صرخة في وادي الهموم
صرخة في وادي الهموم
أبي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
جـفـلـت على ثغري اللحون تالما
ذابـت حـروفي والتضت غصاتها
كـم كـنـت صـداحا بافاق المدى
وابـت مـقـاطعها تجيء عصارة
فـتـجـيـش كـل خـريدة تياهة
مـرت عـلـى ثغري مرارة لوعة
مـا كـنـت امل والجراح تنوشني
ابـتـاه يـل لحن الحروف مموسقا
هـذي حـروفي وهي افقر ما اتت
قـد كـنت لي الق الضحى احيا به
نـار تـضـرم في الضلوع لهيبها
مـا كـنـت ارجو ان ابيت مُحَطِّما
مـسـت شـغافي من حنانك لمسة
قـد كـنـت درعي احتمي بجنابه
يـا نـور افـاقـي يـرف بـتيهه
يـتْـمٌ انـا ، وقـصـائدي مشلولة
وغمست في جرحي حروف فواجعي
ابـتـاه يـا كـل الحروف انا فمي
تـوحـي الـي الـسحر في نبراته
يـا ايـهـا الالـق الـبهي سماؤنا
نـم فـي جـوار الله اطيب منزل
مـاذا لـقـيـت من الحياة وطولها
نـم مـا بـدالك فالخلود لذي التقى
اولاء اهـلـك حـول قبرك خُشَّعٌ
ابـتـاه يـا عطش الحروف يتيمة
يـا صوت اعصار الضمير يهزني
ودعـت قـبـلـك امـة بـكيانها
كـانـت لـي المهد الوثير يضمني
جـادت ومـا بـخـلت بكل كريمة
مـنها عرفت الحب يزخر في دمي
كـانـت.. ابـرّ حنونة في طبعها
يـا والـدي ان الـحـيـاة مـفازة
كـم كـان قـلبك للحوادث درءها
مـن ذا سيصغي لي اذا خنق الاسى
فـبـكـل يـوم لـي اودع صاحبا
رفـقـا بـحالي يا ابي جلدي وهى
انـت الـذي مهدت لي سبل العلى
وقـبـسـت انوار العلوم بفيض ما
كـافـحت .جيلا ذاق الوان الاسى
طـوَّعت حتى الصخر مفتول القوى
اذ ذقـت مـن عوز الحياة صنوفها
ابـتـاه يـا وجـع الحروف مجنح
فـلـكـم تـعبت وما فتئت مجالدا
طـوفـت في طول البلاد وعرضها
انـشـات جـيـلا لا يدين لغاصب
فـغـمـرت سـاحات الجهاد بفتية
حـمـلوا على كف الردى ارواحهم
اولاء غـرسـك قـاتـلوا بضراوة
كـانـوا الـى درب التمرد عصبة
يـا حـسرة جاشت بصدري تلتظي
تـرنـو عـيونك شُخَّصٌ بدموعها
تـرنو لمن في السجن بات مصفدا
مـرت ثـلاثـا تـسـتجير رهيبة
والـقـيـد ادمـى معصميه متوجا
قـاد الـرجـال ، فـاقبلت بنقائها
دارت بـنـا الـدنيا ..فدالت دولة
آمـنـت فـيـه يشد خطوي خطوه
مـا عـقَّ ابـنـاء الـبلاد حقوقها
قـلـبـت لـه الايـام ثوب مجنها
لـن يـنـكر التاريخ صرخة مارد
كـان الـمـوجـه لـلرجال بحلمه
ولانَّ مـن لـيـل المتاهات انبرى
ولـهـم بـابواق الخيانة من دعى
سـتـظـل شـاهـدة لـهم افعالهم
* * *
ابـتـاه يـا وجعي ، يتيمك متعب
انـا مـتـعب ، قلبي يطير بحزنه
قـد شـلـت اوجاعي بنفسي كاتما
انّ الـفـواجـع فـي الحياة مواجع
مَـنْ ذا انـاجـي يـا ديار احتبتي
يـا صـاحب الجسد المسجى بيننا
فـلانـت فـي قلبي ، ستبقى حافلا
ولانـت فـي دربي الضياء شعاعه
ومـضـيت لم تترك وراءك شامتا
فـالـحـق بركب السائرين سنلتقي
سـتـظـل لي ذكراك مثل عبادتيوهـفـا القريض فسال نزفا من دما
وعـيـيـت مـن حزني بان اتكلما
واثـيـر فـيـهـا لـلشعور معلما
مـن مـهـجتي، وحيا سما فترنما
واروح اعـبـاء الـجميع مترجما
وقـد اسـتـحـال الشهد فيها علقما
بـعـقود شعري لن ابوح ، فانظما
فـوق الـشـفاه بي العذاب تضرما
نـفـسـي ، وادنى ما اسوق تكرما
وارى الـدروب اذا الـظلام تجهما
شـعـواء مـنـي قد اصابت مغنما
عـودي ،ومـزماري ينوء مُحَطُّما
ويـد.. بـهـا قـلبي السقيم تنعما
هـيض الجناح وافق عمري اظلما
قـد غـام افـقي في الحياة واعتما
ومـشـيت في طرق الخيال ململما
وابـت عـلـيها ريشتي ان ترسما
صـادٍ، وقـلـبـي من نواك تبرما
وغـدا بـفـقـدك كـالوليد متمتما
فـي مـقـلـتيك تشيل الوان السما
ولـقـد سـلكت بها الطريق الاقوما
مـنـهـا عـرتك قساوة لن ترحما
ولـمـن تـفـانى في البلاد واقسما
لا يـمـلـكـون سوى الدموع تالما
مـثـلـي حـروفي والزمان تجهما
والـيّ كـان لـظى الشعور الملهما
ورضعت منخا المكرمات على الظما
بـحـنـانـه ، وانـام فـيه منعما
مـنـهـا يـسيل الخير لن تتبرما
حـب الـكرامة في الجوارح خيما
وتـشـدُّ لـو حـبل الاواصر هُدِّما
مَـنْ لـي ودربـي بالمخاطر اكهما
مـتـجـلـدا بالصبر قلبا مسلما !
صـوتـي ، ومنْ اشكو له متظلما ؟
وانـوء بـالاعـبـاء ضقت بربما
وهـفـا الـى اوجـاعـه مستسلما
وبـهـا عـلوت وكنت انت السلما
سـاقـت يداك ،ونبض دفقك مرقما
وحـفـظت وجهك ان يصير مذمما
اجـريـت فـيـها للطهارة زمزما
وقـضـيـت عمرك فيه علَّ وليتما
وجـعـي ، وافـقي بالمرارة هوما
كـرب الـحياة ، وما عدلت لتغنما
وسـلكت درب الموحشات الاسحما
جـلـد الـشـكيمة للوغى متقحما
وسـواك عـن سود الوقائع احجما
كـانـوا لـمـيـلاد العروبة توأما
لـيـل الـطـغاة ..فصيَّروه جهنما
وهـمُ لمَنْ شعل الفدا ..مَنْ اضرما
الـمـا ، وتـطحن بالمواجع اعظما
لـهـفـى لـطيفٍ ليت زار وسلما
دهـرا ، ولـيـس من القيود تبرما
وانـا انتظار ، بل وانت على الظما
مـا سـاوم الـطـغيان قط واولما
زحـفـا وشـدَّ الى الجهاد مصمما
وغـدا الـجـهاد ومَنْ يثور مُجَرَّما
بـالـنـار من اجل الخلاص تعمما
او صـالـح الاعـداء قـط وابرما
وعـلـيه (وحشيّ) العداوة قد رمى
ويـظـل فـيـه مـخـلدا مستلهما
ويـدوس فـي لـيل المفاوز ارقما
لـيـصـدّ غـولا في البلاد توحَّما
مـتـهـورا ، بـين المزابل أُلْقِما
اذْ ، مـيـف يُنْسى مَنْ عداه ترسما
* * *
والـسـيـف حد النصل في تورما
لـم يـثـنـه ، موج يجيش مهينما
الـمي ، وفي صدري نزيفي برعما
والـمـخـرسـات ،اقيم فيها ماتما
جـمري يغرد في الضلوع مترجما
قـد كـان لـي وجعي بحبك ملهما
الـقـا ، وانّـى مـا اتجهت واينما
غـمـر الوجود وفي العيون تجشما
الا الـثـنـاء ، يـدور او مُتَرَحِّما
فـي روضـة الرحمن دمت منعَّما
ويـظـلُّ وجـهـي للطريق ميمما