يحيى الغزال في بحار الشمال
يحيى الغزال في بحار الشمال
إلى الشاعر منعم الفقير
أمجد محمد سعيد /العراق
هذه قرطبة تنآى كفانوس من الفضة والشمع
ويدنو الساحل الغربي فى هيئة موج وشظايا قمر
اشرعة تهتز فى الافق الرمادي
دمي يرنو الى سيرته الاولى
يجوب الارض تياها على مهرته البلقاء
يشتاق الى ما في جبين الريح من عصف جنوني
وما في الشفق المشقوق من غيم غضوب
يتزيا بتصاوير الخيال .
هذه قرطبة تمضي الى الداخل
فيما انت تسعى خلف كون الله
محمولا على كف الليالي.
هل ترى تهدا عيناك
وتلتف بنار البيت والاصحاب والشعر
متى ترسو على شاطئك الامن
تصطاد الذي يقذفه الموج مع الرمل
من الاصداف واللؤلؤ
يا صاح... متى ؟
قلت دع الوهم
وخل الفرس البلقاء تعدو خلف وهج الحلم
هات الكاس مملوءا الى حافته القصوى
فقد امضي بعيدا
لست ادري
ربما يبعدني شاني
ويقصيني الى المجهول حتفي
فيمنيني ويمضي سادرا في الارض من حال لحال.
(بكى صاحبي لما راى الدرب دونه وايقن انا لاحقان بقيصرا
فقلت له ، لا تبك عينك , انما نحاول ملكا ,او نموت فنعذرا)
تكتب الخيل على الرمل حكايا الملك الضليل
مزهوا ابو كندة, يمشي فى دروب الشمس
اما الملك , او فليقبل الموت
على صهوته الحمراء, مسلول النصال.
ها انا خلف امرئ القيس اوافي قبس السر
واعدو مثل فهد
مهرتي موج , وافاقي اعاصير الشمال .
اخر الارض تناديني
انا يحيى الغزال الشاعر الفارس
امضي حاملا ختم بلادي فوق صدري
مشرعا للعشق رايات , وللسلم مواثيق الرجال.
( وان مقامي شطر يوم بمنزل اخاف على نفسي به لكثير
وقد يهرب الانسان من خيفة الردى فيدركه ما خاف حيث ,يسير )
.....
وتهادى على صفحة الماء مركبه الابنوس
المحنى بنقش الكتابة بالحلم , والحلم
بالاغنيات التي تتقاذفها الصاريا ت
يرددها فى حنين المجاذيف لليم ,
صوت الرجال, ويحيى يؤرخ رحلته تحت ضوء القناديل,
مستنفرا, عابرا زمنا من فخار , واخر من موجة
كم مضى , والمياه, كما الارض لا تنتهي
ما الذي خلف هذا المحيط القصي الذي لم تصله العيون
وهل, ثم , خلق ...مراكب ، من يكشف السر من؟
والمقادير تهوي على البشر المتعبين بآلامها
والقوافل خائفة من خفايا الطريق
الشعوب يقاتل ابناؤها بعضهم
غارقين باحقاد لا تنتهي
......
فلتكن يا غزال.
غصن زيتون
او راية للسلام الذي نقشته ايادي النبيين والرسل
لا يتعبون , ولا يسأمون, قوافل اثر قوافل
كن يا غزال.
شاعرا ورسولا يكفكف دمع القرون التي طفحت بالدماء
وكن ترجمان الذي صاغه الاقدمون على ارض ابائك الاولين
وخذ من قراطيس بابل , او من دمشق ومصر , ومن مكة واليمن.
.......
مرحبا يا غزال.
مرحبا يا غزال.
تلك ( جوتلاند ) لؤلؤة فى محيط من الفضة القمرية
(هوريك ) يطلق سهما من النار فى الافق
يعطيكه وردة , وكتابا
وهذي بلاد (الدنير) القصية مسبحة فى يديك.
ها هي الارض تخلع قشرتها
تتعرى على مسرح الثلج مثل العروس
دخان المساءات يعلو
ونار الضيافة تلمحها سفن الغرب والشرق
عشرون شهرا وانت تنادم هوريك
تقرا شعرك , تعشق ,تحكي
كما السندباد, اساطير قومك
يا ايها العربي الذي من مضارب بكر اتى
وتنفس عطر جيان وقرطبة,
قل لهوريك
يا سيدي , يا مليك العواصف والثلج
(هيد ابي) اليوم معجزة من فضاء التنائي
وانت ابن عم الوعول
شقيق الصقور الحكيمة
ما بيننا حلم من حرير
وايقونة من قرون الغزالات
ذكرى دماء على صاريات المراكب
لكننا الان نفتح نافذة من مرايا العقول
نؤسس مرحلة
من زنابق مسفوحة فوق عشب السنين.
و لتكن يا غزال الهوى والقصائد
عينا لقومك خلف البحار
رسولا لهم,
ولسانا مبين.
................
(من عبد الرحمن الثاني صاحب ما بين البحرين من الاندلس الغراء الى هوريك
عظيم الجوتلاند المأمونة ..اما بعد سلام....)
(من هوريك مليك الدينر والجوتلاند الى عبد الرحمن الثاني ملك الاندلس المحروسة ..اما بعد سلام.....)
...........
هوامش
- يحيى بن حكم الغزال الجياني الاندلسى البكري, 156 - 250هجرية, سفير الامير الاندلسي عبد الرحمن الثاني الى هوريك ملك الداينر , الدانمرك حاليا,سنة 230 هجرية.
- البيتان للشاعر العربي امرئ القيس.
- البيتان للشاعر يحيى بن حكم الغزال.
- جوتلاند, جولاند حاليا اكبر جزر الدانمرك.
- هوريك ملك الداينر حينئذ.
- الداينر, الدانمرك حاليا.
- هيدابي,المدينة التى رحل اليها يحيى الغزال سفيرا, اندثرت حاليا بفعل الحروب الاوربية القديمة.