نداء في رهبنة الصمت

عبد الزهرة شباري

عبد الزهرة لازم شباري

[email protected]

منذ سنين تناءت رماح العشيرة

واستفاض الحنينْ ،

وغّيّض ماء الفرات إلى ضفاف

الجزر النائية متعباً..

بفيض الأنينْ ،

وماج المساء بفرط  حزينْ ،

والعيون..

والعيون يا صاحبي

 التي أفحمت رموشها

وخز الإبر وبراكين الدماءْ ،

تجلت مرهونة بنقيق الضفادع

في برك من مزارع باتت خواءْ ،

عمدت راكضاً عبر الضفاف

ولكن سيوف بنو قومي ..

أحالوا ركضي نحو القوارب المثقوبة..

قطّعوا أشرعتي في مهب

 الريح وصالْ ،

وباتت ذوائب حبيبتي

نهب جدالْ ،

وأنا بين ثناياّ الموج أبكي

تطاردني أحلام الأمس

 وسهام الحبيبة تمخر الفؤاد

 وفيض المساءْ ،

أصيح بنو قومي

يا لتغلب أين الرماحْ ؟

بالأمس باتت سجاياكم

فوق الأسنة .. وفوق البطاحْ ،

تمدون الضفاف ومرايا العيون

في ذي قار ووادي الجليلْ ،

فمن أين جاءت رياح اليهود

وهمّت جدالاً بوادي النخيلْ ؟

وما زلت يا تغلب..

تعاني وقومك شظايا الأسنة

ووهج الطلولْ ،

هذه خيولكم أرهقتها الأعنّة

بين المجد والضياعْ ،

وتغلب الخيول..

تزاحم أسنتها بنو نزارْ ،

وتحلب النياق ..

تحت أشعة النخيل

بلا ستارْ ،

قالوا ينابيع العيون في

صحرائكم أفلتْ ،

وانحدرت مياهها تحت الصخورْ ،

والقائلون عالم غريب !

في أسفاركم يقتل الصغارْ ،

وحدقة من العيون تلهث

وراء فاتحة النذورْ ،

فالتنكفي يا تغلب

النذورْ ،

والتنجلي من زفرتي

واقدة البخورْ ،

في عالم يحيى على أنقاض

عالمه المكسورْ ،

على ضحايا فجر أغنيتي

وقلب من فخارْ ،

فالتنجلي يا صاحبي من سقف

عشتنا العناكب والغبارْ ،

والتحتمي يا تغلب الرماح

من عربنا أو نهزم التتارْ ،

من قال أن مائنا حصارْ ،

لكنما يا تغلب الخيولْ ،

وقبل أن نفيقْ ،

باتت ضحايانا تعربد

في خمولْ ،

لكننا يا صاحبي ..

مهما تأود مائنا .. 

سنحترق سيراً على الأقدام

 فاتحة العراقْ ،

لأننا من حبنا نحيا

ونمتهن العناقْ !!!