تخميس لقصيدة "ابن الفارض"
تخميس لقصيدة "ابن الفارض"
زدنى بفرط الحب فيك تحيرا
أ.د. محمود السيد داود
أستاذ السياسة الشرعية المشارك
بجامعة البحرين وجامعة الأزهر
لابن الفارض الصوفى المشهور قصائد رائعة فى التصوق وما عرف بالعشق الإلهى، وكان ديوانه من أول الدواوين التى وقعت فى يدى، وكنت أعشق قراءة أشعاره وقصائده، ومن هذه القصائد التى سيطرت على مشاعرى فترة طويلة وكنت أهيم بها ، قصيدة " زدنى بفرط الحب فيك تحيرا " ، ولفرط أعجابى بها عملت على تخميسها ، وذلك بأن أجعل كل بيت منها فقرة مكونة من خمسة أشطر، وهذا يعنى زيادة ثلاثة أشطر على كل بيت ، وكانت كما يلى :
تخميس لقصيدة " ابن الفارض "
زدنى بفرط الحب فيك تحيرا
قلم السماء قضى على وسطرَ
ألا أنام بكم وأبصر ما جرى
وأقول إن أبصرت وردا أحمرا
زدنى بفرط الحب فيك تحيرا
وارحم حشا بلظى هواك تسعرَ
***
أضحت عظامى فى هواك دقيقة
وغدت عيون القوم فى رقيقة
فإذا سألتك أن تفرج كربة
وإذا سألتك أن أراك حقيقة
فاسمح ولا تجعل جوابى لن ترى
***
صد الأحبة من حقيقة دأبهم
ولذاك يشكو العاشقون لربهم
وإذا منعت من الدواء وما بهم
يا قلب أنت وعدتنى فى حبهم
صبرا فحاذر أن تضيق وتضجرَ
***
عينى بطيف خياله ملئت به
وكفى فؤادى أن يدق بقلبه
وأقول إن مات الفؤاد بحبه
إن الغرام هو الحياة فمت به
صبا فحقك أن تموت وتعذرَ
***
قلبى وما ملكت يداى له وطن
وإذا أحب فما يشاء له سكن
ونفيت لوم العاذلين بلا ولن
قل للذين تقدموا قبلى ومن
بعدى ومن أضحى لأشجانى يرى
***
قلبى يكاد من الصبابة يصرع
ونحول جسمى فى الهوى لا يشفع
ويلذ لى أنى بموتى أرفع
عنى خذوا وبى اقتدوا ولى اسمعوا
وتحدثوا بصبابتى بين الورى
***
سرى مذاع إن أطال فراقنا
والعين تدمى إن أحست بيننا
وإذا التقينا كدت أخفى أمرنا
ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا
سر أرق من النسيم إذا سرى
***
الشمس لما أشرقت قد خلتها
مثل الحبيب إلى حين رأيتها
فلقد أضاء بإصبعين المنتهى
وأباح طرفى نظرة أملتها
فغدوت معروفا وكنت منكرا
***
عم الجمال وكان من أوصاله
والزهر إن يزهو فبعض دلاله
وعجبت نحوى من شديد فعاله
فدهشت بين جماله وجلاله
وغدا لسان الحال عنى مخبرا
***
العين كم أسرت بطرف لحاظه
والناس كم فتنوا برؤية خاله
ومشاعرى صهرت على وجناته
فأدر لحاظك فى محاسن وجهه
تلقى جميع الحسن فيه مصورا
***
سمع الفؤاد مع الملائك سورة
والناس من حسن بدت مبهورة
لكمال من يتلو غدت مأمورة
لو أن كل الحسن يكمل صورة
ورآه كان مهللا ومكبرا