صبراً أحبتنا
26نيسان2008
صالح محمد جرار
صالح محمد جرار/جنين فلسطين
| قـف يـا زمـانُ، وقبّح لُوْثَةَ البَشرِ تـوقّـد الـحِـقدُ في قلبِ الأثيمِ لظىً يـا ويـلَ مـن نسيَ الجبّارَ بطْشَتَهُ تَـفـرْعـنَ الـماكرُ الغدارُ من سَفَهٍ هـلا تـذكَّـرت أقـواماً قد اندثرت فـلا يـغـرّنْـكَ ما تحويهِ من عُدَدٍ فاللهُ يُـمـلـي لـمـن يبغي ويُمهِلُهُ واللهُ مـقـتـدرٌ، واللهُ مـنـتـقـمٌ * * * وأنـتـمُ يـا ذوي الإيمان فاصطبروا لـعـلَّ إخـراجَكم من قلب موطنكم قـد أُخرجَ المصطفى من ساحِ كعبتهِ فـلْـتـصبِرُنّ على ما كان من مِحَنٍ واللهُ يَـعْـلَـمُ أنّ الـنـفـيَ أعنَتكُم وارحـمـتـاه لـكـم، أُبْعِدْتُمُ سَخَطاً أُبْـعِـدْتـمُ عـن تُرابٍ فيهِ مغرِسُكمْ أُبْـعـدتـمُ عن غراسِ الدارِ وا أسفا أبـْعـدتـمُ عـن رحابِ القدسِ أمّكمُ أبعدتمُ عن ثرى الأقصى الذي شرُفتْ شُـدَّت إلـيـهِ رحـالُ المسلمين كما يـا ويـحَـهُ، عـادَ مـأسوراً يُعذّبه فـهـل لـه من صلاح الدين ثانيةً؟ هـذا الـمـكـبّـرُ قد حنّت جوانحه * * * صـبـراً أحـبّـتـنا، صبراً أئمتنا صـبـراً جـمـيلاً فإنّ العُسْرَ يعقُبُهُ صبراً على محنةٍ في اللوحِ قد سُطِرَتْ ويـسـتـبـيـنَ لهيبُ الحقدِ مُنبعثاً فـإنّ إلـقـاءَكـم فـي قلبِ عاصفةٍ والـنّـاسُ إن فـقـدوا الأخلاق إنهمُ لـم تـبـق فيهم من الإنسانِ فطرتُهُ ألـقَـوْكـمُ فـي بـقاعٍ راحَ يسكُنُها فـالـثّـلـجُ فوقَكمُ، والجوعُ عضّكُمُ والـجـسـمُ مـزقـهُ داءٌ ألـمَّ بـه بُـدّلـتـمُ بـرياضِ الدار أرضَ أذى إلاّ الـرحـيـمَ الـذي يـرعاكمُ أبداً * * * والـعُرْبُ من حولِكم لاهونَ في عمهٍ والـمـسـلـمـون زعاماتٍ وأنظمةً تـبّـاً لـهم تبعوا الشيطان وائتمروا يـا ويـلهم زعموا الشيطان ينصُرهُم فـإنّ صـحـبَـكَ يا إبليسُ في غَرَرٍ وسـنّـةُ اللهِ نـصـرُ المخلصين له * * * والآن يـا إخـوتـي كونوا على ثقةٍ ونـحـنُ -إخـوتكم- واللهُ يحرسُكم نـدعـو الـقـديرَ يأسماءٍ له عظُمتْ وأن يـعـيـدكـمُ لـلأهلِ في شممٍ وأنـتِ يا قُدْسُ، يا مسرى النبيّ غداً | إذ يـمـكـرون بأهل الحقّ والسُّوَر وعـربَـدَ الشّرُّ، لا يخشى من النُّذُرِ فـراح يـهـدمُ صرْحاً عاليَ الخَطَرِ لـمّـا خلا النّسْرُ من بأسٍ ومن ظُفُرِ مـن عـهدِ نوحٍ وما قد كان من عِبَرِ ومِـن جُـمـوعٍ، وأنّا اليومَ في غِيَرِ حـتـي يـحينَ عقابُ المجرمِ البَطرِ واللهُ قـاصـمُ ظـهـرِ الظالمِ الأَشِرِ * * * فـالـصّبرُ جُنَّتكُمْ في الموطِن العَسِرِ هـو الـبـشـيرُ لِعِزِّ الدينِ والظّفَرِ فـكـانَ إخـراجُـهُ درسـاً لـمُعْتبرِ فـتُـحسِنوا الأمرَ في وِرْدٍ وفي صَدَرِ لـكـنّ حِـكْـمتهُ تخفى على البَشَرِ وذُقـتـمُ الـمُرَّ من بؤسٍ ومن ضَرَرِ وغـرسُ آبـائـكم في سالفِ العُصُرِ كـيـفَ النّماءُ لهذا الغرسِ والزّهرِ؟ بـلا وَداعٍ، فـعـيـشُ الأمّ في كَدَرِ أنـحـاؤه بـإمـامِ الأنـجـمِ الزُّهُرِ سُـلّـتْ إلـيهِ سُيوفُ الفتحِ والظَّفَرِ هـذا الـلـعينُ الذي قد سيطَ من قَذَرِ وهـل لـه بعد هذا الجدْبِ مِنْ مَطَرِ؟ إلـى صـلاحٍ كـما حنّت إلى عُمرِ * * * فاللهُ مـخـتـارُكـم لـلـذكْرِ والقَدَرِ يُـسْـرُ الـحـيـاةِ بلا غمٍّ ولا كَدَرِ حـتّـى تُـفـرّقَ بين الصّفْرِ والدُّرَرِ مـن قـلبِ باغٍ على الإسلامِ مُسْتعرِ مـن الثلوجِ لمكرُ الوحشِ في الوُجُرِ شـرُّ الـبـريـة من جنٍّ ومن بَشَرِ بـل هُجّنوا من وحوشِ الغابِ والبَقَرِ غـولُ الـطبيعةِ لا تُبقي على (نَفَرِ) والـريـحُ تَـخفِقُ في بيتٍ من الوَبَرِ ولا دواءَ سـوى الآيـاتِ والـسُّـوَرِ فما لكم إخوتي فـي الأرضِ من وزَرِ فـحو الحقيقُ بكشفِ الضّرِّ والضررِ * * * وأنـتـمُ فـي جـحـيم النفيِ والغِيَرِ فـي حـمْـأة المكْرِ والأحقادِ والنُّكُرِ بـكـلِّ داعـيـةٍ لـلـهِ مـصْطَبرِ لـكـنَّ زعـمـهمُ ضَربٌ من الهَذَرِ وأنـتَ تـقـدُمـهـمْ حتماً إلى سَقَرِ وجـاعـلُ الـحقّ فوق المنكر القذِرِ * * * مـن أنَّ صـبـرَكُم دربٌ إلى الظَّفَرِ نـبقى على العهدِ في يُسْرٍ وفي عُسرِ ألاّ يُـرى لـقُـرودِ الـسبتِ من أثَرِ وتـلـبـسَ الدارُ ما يحلو من الحِبَرِ يُـؤذّنُ الـنّصْرُ في أقصاكِ فانتظري |
ولله الحمدُ من قبلُ ومن بعدُ، بيده الخيرُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قدير
