لم يزل لي أمل
خالد
البيطارآه يـا بـدري الحـبيب أنا في الدنيا غريب
أقـطـعُ الأيـامَ يـومـاً بعد يوم في لُغوب
أسألُ الركبانَ عن بيتي وعن روضي القشيب
فـيلُفُّ الصمتُ كل الركبِ والصمتُ مُريبْ
ويـواسـيـني أعزُّ الناسِ بالصبحِ القريبْ
* * *
أنـا يـا بـدري أتـدري كم أعاني إذ تغيب
أنـا مـن سـبع وعشرين تركتُ العندليب
لائـذاً بـالـصـمت مهما حرّضوه لا يُجيب
فـوقَ غـصنٍ قد عَلاهُ منذُ أن غِبتُ شُحوب
* * *
أنـا مِـنْ يـومِ خروجي لم أرَ البيتَ السليب
لـم أر الـعمَّ ولا الأخت ولا الجارَ القريب
إنَّ آمـالـي تـجـري في عروقي وتَلُوب
فـعـسـى أن تـجدَ المنفذَ والأفقَ الرحيب
فـي خـيـالٍ سـادرٍ أوشاردٍ بينَ الدروب
غـيـرَ أنـي مـع آمـالي بَقينا في لهيب
فـي لـهـيـبِ الشوقِ إنْ قُمنا نُطفيهِ نَخيب
* * *
أنـا مـن يـوم خروجي لم أزل أرجو الإياب
كـنـتُ في عزمٍ حديدٍ كنتُ في عمرِ الشباب
وأنـا الـيـومَ أواري مـا تـثنّى من إهاب
بـجـمـيـل الذكرِ حيناً أو بشيءٍ من ثياب
مـرّتِ الأيـامُ والأيـامُ حُـبـلى بالعُجاب
رفـعـتْ قـومـاً إلـى أنْ أوصلتهمْ للسحاب
ورَمـت قـومـاً كـرامـاً بـسهامٍ وحِراب
وأذاقـتـهـم وهـم أهـلُ النّهى مُرَّ العذاب
* * *
أنـا يـا بـدرُ وإنْ كانَ طريقي في الضباب
وعـلـى مـا جرّعوني ورياضي منْ مُصاب
لـم يـزلْ لـي أمـلٌ أحيا به رغمَ اغتراب
مُـشـرقٌ مـثـلك يا بدرُ ومِنْ غيرِ ارتيابْ