الجذور الطافية
03أيار2008
فيصل بن محمد الحجي
فيصل بن محمد الحجي
تـعـدو لِـتـسعدَ.. والسعادةُ تَعدو هـذا الـرحـيلُ حفيدُ أسفارٍ خلتْ فـي (الـنـقلِ) بُعدٌ أو دُنوٌ للفتى ونـسيرُ في الصحراءِ عُرْباً.. إنما مـا لـي على وجهِ البسيطةِ ملجأ ورفـاقُ دربـي في البلادِ تناثروا وحُـداةُ دربـي قـد تفرّق شملهم والـريـحُ تعصفُ بالسفينةِ.. بينما وضـيـاءُ شـمـعـتـنـا ما لهُ وجـذورُنا في الأرض طافيةٌ.. فلا تـهـوي إذا عبثَ النسيمُ بجذعها ولـكـم تـقرَّحَ ساقها وذراعُها..! ولـكـمْ تـمـرَّغتِ الكرامةُ بعدَما كـنـا بـوحـدتَـنـا كأيكةِ غابةٍ عَـدَتِ الـذئابُ على شتات قطيعنا فمنِ الذي يَحمي القطيعَ من الردى وأولو النُّهى يتخاصمونَ مع النُّهى أعـداؤنـا مـتـوحِّـدونَ.. وإننا إنّ الـقـلـوبَ من التآخي أقفرتْ واغـتالَ حبُّ الذاتِ رَوضَ إخائنا واسـتـعبدتْ أهلَ الصلاحِ مظاهرٌ لا تـرقـبَـنّ هـطولَ غيثٍ فوقَنا فـبـدونِ تـقوى اللهِ ما من رَحمةٍ وقـضـاءُ ربـي في الخليقةِ نافذٌ * * * يـا مـعشرَ الأيتامِ في دربِ الشقا إنـي يـتـيـمٌ مثلُكم.. ومشاعري ولـنـا مـصيرٌ واحدٌ.. فتعاطفوا وتـحـرروا مـن كـل قيدٍ غاشِم هـيا اصرفوا عن كل وهمٍ زائفٍ مـا ضـرَّ قافلةَ الهُدى في سيرها فـإلامَ نـرتشفُ السرابَ.. ودربُنا ودلـيـلـنا ينهى ويأمرُ.. صارخاً ومـخـازنُ الأعـمـارِ كادَ مَعينها أسـفـي عـلى زمنٍ نُضيعهُ سُدىً فـتـكـاثـرُ الـرايات تيهٌ سافرٌ نـبـنـي جسوراً موصلات للعِدا هـذا هدى الرحمنِ أينَ أولو الهُدى هـذا هـدى الرحمنِ فاعتصموا به أهـلُ الـعـقـيدةِ بالعقيدةِ عِزُّهم ومـع الـعـقـيـدةِ أُلفةٌ وتناصرٌ هـيـا اهدِموا هذي الحواجزَ بينَكم وتعانقوا وتوحّدوا.. فعلى رُبا التَّـ وبـدونـهِ سـنـظلُّ أيتاماً.. وفي وأظـلُّ أرحـلُ في المجاهلِ تائهاً لـكـنـنـي سأظلُّ ألجمُ دمعتي.. هـذي الطريقُ عواصفٌ وزلازلٌ وطـنـي الذي فارقتهُ لا عن رضاً والـصـحـبُ لمّا فارقوني أوغلوا هي دعوتي وعقيدتي –مهما جرى- فـالـقـلـبُ لا يَـحيا بغير أُخوّةٍ فـي كـلِّ شـريـانٍ نما حُبٌّ لها * * * يـا ربُّ إن جأرتْ حروفي تشتكي فـاغـفـرْ إلهي ما جنتهُ جوارحي لا يـنـطفي أصلي ونورُكَ مُشرقٌ | والـسـعدُ ضاعَ.. ومبتغاكَ وأبٌ لأسـفـارٍ سـتـأتي بعدُ..! لـكـنّ كلَّ الأرضِ عندي بُعدُ..! ثـوبـي هـمومي.. والفواجعُ بَردُ أمـنٌ.. ولـو أنَّ الـمـهاجرَ لَحْدُ كـرَمـادِ نـارٍ.. والعواصفُ نكدُ كـلُّ هـذا: إنّ اتـبـاعيَ رُشدُ..! أربـابُـهـا بـنـزاعهم قد جدّوا فـي نـيّـةِ الأعـداءِ إلا الـوأدُ تَـسْـري خلال الأرضِ.. أو تشتدُّ وصُـروحُـهـا بـسـهـولةٍ تنهدُّ ولـكـمْ تـعفرَ في الترابِ الخدُّ..! كـانـت عـلى هامِ الذُرا تمتدُّ..! لـمّـا تـفـرقـنـا أتانا الحَصدُ والـخـطفُ أوهى جمعهُ والصيدُ إن نـامَ راعـيـه وسـادَ الوغدُ؟ فـتلومهمُ: (ما هكذا يا سعدُ)..!(1) أعـداءُ وحـدتـنـا الـتـي نعتدُّ مـا بـيـنَ أشـواكِ التآخي وردُ وبـمـذبـحِ الـدنيا يموتُ الزهدُ تـفنى.. أغابَ منَ الأماني الخلدُ؟ مـهـمـا الـغمامُ بَدا.. وأزّ الرعدُ تـغـشـى الذي أضنى قواهُ الجهدُ لابـدَّ مـمـا لـيـس مـنهُ بُدُّ..! * * * لـقـوافـلِ الأيـتـامِ حيكَ الكيدُ كـشـعـوركـم فـي خيبةٍ ترتدُّ لـيـشـدَّ مـا بـينَ القلوبِ الودُّ لا يـوهِـنُ الأحـرارَ إلا الـقـيدُ هـذي الـوجـوهَ.. فكلُّ وهم سَدُّ (عَـمـرو) يقودُ زِمامَها أو (زيدُ) نـهـرُ الزمان.. ولا يَبينُ الوردُ؟ سيروا على درب الأماني.. شدّوا! يَـفـنـى.. وشمسُ غروبها تسودُّ فـي الـتيهِ نخبطُ حينَ جدَّ الجِدُّ..! فـيـه يـضـيعُ مقامُنا والجهدُ..! ونـهـدُّ جـسـراً بـيـنـنا يمتدُّ والـنـورِ يـا إخوانُ؟ أينَ الجندُ؟ وذَروا شـمـوعـاً نورُها لا يَبدو بـسِـوى الـعـقيدةِ لا يَعِزُّ الحشدُ ومـتـى تـناصرتم تسامى المجدُ مـا بـيـنَ إخـوانِِ الـعقيدةِ حَدُّ ـوحـيـدِ أطـيـارُ التهاني تشدو بـاب الـلـئـامِ الصفعُ ثم الطردُ والـقـلـبُ يشويه الأسى والوجدُ والـصـبرُ يحلو حينَ يحلو الحمدُ لـم يـبـقَ فوقَ الدربِ إلا الجلدُ كـالـسيفِ يَعرى حينَ ضاعَ الغمدُ والـرمـحُ يضعفُ حين حُلَّ العِقدُ لا أكــرهُ الإخـوانَ.. لا أرتـدُّ والـعـقـلُ لا يـرضى بها، تنقدُّ وبـكـلّ إحـسـاس تسامى عَهدُ * * * وتـطـاولـتْ كَلِمي.. وزادَ النقدُ رُحـمـاكَ يـا مـعبودُ. إني عبدُ ونَـدى الـيـقينِ على فؤادي بَرْدُ | السعدُ


(1) هذا جزء من مثل عربي قديم وهو شطر بيت وتمامه (ما هكذا يا سعد تورد الإبل) ويُضرب هذا المثل لمن أساء التصرف.