفـحَ الـكـيـل, وغـشانا iiابتلاءُ
أو  تـبـاعـا, لـيـس في هذا iiفَناءُ
لـن  يـمـوتَ الـعزمُ لو عمََّ iiالغلاءُ
وتـرابُ  الأرض يـنـبـتـه الغذاءُ
واعـتـمدنا قمح " zero" وهو داء[4]
واعـتـقـدنـا أنََّـهُ جـاء iiالـرَّخاءُ
بـعـد أن نـاموا طويلا، هل iiأفاءوا؟
وبـدايـاتُ صـعـابٍ, لا iiاكـتـفاءُ
فـيـه  جـرذان, أطـعمي أم iiشُواءُ؟
مـن  أُغـيـضوا, ربَّما الفهمََ iiأساؤوا
لأمـيـركـا, كـلُّ مـا يـأتي iiشفاءُ
إنَّـهـا الـخـلٌ, لـهـا المِعدُ iiالفداءُ
احـفـظ الـخـلان، أمـريكا الرَّجاءُ
بـامـتـنـان,  ولـهـا مـنا iiالثناءُ
فـاعـذروهـم,  ذاك خِـل ٌّلا، iiعِداءُ
ولـذا الـردُّ اشـتـيـاق, أو iiإخـاءُ
فـضِّـلَـوهـم,سـاعـدوهم,ذا iiوفاءُ
إنـنـا  نـهـوى الذرى,أنت iiالوجاءُ
سـاء فـيـه الـحال، بل زاد iiالشقاءُ
حـبُّـهـا حَـبٌّ؛ ويـعـشقه iiالشتاءُ
وكـذا  الـسـهـلَ فـسـيان السواءُ
بـل أمـان, كـلّـمـا يـغلو iiاستياءُ
وخــصــامٌ وارتـدادٌ iiواعـتـداءُ
لا تـسـلـنـي بـعد هذا ما iiالجفاء؟
لـك يـا خـبـزُ، أنـاسٌ iiأغـنـياءُ
لـسـتَ مـنـا, إنـنـا قـوم إبـاء
مـنـك بـعـد الـيوم ما عشنا iiبراءُ

               

[1] .ارتفع ثمن كيلو الخبز من 75 فلس إلى 250 فلس دفعة واحدة مما أربك كثارا من الفقراء في الأردن.

[2] .الشاعر يخاطب رغيف الخبز مجازا , ولكن المقصود صانع القرار آنذاك .

[3] . شهر آب , الشهر الذي فيه تم زيادة أسعار الخبز بأنواعه المختلفة.

[4] .القمح المستورد هو الذي يملا الأسواق وأصبح القمح البلدي والطحين البلدي من الندرة, بعد أن كان العكس سابقا.

[5] . تم استيراد باخرة من القمح , وكان مكسوا بالجرذان , كثر حولها الحديث , ولكن في النهاية التهمت بعد أن عز البديل.

[6] . العفير نوع من أنواع الزراعة, بحيث تتم حراثة الأرض قبل تساقط الأمطار وارتوائها.