بـلـدي أراه أمـامَ عَـيني ماثلاً في كل iiحين مـتـشـوقـاً لي ناظراً نحوي يَمُدُّ ليَ iiاليمين مـتـعـجباً مني ومن بُعدي وفي قلبي الحنين مـتـسائلاً: لمَ لا أعودُ وأين صدقُ iiالعاشقين؟ * * ii* بـلـدي وحـبُّك غرسةٌ تنمو على مرِّ iiالسنينْ خـضـراءُ وارفـةٌ لما تُسقاه من ماء iiالعيون وغـذاؤها ذوبُ القلوبِ فكيف تذبل أو iiتهون؟! * * ii* بـلـدي أُحـسُّ بـكل ما أبديتُ منْ حبٍّ دفين والـقلبُ يعصِره الأسى مما يرى في كل iiحين كـم أرتـجـي أن ألـتقي بأحبتي iiالمتشوقين لـكن إذا ما جئتُ يا بلدي إلى الروض iiالحنون فـلـسوف تأخذني الزبانيةُ الجفاةُ إلى iiالسجون وهـنـاك لن ألقى سوى مُرِّ العذابِ مع iiالمنون وإذا حـيـيتُ فسوفَ أبقى أجرعُ الذل iiالمهين * * ii* وإذا أتـيـتَ لـتـسألَ السجانَ عني لن iiأبين قـد غيّروا اسمي في قوائمهم وسَمّوني "هيلين" وسواي من عبد الرحيم إلى "ثلاث iiوأربعين"... وتقولُ لي: "لِمَ لا تعودُ وأين صدق العاشقين"؟!! إنـي عـذرتكَ في عِتابكَ فاعذر القلبَ iiالأمين * * ii* لـكـن عـلى رغم المآسي والبلاء iiالمستطير لابـد مـن نـور الصباح يزفّه صوتُ iiالبشير * * ii* سأعودُ يا بلدي وسوفَ أعانق الروضَ iiالطهور لأعـيـدَ بـسمتَه وتنتشر الورودُ مع iiالعطور * * ii* أنا في اغترابي وابتعادي عنكَ واصلتُ المسيرْ أنـا لـم أحِـدْ رغم الذي لاقيتُ فيه من iiعسير إنـي عـلى العهد الوثيقِ ولن أحيدَ ولن iiأحور عـهـدي الـذي أعـطـيـتُه للهِ للحيّ iiالقدير فـأنـا المجاهدُ والمرابطُ والأمينُ على iiالثغور لا أنـحـنـي لا أنثني إني على الجُلّى iiصبور سـأعـودُ يا بلدي إليك ولو تطاول ألفُ iiسور فـالليلُ مهما طال لنْ يقوى على الفجرِ iiالمنير
|