نفد الطعام
نفد الطعام
بوعلام دخيسي /المغرب
[email protected]يـا أمـتـي نفذ َ الطعامْ
لـي إخـوَة ٌحَـوْلِي وَ لا
غـيْـرُ الـدُّموعِ وَ مُقلتِي
يـا أمـتـي نفذ َ الدَّوَاءْ
و الـمَـوْتُ جـاءَ يَحفنِي
يـا أمَّـتـي نـفذ َالوَقودْ
إلا َّ الـقـنـابلُ تقصِفُ
لا بَـلْ كـرَامُـتـنَا التي
وَ خِـصَـالُ عِزِّنا أدْبَرَتْ
بـالأمْـس كـنـا آيـة ً
و الـيَـوْمَ لا زلـنا وَ لـ
و طـعَـامُنا عِندَ الغريبْ
وَ وَقـودُنـا فـي بـئرنا
يـا أمَّـتـي فـلـتعْلِنِي
إنْ ضِقتِ بي ذرْعا ًو أقـ
إنْ ضِـقتِ بي ذرْعا ً فلا
إنْ ضِـقتِ بي ذرْعا ًفغيْ
وَ لـتـسْكِنِينِي جَوا الحُفرْ
و لِـتـلعَِنِي زَمَنا ً مَضَى
يـا أمَّـتـي وَ لـتسْلبي
قـوْمِـي جـيَاعٌ و الفضَا
تُـخـمَ البُطون ِ وَ حَوْلهَا
و الـجَـيْشُ حَطمَ غرْفتِي
والـطـائِـرَاتُ تـحَلقُ
و عـلى الحُدُودِ عَشِيرَتِي
و إذا عَـرَضْـتُ قضِيَّتِي
و إذا بَـكـوْنِـي فغدَرَة ٌ
وَ إذا بَـنـوْا لِـيَ خيْمَة ً
وَ عـلى المَنابر ِ وَاعِظ ٌ
فـإذا قـتِـلتُ لهُ انشِغالْ
و إذا قَـتـلـتُ فمُسْرع ٌ
يـا أمَّـتـي مَـاذا أقـو
يـا أمَّ هـلْ لِـكِ إخوََة ٌ
مـا بـالُ جـيـرَةِ بَيْتِنا
يـا أمَّ هَـلْ لـكِ قِصَّة ٌ
يـا أمَّ مَـا اسْـمُكِ جمْلة ً
إنـا نـرَاكِ غـريـبَـة َ
أنـا غـزَّة ُ الأبْـرَار ِ قا
أنـا غـزَّة ٌ لوْنِي السَّوَادْ
لِـشَـدِيـدِ بُـغضِيَ شِدَّة ٌ
و لِـسَـاكِني كلّ ُ البَيَاضْ
و لِـعَـيلتِي عَبَقُ الوُرودْ
و لِـكُل طِفل ٍ في القِطاعْ
و لأمَّـتِـي مَـا ترْتضِي
تمْضِي وَ شيْخُهَا فِي الثرَى
و لِـجـيرَتِي فادْعُوا مَعِي
و لْـتـذكُـرُوا بالإسْم مَا
مِـصرٌ و أرْدُنُ وَ الحِجازْ
وَ لْـتـرْغِـمِـينِيَ توْبَةً ً
وَ لْتخْطبي أرْضَ الجنوبِ
و لِـذلِـكَ الْحِين ِ اسْألِي
وَ لِـذلِـكَ الحِين ِ احْذريوَ لـقِـيتنِي وَسْط َ اللئَامْ
حـوْلٌ لـهُـمْ غيْرُ الكلامْ
لِـقـعُودِهِمْ ترْمِي السِّهَامْ
و عـلى فمِي جَثمَ الحمامْ
و عـلى يَدي شَدَّ العِصَامْ
وَ الـليْل أوْغلَ في الظلامْ
فـنرَى إذا احْتدَمَ الضِّرَامْ
نـفـذتْ وَ غشاهَا الرُّكَامْ
و تـبدَّدَتْ وَسْط َ الزِّحَامْ
فـي الجُودِ فِي بَذل ِالوئَامْ
كِـنْ لِـلـعِـدَا لا لِلكِرَامْ
و لأهـلِـنا نهْشُ العِظامْ
و رَصِـيـدُهُ لِـلـعَمِّ سَامْ
بُـغـضِي إذا نفذ َ الغرَامْ
لـقَ عِـشْقنا سَيْرَ النظامْ
عَـيْـبٌ أُطـلـقُ بالتمَامْ
رُك ِ إذ ْ يَضِيقُ فلا َ يُلامْ
و طـئِي برجْليْكِ الرُّخامْ
كـنَّـا نّغوصُهُ فِي التِحامْ
نِـي هـويَّتِي حانَ الفِطامْ
ءُ يَـبُـثُّ فِي أبْهَى ابْتِسَامْ
شَـيْـخ ٌ يُذكِّرُنِي الصِّيَامْ
و الـشَّيْخُ يَخْطبُ للسَّلامْ
و مُـذِيـعُنا يَصِفُ الحَمَامْ
تـبْـكِي وَ تقترِحُ الخِيَامْ
نـظـرُوا وَ أعْـيُنهُمْ نيَامْ
مِـنْـهُـمْ وَ دَمْعَتهُمْ لِجامْ
فـلأنـهُمْ صَنعُوا الحُطامْ
لـكِـنَّ عِـلمَهُ فِي انقِسَامْ
و يَطوفُ في البَيْتِ الحَرَامْ
يُـفـتِـي يُـندِّدُ بالحَرَامْ
لُ لِـصِـبْـيَتِي بَعْدَ القيَامْ
و حُماة ُ عِرْض ٍ في الأنامْ
نَـظـرَاتهُمْ مُلِئتْ خِصَامْ
فـي المَجْدِ يَكتبُهَا العِظامْ
مَـا لـوْنُ دِينِكِ وَ الإمَامْ
الأسْـمَاءِ فِي وَطن ِالفِصَامْ
لـتْ أخْـتنا تخفِي السِّجامْ
مَـا فـوْقَ أسْوَدَ فِي انتِقامْ
و لِـعَـاشِقِي خضْرُ الهُيَامْ
و لِـزائِـري حُمْرُ المُرَامْ
و لِـعِـزَّتِي عَبَقُ الحُسَامْ
لـقبُ العَظِيم ِ إلى الدَّوَامْ
فـجُيُوشُ غزَّة َ في اقتِحَامْ
حَـيّ ٌ يُـحَـرِّضُ لِلأمَامْ
وَ لِـكـلِّ سُـلطان ٍ هُمَامْ
ذكَـرَ الـكِـتابُ فلا مَلامْ
وَ لْـتـعْذرينِي رُبَى المَقامْ
عنْ هجو يَعْرُبَ أخْتَ شَامْ
وُدَّ الـشَّـهَـامَةِ كلَّ عَامْ
لِـقـلـوبـهمْ بُرْءَ السِّقامْ
يَـا أمَّـتِـي سُوءَ الخِتامْ


